جيلُ الإسلام وجيلُ الأوهام
عبد الله ضرَّاب - الجزائر
[email protected]
من المفارقات التي تحيّر العقول أن يعشق الإنسانُ عدوَّه ويتعلَّق المجلودُ بجلاده الذي يكنُّ له المضرَّة و المذلَّة والشقاء, ويتنكَّر للأيدي الحانية والقلوب الحنونة,التي تحمل له الكرامة والسّلامة والهناء,هّذا حال جيل في المغرب تنكّر لدين آبائه وتعلّق بذيول أعدائه,جهلا وطمعا وغباء
والقصيدة تصوّر الفضيحة وتُسدي النصيحة
الهوامش:
1- ترّوموا صاروا مثل الرومان , والبر بار اسم أطلقه الرومان على سكان شمال إفريقيا قبل الفتح الإسلامي احتقارا لهم ومعناه الهمج المتوحشون
2- قبل الفتح الإسلامي كان السكان الأصليون يلوذون بقمم الجبال والصحاري خوفا من بطش الرومان بينما الرومانيون يحتلون السواحل والأراضي الخصبة والآثار الرومانية شاهدة على ذلك
3- من الأمور الفظيعة التي كان الرومانيون يلهون بها هي إلقاء احد السكان الأصليين إلى أسد أو نمر من اجل التعارك إلى أن يهلك احدهما والمشاهدون يحتسون الخمور ويضحكون , والآثار شاهدة
4- يروى التاريخ أن الجيش الذي فتح اسبانيا بقيادة طارق بن زياد الأمازيغي رحمه الله كان اغلبهم أمازيغ
5- لم تهتم فرنسا بالأمازيغ واللغة الأمازيغية إلا بعد استقلال الجزائر لاتخاذ قضية الأمازيغ والأمازيغية وسيلة ضغط وتدخل في شؤون البلاد وإحداث الفرقة والشقاق بين الأخوة والأشقاء لكن هيهات.عَـجِـبَـتْ عقولُ السَّادةِ الأحرار
يـهـوى القذارةَ والأذى مُتبجِّحًا
يَـلْـقَ الـصَّـديقَ مُكشِّرًا مُتنكِّرًا
يـأبـى الـسَّعادة والهدى لحماقةٍ
تـلك الدَّسائسُ سمَّمتْ جيلَ الهوى
* * *
فَـسَـلِ الـمغاربةَ الذينَ تَرَمَّمُوا
من عاثَ ظلما في السُّهولِ فدُحِّرُوا
مـن سـامَهُمْ خِزْيَ العبيد فمُزِّقُوا
مـن كـان يـجهلُ فالمعالم جمَّةٌ
مَـن جـاءهمْ بعد الهوانِ فحُرِّرُوا
ألـقـى لـهم ثِقْلَ الأمانة فانبرَوْا
ذا طـارقٌ خاضَ البحارَ مُناصرًا
في فتيةٍ خَبِرُوا الهدى فاسْتمسَكوا
قـد أََعْمَلُوا نورَ العقولِ فأبصروا
سـلكوا سبيلَ الصَّالحين وجانبوا
أحْـنوْا على الذِّكرِ العَظيم فَعُرِّبُوا
تـبِـعُوا الرَّسول فسبَّحَوا بلسانهِ
وتـفـقَّـهـوا فـي دينه فتديَّنوا
لـم يـقـطعوا حبلَ الإخاءِ لنعرةٍ
حـتَّـى أتـى جـيلٌ تفلَّتَ وعيُهُ
عـاثـتْ به كفُّ العِدى حتَّى غدا
