مصر بين الأمس واليوم
19آذار2011
أ.د. محمود السيد داود
أ.د. محمود السيد داود
أستاذ السياسة الشرعية المشارك
بجامعة البحرين وجامعة الأزهر
قـد شـيَّـعـوكَ مـع النظام فـلـكـم أهنت الناس وهى عزيزة كـانـت تئن الأرض تحت نظامكم كـان ال "سـرور" مشرعا ومبايعا كـان ال "نظيف" على موائد عزكم كـان " الـشـريف " أمينكم ويقيننا كـان ال "حبيب" لأجل أمن نظامكم ويـحـاكـم الإنـسـان فى أفكاره ويـقـود لـلـسـجان دون جريرة كـان ال "جـمال" على نحافة سُمِّه ويـظـن أن الـنـاس تحت نعاله قـد عـلـمـوه بـأن "جيم" جماله والـبـدر يرقب فى السماء طلوعه والـيـوم قـد سـئم الجميع جمالكم ولأجـل خـلـع جـذوركم ميداننا * * * يـا مـصـر يـا أم البلاد جميعها يـا مـن مددت الغرب من أنوارنا يـا مـن على مر الزمان شموخُها يـا مـن تقول الشمس عند شروقها يـا مـن لصدر الأرض كلُّ ريادة يـا مـن يـقلدك الزمان على العدا يـا مـصر يا أرض الكنانة والندى يا مصر يا أرض الكتائب فى الوغى يـا مـصر يا بلد الشباب وروضه قـد أسـقـط الطاغوت من عليائه يـا مـصـر أُذِّن لـلـعدالة بعدما يـا مـصـر أذن لـلـكرامة بعدما يـا مـصر قد شق الصباحُ ظلامنا فـاسـتخرج الأبطال وقت مخاضه * * * الـيـومَ يـا مصرُ : الحياةُ جميلةٌ عـادت ريـاحُ الأمن وسْط جداولٍ عـادت تـغـرِّد فى الرياض بلابلٌ عـاد الـسـحاب الغُرُّ فى إحسانه والـنـجـم عاد إلى المواقع باسماً عـادت مـيـاه الـنيل فى أرجائنا لا تـحـزنـى ياقدسُ .. عاد مكاننا لا تـحـزنى يا قدس .. عاد جهادنا لا تـحـزنـى يا قدس .. لا تتألمى مـا عـاد شـيـئ لـلطغاة يردنا قـد أُسْـقِـطَ الـعـملاء فى ناديهُمُ | دفيناورمـوك فـى قـاع الـحياة مهينا ولـكـم بـخـست من الحُلِىِّ ثمينا والـيـوم نـسـمـع لـلنظام أنينا والـيـوم قـد عـاد السرور حزينا يـسـتـقـذر الـريحان والنسرينا مـا كـان يـومـا فى الحياة أمينا يـسـتـعـذب الـرشاش والسكينا فـإذا تـوفـى .. حـاكـم التأبينا والـيوم قد بات ال " حبيب " سجينا يـسـتـصـغـر التمساح والتِّنِّينا سـيـقـبـلون له الحصى والطينا شَـحَّـت ولـيـس له الغداة قرينا والـكـون ذاب لـمـا لـديه حنينا مـا عـاد شـيـئ عندكم يرضينا فـى قـهركم أضحى هنا " حِطِّينا " * * * يـا مـن حـفظت لنا الهدى والدينا أعـطـيـتـه مـن قبل أن يعطينا أم الـحـضـارة فى الشموخ تلينا نـور الـكـنـانـة فى الدُّنا يكفينا تـدعـوك ..مصرُ وتحرز التأمينا وهـو الـحلى النصرَ والتمكينا مـا عـاد غـيرك فى الورى يغنينا أضـحـت طـغاة الأرض لا تعنينا زهـر الـشـباب على رُبَاك مبينا ورمـى عـلـيـه الـذل والغسلينا طـال الـظـلامُ الـمُـدْلَهَمُّ سنينا عـظـم الـهـوان فـأسقط التقنينا والـفـجـر عـنـد بزوغه يغرينا يـامـصـرُ مـن رحم الحياة جنينا * * * عـادت تـبـث الـشمس عدْلاً فينا فـى الأرض تُـنـبت راحةً ويقينا عـادت .. ومـن نَغَمِ السما تسقينا يـروى لـنـا الآمـال فـى وادينا يـرنـو إلـى الـعـلياء كى يهدينا تُـغْـنِـى الـفقير وتُسعد المسكينا وكـتـائـب "الـتحرير" لا تخزينا لا تـحـزنى .. والنصر فى أيدينا مـا عـاد شـيئ فى الورى يطوينا أو عـن ثـراك وطـهـره يـثنينا والله أعـلـى فـى الـورى نادينا |