ظَفار
11حزيران2011
حبيب شريدة
حبيب شريدة / فلسطين
جـلـسـتْ على عرش الجَمال ظفارُ نـسـجَ الـربـيـعُ رداءَها فتألقتْ وسَـعَـتْ لـمـوسـمِها الوفودُ كأنَّما فـاسـتـقـبـلـتْ زوّارَها بحفاوةٍ وتـنـاسـقتْ أبْهى الزهور بأرضها وتـزخْـرفـتْ فيها الجبالُ لفرْط ما تـشـدو الطيورُ على غصون لبانها طـوْراً يُـغـنـي الـعنْدليبُ وتارة ً * * * تـنْـداحُ جـنـاتُ الـلـبان ِقشيبة ً فـالأرضُ فـيـهـا جَـنـة ٌفوّاحة ٌ والـمـاءُ عـذبٌ سـلـسَـبيلٌ لذة ٌ تـتـدفـقُ الأفـلاجُ بـينَ مروجها وتـفـيـضُ شـلاّلاتـهـا رقراقة ً ولـعَـيْـن ِ( حَمْران ٍ) تطيبُ زيارة ٌ وبـشـاطِـئ ِ( المغسيل ِ) كمْ نافورةٍ * * * آثـارُهـا تـصـفُ الحضارة َغابراً فـحـصـونـها عَبَقُ الزَّمان ِومجْدُهُ وُجـدتْ بها( الأحقافُ ) وهْيَ لعَهْدِها وبها( البليدُ ) و( حاسِكٌ ) و( سَمَهْرَمٌ ) وقبورُ( أيّوبٍ ) و( هودَ ) و( صالح ٍ) فـالـشـعبُ قد ورِثَ العَراقة َكابراً * * * تخِذَتْ ( ظفارُ ) قرارَها ومضتْ على دانـاتـهـا تـسْـعٌ تـآلـفَ نظمُها جَـمَـعَـتْ فـرائِدَ عقدِهُنَّ فكانَ من ( سدَحٌ ) و( مِرْباط ٌ) و( طاقة ُ) تلتقي يـأتـي إلـيـهـا بـالهَدايا والمُنى وهـنـاك ( رخْيوتٌ ) و( ضَلكوتٌ ) وبأرض( ثمْريتٍ ) و( مقشَنَ )لا تني تـنـمـو الـمراتعُ والمزارعُ حولها تـرنـو( الـحـلانِـياتُ ) تائقة ًإلى أمّـا( صـلالـة ُ) فـهْـيَ أثمَنُ دانةٍ يـقـفُ الـقـريضُ لحُسْنِها مُسْتسلِماً | وازَّيـنـتْ لـلـمـهـرجان حـتـى غـدا مـنـها الربيعُ يغارُ ! جـاءتْ تـبـاركُ عـرسَها الأقطارُ وهْـيَ الـتـي يـشْـتـاقها الزوارُ وتـزاحَـمَـتْ بـسـمـائها الأقمارُ تـنـهـلُّ فـوق سـفوحها الأمطارُ ولــشـدْوهـا تـتـأوَّدُ الأزهـارُ يـشْـدو على الغصن الرطيبِ هَزارُ * * * فـيـهـا فـتـبهَرُ دونها الأنظارُ ! والـتـرْبُ تِـبْـرٌ والحِصِيّ ُنضارُ لـلـشّـاربـيـن وخـيرُها مِدْرارُ فـيـزيـدُ نـضْـرة َثـوْبها التيارُ بـيـنَ الـشِّـعـابِ فتزْهرُ الأوْعارُ وعـلـى رُبـاهـا يـلـتقي السُّمّارُ بـيـدِ الـطـبـيـعةِ ماؤُها فوّارُ ! * * * وعـلـى الـعـراقـةِ تـشهدُ الآثارُ تـحـكـي سطورَ صمودِها الأسوارُ بـكـتـابِ ربِّ الـعـالـمينَ يشارُ ثـغـرُ الـلـبـان ِعراقة ًو( وِبارُ ) وبـذكـرهـا ورَدَتْ لـنـا الأخبارُ عـن كـابـر ٍولـه الـفخارُ نِجارُ ! * * * دربِ الـبـنـاءِ إذِ الـبـنـاءُ قرارُ مـا كـنَّ مِـثـلَ جَـمالِهنَّ مَحارُ ! أغـلـى عـقودِ(عُمانَ) وهْوَ فخارُ ! فـوقَ الـشـواطئ حيثما البَحّارُ... وعـلـيـه رغـمَ عـنائهِ اسْتبْشارُ بـغـربِ ( صَلالةٍ ) للسّائحينَ مَزارُ تـنـسـابُ أوديـة ٌهـنـاك غزارُ بُـرْداً قـشـيـبـاً تـرْتـديهِ قفارُ أخَـواتـهـا فـيَـلـمُّـهـا الإبْحارُ تـحْـظـى بها بينَ اللداتِ( ظفارُ )! وتـهـيـمُ فـي لألائـهـا الأفكارُ ! | ِالدارُ!