أنشودة الثورة

أ. د: عبد السلام حامد

أ. د: عبد السلام حامد

[email protected]

أستاذ مشارك بجامعتي القاهرة وقطر

لِمَ ينهمرُ الشعرُ الآنْ ؟

حتى تَنبُتَ حولَ البُركانِ الأغصانْ

كيْ يتغنّى بالساحاتِ وبالتغيير وبالتحريرِ،

وصنعاءَ وبنْغازي والمَيدانْ

وبسوريّةْ

وبكلِّ دماءِ الحُريّةْ

قلبي مُلتاعٌ وأنا ما كنتُ هناكَ

أُدمْدِمُ بالعصيانْ

ها أُرسِلُ شعري أغنيّةْ

لأيادي الثوارِ البيضاءْ

والسّلْميّةْ

والعينِ المفقوءةِ والشُّهداءِ

ولِلفُرسانْ

أوَ ليس الشعرُ جنودَ بيانْ ؟

حتى يمحوَ ليلَ الذلِّ وعارَ الصمتِ،

وعصرَ البُهتانْ

ويُهنّئَ جمعَ المنتصرينَ،

ويُرسِلَ وعدَ اللهِ إلى الزّنْتانْ

في أيّ زمانٍ نحنُ الآنْ ؟

لا، قُلْ : ما سيكونُ، وماذا كان ؟

كُنّا في زمنِ الأَسَدِ التَّيْسِ،

وشيخِ مُلوكِ الجِرْذانْ !

وزمانِ الفرعونِ الساقطِ والأوثانْ

وسَنةْ

ويمُرُّ المخاضُ العظيمُ سِنةْ

ويهونُ العذابُ وننسى الجراحَ،

وتنْدَحِرُ فلولُ الطُّغيانْ

لِمَ نُنجِبُ هذا العهدَ الآنْ ؟

كي تعلمَ كلُّ مساراتِ الطُّولِ،

وكلُّ شرايينِ العرضِ،

وكلُّ سنابلِ هذا القمحِ،

وكلُّ مَعاصرِ هذا الزيتونِ،

وكلُّ مَصانعِنا،

أنَّ لصوصَ الحُكْمِ هُمُ الخِصيانْ !