طه وتشدو بالهدى ألحــاني

هائل سعيد الصرمي

[email protected]

طه وتشدو بالهدى ألحــاني

وتحن أشواقي إلى إخواني

طه وقلبي في دمشق ممزق

يرجو الخلاص من العتل الجاني

طه وينتحب الزمان من الردى

في كل رابية وكل مكان

عجز الفؤاد بأن يفيك محبة

يا سيد الأكوان والأزمان

أوحى إليك الله آيات الهدى

فأضأت بالآيات كل مكان

نَظَرَ القلوبَ فكنتَ أنقى مهجة

لمَّا اصطفاك لوحيه الرباني

الله دونَ الناس خصك بالثنا

وتلاك آياتٍ من القرآن

وكساك بالخلق الحميد مهابةً

سبحانه ذو الجود والإحسان

يعطي ويثني ذو الجلال تكرما

وعطاؤه كالنهر في جريان

للخلق فياض بغير توقف

لا ينتهي بتطاول الأزمان

ناهيك عن إكرامه لمحمد

فنداوة المحبوب شيء ثان

الله أرسل للوجود نبيه

يهدي الهدى ويفيض بالإيمان

هو رحمة للعالمين فهديه

فيضٌ من الرحمات والإحسان

جمع الكمال على الورى فكأنه

عطر العطور ومصدر الريحان 

تالله إنك دون كل عباده

تحظى بأرفع منزل ومكان

تاهت مبعثرةً بغيرك سيدي

كلُّ الخطى وتشرذمت بهوان

حتى وفيتَ ونور وجهك مشرقٌ

تهدي سبيل العالم الحيران

صيَّرتَ وجهَ الأرض بدراً نيِّراً

وهدىً يسافر في ربا الأوطان

وهدمت بالقسطاس ما عبد الورى

في سالف الأيام من أوثان

صرح المبادئ شامخا شيدته

متماسك البنيان والأركان

والأرضُ مأدبةٌ يفيض بها الضيا

والكل فيها للسعادة جان 

قد زال ليل القهر من عرصاتها

فالعدل لا يُبقي على الطغيان

أُرْسلتَ للثقلين...يا زينَ الورى

لما بُعثتَ برحمة الرحمن

والكائنات برفرف خضر لها

قلبٌ يرتل سورة الوجدان

هرعتْ ملبية لمحراب الرضا

وأتتك طائعة بغير توان

سجدتْ وصلتْ للإله وسبحتْ

رغبا وأصغت للهدى بتفان

كل الوجود وما به متذلل

لله منقاد بلا عصيان

إلا بني الإنسان حالة كبرهم

يتمردون بنزغة الشيطان

عبثتْ بهم دنياهمُ فتهاونوا

أغراهمُ فيها المتاع الفاني

صلت لك الأكوان قاطبة فما

أشقى التهاون من بني الإنسان

تسمو العقول إذا ترسمتْ الخطى

وتموت حين تعيش كالحيوان

بالعقل تستهدي الخطى وبغيره

تنهار كل معاقل التيجان

تتخبط الخطوات لو هي أَهْمَلتْ

حادي الخطى ومعلَّمَ الركبان

تغدو المراكب دون هدي محمد

عمياء تائهةٌ عن الشطآن

في ظلمة الظلمات ظل شراعها

يمضي بلا هدف ولا ربان

فإلى مراسي المصطفى يا إخوتي

زمرا ؛ فموج البحر في هيجان

يا رب جنبنا الضلالة والغِوى

وامنن بقرب المصطفى العدنان

صلى عليه الله ما افتر السنا

في كل قلب عبر كل زمان