في ذكري ثورة يناير
21كانون22012
أشرف محمد
أشرف محمد
الـقـلـبُ فـاضَ حنينُه قـد مـرَّ عـامٌ بـعـد أولِ ثورةٍ هـي ثـورةٌ قـد ناشدت أبناءَها نـادت عـلـي أحبابها و شبابِها هـل تـذكـرون ثمان عشرةَ ليلةً هـي ثـورةٌ قدَحَ الشبابُ شرارَها و الـكلُّ سارعَ يستحثُّ بها الخُطَي مـيـدانُـنـا وقـتَ الزِّحامِ كأنّه جـاءت وفودُ الشعب دون تكاسُلٍ و الـكـلُّ فـي أمـلٍ يُناجي ربه ربّـاه إنّ الـظـلـمَ جـاوزَ حدَّه سـقـفُ المطالبِ قد علا لمَّا رأَوْا يـومُ الـجـمال أتي يزيلُ غشاوةً كـل الـطـوائفِ شرَّفت ميدانَنا و الـقـادمـون يُـفَتَّشُون ببسمةٍ عـذراً أخـي هـذا احتياطٌ عندنا و تـري لجانَ الشعب تحرُسُ حيَّنا و الـكـلُّ فـي حذرٍ يُؤَمِّنُ حِرزَه و الـناس يُؤْثرُ بعضهم بعضاً فهم مـيـدانُـنـا قد صار قِبلةَ شعبنا و الـعـالـم الغربيُّ شاد بفضلها و الـكـلُّ صـوَّبَ ناظريْه مُتابعاً و تـري الـتزاحمَ و التراحمَ قائما و تـري اتّـحـادَ نسيجِنا في أُلفةٍ و تـري الـمـكان كفندقٍ متميزٍ هـذا يـقـدِّمُ كـسـرةً مِن خُبزِه أمـا الـعـجوزُ فأرسلت مع ابنها و طعامُهم " كنتاكي" صارت طرفةً أمُّ الـشـهـيدِ تقولُ حسبي أنني وردٌ تـفـتَّحَ في الحدائقِ قد رَوَي و تري مُصابَ الجُرحِ ضمَّد جرحَه و الـطائراتُ تحومُ فوق رؤوسِنا و الـنـاس تهزأُ في لطيفِ فكاهةٍ وقـفـت جموعُ الشعبِ في ميداننا مـيـدانُـنا عاشَ المخاضَ ترقُّباً و الأمـنُ رغم الخوفِ عمَّ نفوسنا هـي ثـورةٌ نـادت بإسقاطٍ لِمَن و عـن الـسـفيه تجاوزوا لما بدا و مـع الـشريف تعنَّتوا و تشدَّدوا كـم زوَّرُوا في الانتخاب و أنكروا و كـم اسـتهانوا بالعباد و أهملوا قـد غـيَّروا الدستورَ تشويهاً لكي كـم صدَّروا الخيرات رغم أنوفنا يـوم الـتَّـنحِّي كان يوماً شاهداً و الـنـاس هذا هاتفٌ أو راقصٌ كـلٌ يـعـانـق خِـلَّهُ في فرحةٍ الشعب أسقطَ .. لا .. يصيحُ شبابُنا الله ربُّ الـعـرش أسـقط وحدَه يا بُؤسَ مَن ما إن مضي عن شعبه بـعـد الـتـنحّي قام كلٌّ يغتدي سـقـط الرئيسُ فحيعلا مشروعِنا * * * لـكـنَّ بـعض الحاقدين تجمَّعوا هـم مِـن فلول نظامهم أو حزبه أو مِـن وُجـوهٍ طالما عكفت علي و أصـابـعُ الصهيون تعبثُ بينهم فـتـعـاقدوا و تعاهدوا و تساندوا أتـضـيـعُ منزلةٌ لنا من بعد ما كـنـا نـصولُ بأرضها و سمائها أفـبـعـد أن كـنا الأوائلَ عندهم أفـبـعـد أن كـنا نقوم بحبسهم كـنـا رجالَ المالِ و الأعمالِ بل عـنـد الـهبات لنا نصيبٌ وافرٌ فـتـآمـر الـجـمعُ اللئيمُ مقرِّراً زَرْعُ الـوقـيعةِ و الخلاف مهارةٌ إنـا سـنـرسـلُ بلطجيةَ حزبنا يـتـسـللون و يحملون