هوى القُدسِ لا هَواكِ
م. عز الدين سلامة
ما عُدتِ يا مَليكَتي
سيدةَ الموقفْ
ولم أَعدْ أَنا
ذاك الكنَارُ المُنتَظِرْ
على نَوافِذِ الهَوى دَهْراً
مُبللاً بِحبّات المَطَرْ
أُعلِنُها صريحةً
ما عُدتُ ذاكَ المُتَلَهفْ
إِذْ يُناديهِ صَدى صَوتُكِ في الأَحلامِ هامساً
وَما عُدتُ بِمحرابِكِ لَيلاً أَعتَكِفْ
لقد تَحرّرتُ أَخيراً مِن قُيودِ العاشِقينْ
وَصِرتُ بُلبُلاً مُغرّداً
على كلِّ الغصونِ لكنَّ صَوتي
مُختَلِفْ
لَقد تَغيّرتُ وَودّعتُ الهَوى
حينَ رَأَيتُها تُناديني
بِصوتٍ مُرتَجفْ
أحببتها أُخرى مليكةً
تربعت على عرش الهَوى
قبابها تغفو على صوت الأذانِ مثلما
طفلٌ بصدر الأُمِّ باتَ مُلتَحِفْ
عَشيقَتي اليومَ مَلاكٌ
سَكَنتْ قَلبي بِلا إِذنٍ
وَلا تَأشيرةٍ تَحمِلُها
عَشيقَتي هُناكَ خَلفَ السّورِ تَنتَظِر
وَحيدةً تَقِفْ
حَبيبَتي القُدسُ وَلي عُذرٌ
بِعِشقِها
فَهلّا تَعذُري
مُتيَّماً بِها تَلِف