سمّيته محمداً
سمّيته محمداً
مارون عبود
رزقت ولداً فسمّيته محمداً، فقامت قيامة الناس، فريق يستهجن ويقبّح ويكفّر، وفريق يوالي وينتصر.
وكان أوّل من قدر هذا العمل وأعجب به أشدّ الإعجاب، صديقي المرحوم أمين الريحاني، فبعث إلي بكتاب بيني وبين الريحاني.
أما الآن فإليك القصيدة وفيها التفصيل التام.
عشت ياابني، عشت يا خير صبي ولدته أمه في «رجبِ»
فهتفنا واسمُهُ محمدٌ أيها التاريخ لا تستغربِ
خَفّفِ الدهشةَ واخشعْ إن رأيتَ ابنَ مارونٍ سميّاً للنبي
اُمّه ما ولَدتْهُ مسلماً أو مسيحياً ولكن عربي
والنبيُّ القرشيُّ المصطفى آية الشرق وفخر العربِ
يا ربوع الشرق اصغي واسمعي وافهمي درساً عزيز المطلبِ
زرع الجهل خلافاً بيننا فافترقنا باسمنا واللقبِ
«فالأفندي» مسلمُ في عرفنا والمسيحيُّ «خواجه » فاعجبي
شغلوا المشرق في أديانةِ فغدا عبداً لأهل المغربِ
يا بني اعتزَّ باسمٍ خالدٍ وتذكّرْ إن تعشْ، أوفى أبِ
جاء ما لم يأِتهِ من قبلهِ عيسويٌّ في خوالي الحقبِ
فأنا خصم ُالتقاليد التي ألقتِ الشرقَ بشرّ الحَرَبِ
بخرافاتِهِِمِ استهزئ وقلْ: هكذا قد كان من قبلي أبي.
وغداً يا ولدي، حين ترى اثري متبَّعاً تفخر بي
بكَ قد خالفتُ يا ابني ملّتي راجياً مطلعَ عصر ذهبي
عصر حرية شعبٍ ناهضٍ واتحادٍ لبقايا يَعرُبِ
حبّذا اليوم الذي يجمعنا من ضفافِ النّيل حتى يثربِ
ونحيّي علمَاً يخفقُ فوقَ منارات الورى والقبَبِ
ليته يدرك ما صادفته عندما سمّيته، من نصبِ
لو درى في المهدِ أعمال الألى حركتهم كهرباء الغضبِ
لأبى العيش وشاءَ الموت في أمّةٍ عن جِدّها في لعبِ
كم وكم قد قيلَ ما أكفرَه سوف يصلى النارَ ذات اللهبِ
إن يشنّع بابنهِ لا عَجَبٌ فهو غرٌّ كافرٌ لا مذهبي
لا تصدّق قولَهم يا ولدي إن فيما قِيل كلَّ الكذبِ
إنّ حبّ الناس ديني وحياةَ بلادي باتحاد أربي
فكتابي العدلُ ما بين الورى في بلادٍ هيَ أمُّ الكتب
فاتّبع يا ابني أباً ابغّضَهُ وجفاهُ كلُّ ذي دينٍ غبي
فهمُ آفةُ هذا الشرقِ مذ حكموهُ بضروبِ الرعبِ
جعلوا الأديانَ معراجَ العلى ومشَوا في زهوهم في موكبِ
شرّدوا«أحمد» عن مضجعه فسرى ليلتَهُ في كربِ
ودّهوا عيسى لما علَّمهُ وهو لولا كيدهم لم يُصلبِ
فإذا ما متُّ يا ابني في غدٍ فاتبع خطوي تفزْ بالأربِ
وعلى لحديَ لا تندب وقُلْ آيةً تزري بأغلى الخطبِ
عاش حراً عربياً صادقاً وطواه اللحدُ حراً عربي