سلاحَهم لـيُشَوِّهُوا في الناس صورةَ ثورة هـيَّـا نُـثـيـرُ رجالَ إعلامٍ لنا كـيـمـا نـفـجر فُرقةً أو فتنةً لـيـعيشَ كلُّ الناس في أحزانهم قـولـوا اللطيمةَ يا لهول مصيبةٍ و إذا سـمـعتم ما يَسُرُّ فأعرضوا فـي أيِّ إرجافٍ هلمّوا و انشطوا و إذا رأيـتم بعضَ خيرٍ أعرضوا دومـاً و قـولوا الرأي في أحوالنا و خـذوا بـأسوأِ الاحتمالات التي * * * مـالـي أري الـميدانَ فيه غمامةٌ هل صار في الميدان بعضُ عكارةٍ هل صار في الميدان بعضُ تنازُعٍ هـذا بـفـعل الحاقدين و كيدهم لـكـنَّ ربَّ العرشِ خيَّب سعيهم فـالـشـعبُ عاد لرشده و رشاده مصرُ التي في خاطري و بمهجتي مصر التي في خاطري تسعي إلي * * * هـي ثـورةٌ قـد ناشدت أبناءَها كـونـوا جـميعاً يا بَنِيَّ و جدِّدُوا عـودوا إلـي الميدانِ صفاً واحداً إنـي أبـوحُ لـكم بسِرِّي ظاهرا إن جـئـتـمـوا متفرقين فحظكم أو جـئـتـموا متوحِّدين فأبشروا عـودوا احتفالاً و انتظارَ مطالبٍ لا تـجـحـدوا ما تمَّ في عامٍ و لا قـولـوا مـطـالبَكم بحكمةِ واثقٍ * * * سـتـتـمُّ فـرحـتُنا بثورة شعبنا عـنـد الـتـسلُّمِ من قيادة جيشنا إنـي أؤجِّـلُ في الثناء عرائضي أنـا لا أُلامُ إذا وثـقـتُ بـأنـهم هـذا الـعبورُ الحقُّ بعد عُبورهم و الـعـدلُ يحرُسُه صدي ميداننا يـوم الـوفـا كـلُّ سـيُدلي دلوَهُ | متذكراًبَـدءَ انـطـلاقـةِ ثـورةٍ سـلـمـيـةٍ شـعـبـيةٍ بيضاءِ بـمـحـبـةٍ و تـودُّدٍ و رجـاءِ مـن شعب مصرَ رجالِهم و نساءِ إنـي أحِـنُّ لـهـا بـكـل وفاءِ و الـشـعـبُ هـبَّ مُـلبياً لنداءِ نـحـو الـعُـلا بعزيمةٍ و مَضَاءِ حَـرَمٌ بـلا بُـغضٍ و لا شحناءِ بـحـمـاسـةٍ و بـسالةٍ و دعاءِ بـتـضـرُّعٍ و تـذلُّـلٍ و رجاءِ فـي غـلـظـةٍ و تجبُّرٍ و غباءِ خُـطَـبـاً تُـذاعُ بـخفَّةٍ و هُراءِ عـن أعـينٍ خُدِعَتْ من البُسطاءِ أنـعـم بـهـم مـن إخوةٍ شركاءِ و بـالاعـتـذارِ لأهـلنا الشرفاءِ مـن أجـل أمـن وفودِنا الفضلاءِ فـي الـبـردِ ساهرةً بغير غطاءِ مـمـن يـدبـرُ مـكـره بِخَفَاءِ أهـلٌ مـن الآبـاءِ و الأبـنـاءِ جـاؤوا لـدعـم الثورة السمحاءِ فـحـديـثُـها قد عمَّ في الأرجاءِ مُـتـلـهـفـاً لـتَـعَرُّفِ الأنباءِ مـيـدانُـنـا جـمعٌ من الرُّحَمَاءِ إن حـان في الصلوات وقتُ أداءِ رغـم الـعـنـاءِ لخدمةِ النزَلاءِ أو لـقـمـةً أو شـربـةً من ماءِ زاداً لـمـن أفـضَوْا إلي الإعياءِ مـمـجـوجـةً لـتندُّرِ الظرفاءِ فـي حـبِّ مصرَ أكونُ كالخنساءِ هِـمَـمَ الـشبابِ الحُرِّ خَيْرَ رُوَاءِ عَـجِـلاً لـيـرجِعَ لم يَفُزْ بشفاءِ رُعـبـاً يُـزمجرُ صوتُها بسماءِ هـل جُـنَّ حسني