أهـواؤهُ مـثـل الـزَّوابـع شدَّةً
أودى بـه ضـرُّ الغرور فقد سعى
وأرادهـا رغـم الـزَّمانِ قطيعةً
ابـنُ الصَّليب غريمُكم يا من رمى
يـا جـاهـلا مُـتعالماً سَلْ عالِماً
اسـألـهُ عـن قِـسٍّ أتى ومُدَمِّرٍ
كم هتَّكُوا عرضَ الحرائرِ واعتدوْا
كـم جَـوَّعـوا إبنَ البلادِ ورزقُه
كـم شـرَّدوا مِـن مَـالكٍ ومُقاوِمٍ
لـم يـرحموا الشِّلْوَ الطَّريحَ لعِرقِهِ
الـوَنـشَـرِيسُ وجُرْجُرَا ومعالمٌ
لـمَّـا أتى النَّصرُ الثَّقيلُ وحَرِّرَتْ
عـادَ الـبغيضُ إلى الحِمَى مُتنكِّرًا
أوحـى إلـى جبلِ الهوى عصبيةً
* * *
يـاهـائـمًـا بالكفرِ والعهْرِ انتبهْ
إن تـسـتقِمْ تسعَدْ وإنْ تأبَ الهُدَى
فـاخترْ بعقلكَ لا ببطنكَ في الورى
وفـضـيـلـةٍ تسمو بها مُتنزِّهاًمـن عـاشـقٍ لمصادر الأضرارِ
يـبـغـي العمى ويضيقُ بالأنوارِ
ويُـعـامـلُ الأعـداءَ بـالإكبارِ
ويـفـرُّ نـحـو الـكفر والأكدارِ
ومـصـائـبٌ طـالـته بالأقدارِ
* * *
مَـنْ دَسَّـهمْ في وصمةِ البَرْبَارِ1
نـحـو الشَّواهقِ أو رُبى الإقفارِ2
لـلَّـهْوِ ظلماً في جَوَى المِضْمارِ3
تـروي الـحقيقةَ في حِمَى الآثارِ
و دعـاهـمُـو بـالسَّادة الأحرارِ
يَـدعـونَ لـلإسلامِ في الأمصارِ
لـلـدِّيـن يـحدو زمرة الأخيارِ
أفـنـوا عـلـيه فُتُوَّةَ الأعمارِ4
وتـفـهَّـمُـوا لـدقائقِ الأسرارِ
درب الـضَّـيـاع وسـنَّة الفجَّارِ
كـي يـنـهـلوا من منبعِ الأنوارِ
حُـبُّ الـعروبةِ من هدى الجبَّارِ
بـالـحبِّ والإخلاصِ و الإصرارِ
عـصـبـيَّـةٍ موخومة الأخطارِ
يـسـتـاقـه رهـطٌ من الأغرارِ
يُـرمـى إلـى الآفـات والأكدارِ
والـقـلـب فيه صلائبُ الأحجارِ
حُـمْـقـاً إلـى الإسفاف والإنكارِ
ثـمَّ ارتـمـاءً فـي قـذى الكفَّارِ
عـزَّ الـحـيـاة لسافل الأوطارِ
عـن أمَّـة الإرهـاب والإضرارِ
سـمَّـى الـدَّمـارَ بلفظة الإعمارِ
كـم ذبَّـحـوا أو حرَّقوا في الغارِ
جَـمٌّ يُـعَـبُّ بـآلـةِ الإبـحارِ
واسـتـوطـنوا بصلافةٍ في الدَّارِ
رُمِـيَ الـجـمـيعُ بشهوةِ الإقبارِ
أخـرى تُـؤكِّـدُ صـادق الأخبارِ
أرضَ الـتَّـآخـي وحـدةُ الثوَّارِ
يُـوهـى الرِّباط َبماكرِ الأوزارِ5
أذكـتْ لـهـيبَ الغلِّ في الأغوارِ
* * *
غـاصت بك الأهواءُ في الأخطارِ
تَـهْـلَـكْ وتـخلدْ ثَاوِياً في النَّارِ
بـيـن الـهدى وسفاهةِ الأشرارِ
ورذيـلـةٍ تـهـوِي بها في العارِ