مساحات صمت
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
ibnalforat_aliraqi55@yahoo.com
مـسـافـة الصمت جرتني لغاباتي
وأوغـل الـليل في عينيك يا امرأة
يـعـانـد الظل وجهي في متاهته
وتـسـتـحمين في ميناء خاطرتي
وتـهـربـين إلى شعري وأزمنتي
وتـلـجـئين إلى موجي وزورقه
طـبـعي غريب كطقسي في تقلبه
لا لـن تجيئي إلى بيتي وقد هربت
يـا مـن أرادت بأن تخفي حقيقتها
أردتـنـي يـا يدي الغي لخارطتي
وكم رفضت لأفكاري بما اجترحت
أنـا المسافر في تشرين عن مطري
أنـا الـمهجر عن واديك في غبشي
أنـا الـغريب وعمري لست أدركه
مـاذا تـريـدين يا أنثى تشاكسني
كـنـا بـنـينا بقصر الشعر جنتنا
مـاذا تـريدين يا من قد كفرت بها
أنـا جـعلت الثريا عرش مملكتي
لـن تـجـعليني كتمثال بلا هدفٍ
وتـهـمـسـين لظلي عند نافذتي
بـلـى سأمحوك من تاريخ ذاكرتي
مـن أنـت يا امرأة كانت تطاردني
من أنت من أنت أنثى لا شعور بها
فـلـسـت أدريك إلا بعض أرملة
قـد كنت يوما لقلبي صوت رحلته
والآن لا أنـت فـي شعري مسافرة
كـنـا زمانا وألغى الصيف شاطئناورتق الحرف في صوتي عباراتي
ونـادم الـسطر حبري في خيالاتي
ويـشرب البحر لوني عند غيماتي
وتـعـجنين الندى في خمر كاساتي
وتـرسـمـين بروح الغيم غاياتي
وكـم تـقـلـب نهري كانفعالاتي
ومـثـل ليل الشتا القمحيِّ حالاتي
منه العصافير في درب المسا الشاتي
عـن الـعيون وتسبي فيّ ساعاتي
وأن أوزع بـعـضي في مساراتي
وكـم لـعنت من التاريخ أصواتي
وعـن تراتيل عشقي في خطاباتي
وطـالـبـتـني جنونا فيّ ماساتي
أجـري ورائي وتجري خلفها ذاتي
عـلـى جنوني وتلغي روح آياتي
ومـا حـوتنا فطرنا في السماوات
وأعـلـنـت كـتبي فيها انتهاكاتي
وأنـت عـرشك مرهون بثوراتي
وتـكـتـبيني كبعض من خرافاتي
وتـحـفـرين جراحي فوق أشتاتي
ولـسـت أسمح أن تحويك أوقاتي
وكـنـت تأتين حبوا نحو مرساتي
وتـطـلـبين من المولى مجاراتي
لـلـشـعـر تلعنها أسمى عباداتي
وكـنـت وا أسفي وحي القصيداتِ
ولا حـروفـك تـشجيني بساعاتي
وأنت قد صرت بعضا من حماقاتي