أم أُصيبَ بداءِ مُـتَـوَحِّـديـن بـعـزةٍ و إباءِ بـتـمـاسُـكٍ و تشوُّقٍ و رجاءِ ثـقـةً بـربٍّ قـادرٍ و عـطاءِ حـكـمـوا البلادَ بمنطق الجبناءِ مـنـه الـفـسادُ و كثرة الأخطاءِ مـا لـم يـنـافـقْ جمْعَهم برياءِ بـل بـرَّرُوا بـتـفاخرٍ و غباءِ و تـغـافـلوا عن نجدة الضعفاءِ يـرثَ الـرئـاسةَ عصبةُ الأبناءِ لـلـغـاصـبـين و ثُلة الغرباءِ و الـنـورُ شـتَّت حلكةَ الظلماءِ أو طـائـرٌ أو مُـنـشـجٌ ببكاءِ فُـرِجـت لنا من بعد طولِ عناءِ فـي عـزةٍ و تـيـقُّـنٍ و جلاءِ هـذا الـنـظـامَ فـأبشروا بهناءِ فـرح الـجـمـيعُ ببهجةٍ و غِناءِ لـنـظـافـةِ الـميدان و الأحياءِ لـبـنـاءِ عـدلٍ مـشرقٍ و نماءِ * * * و تـهـامـسوا من غيظهم بخفاءِ أو أمـن دولـة عـهـده الكبراءِ لَـهْـوِ الحديث بصبحهم و مساءِ بـالـمـال و التهييج و الإغراءِ هـيـا نَـكِـيـدُ لثورة الشرفاءِ كـنـا نُـعَـدُّ بـزمـرة النُّبهاءِ و نـجـولُ دون رقـابـة الرقباءِ صـرنـا بـثـوبِ مهانةٍ و رداءِ صـارت قـيـادتـنا من السجناءِ كـنـا الأوائـلَ عند نهب عطاءِ مـالٌ ..عقارٌ .. أو بأرض فضاءِ فـي الـسِّـرِّ بـدءَ عداوةٍ هوجاءِ فـيـهـا الـكوادر دُرِّبَتْ بسخاءِ فـي زيِّ ثـوارٍ لـهـم شـرفاءِ كـيـداً كـمـكـر الحيَّةِ الرَّقطاءِ و شـبـابِـهـا المقدامِ و المعطاءِ مُـتـلـونـيـن تـلوُّنَ الحرباءِ يـا مـرحـبـا بـالفتنةِ العمياءِ نـدمـاً عـلي المخلوعِ و الرُّفَقَاءِ فـي أيِّ أمـرٍ فـيه بعضُ رجاءِ و لـدي الإسـاءةِ وَلـوِلُوا ببكاءِ أو هـيِّـجُـوا بعضاً من النشطاءِ إذ لـيـس مـنـا مـادحٌ بـثناءِ إذ كـلُّـهـا بـؤسٌ بـلا نـعماءِ تُـفـضـي لـيـأسٍ قاتلٍ و فناءِ * * * ظـهـرت بـفـعل القلة الجُهلاءِ مـن بـعـد جـوٍّ رائقٍ و صفاءِ مـن بـعـد صـفٍّ واحدٍ و إخاءِ مـن ذا سـيـحذرُ خطة الخبثاءِ و ظـنـونَـهم في الفتنة الحمقاءِ كـشـف الـخبيث بفطنةٍ و ذكاءِ لـن تـسـتجيبَ لعصبة السُّفهاءِ حـريـةٍ و كـرامـةٍ و رخـاءِ * * * بـمـحـبـةٍ و تـودُّدٍ و رجـاءِ عـهـداً يـلـيـقُ بـإخوةٍ أمناءِ كـل الـطـوائفِ دون الاستثناءِ فـالـسـرُّ لا يـحـتاج للإخفاءِ سـيـكـون خزيَ شماتةِ الأعداءِ بـسـعـادةٍ و تـقـدمٍ و نـماءِ كـيـمـا نُـطَمئِنُ مرقدَ الشهداءِ تـتـكـاسـلـوا عن مطلبٍ بَنَّاءِ دَفَـعَ الـمـقـدَّمَ مِن عزيزِ دماءِ * * * عـنـد اسـتـلام العُهدة العصماءِ أمـرَ الـبـلاد بـحـكمةٍ و وفاءِ لأزيـدَ فـي يـوم الـوفاءِ ثنائي يـوم الـوفـاء سيُصدِقون رجائي تـلـك الـقـنـاة بـقوةٍ و فداءِ والـبـرلـمـان بـعزةٍ و مَضَاءِ طـوبـي لـمـن أدلي بخير دِلاءِ | غرَّاءِ