شفاه الندى
ابن الفرات العراقي
[email protected]
عـلـى دروبِ الـمسا جئْنا قناديلا
وفـي ربابِ الضُّحى رتَّلتُ قافيتي
وقـد كتبْتُ وما وفَّتْ حروفُ يدي
وكـم بـكيْتُ ولمَّتْني شطوطُ غدي
وَحـدي ومـا زلْتُ ميلادي به خطأ
أنـا وحـرْفي مزجْنا لوْنَ ضحكَتِنا
قـلْ لـلضِّفافِ التي ودَّعْتُ شهقتَها
ومـا أزالُ بـهـا ظـلا يُخَبِّؤني
أنا فمُ الصمتِ في همساتِ مزرعتي
وَدَدْتُ لـو كنتِ يا حسناءُ نرجستي
يـا نفخةَ الطيبِ في رفَّاتِ أشرعتي
يـا أنـتِ يـا وتراً راودْتُ نغمتَه
يـا سيْفَ حزنيَ بالأوجاع يسْكنني
أنـا فـراتُ الشّجا ينسابُ رجرجةً
أنـا طـريـقُ الهوى في كلِّ رابيةٍ
فـالـحـبَّ يسكنني يحتلُّ ذاكرتي
مـالي لأمرِ الهوى مُذْ مَرَّ في كَبدي
iوكـنـتِ حـسناء إيناسي وقافيتي
هـلْ تـذكـرينَ وكمْ ذقْنا حلاوتَها
أيّـامُ مـرَّتْ عـلـى ثغري تُلملمُهُ
لـلآنَ مـنْـها بأنفاسي رؤى قبسٍ
يـا رفَّـة الروحِ ضعْنا عبْر أغنيةٍ
كـنـا شـظـايـا ، فلمتْنا بيادرُنا
فـكم قرأتْ وكمْ تصغينَ في شغفٍ
فـأطـلقَ الوعدُ في الواحاتِ شهقتَه
رفَّـتْ وبـي قـلـقٌ للوعْد يكتُبني
ويـنـقـشُ الـحـلمَ الغيبيَّ مئذنةً
فـمَـنْ يردُّ شهيقَ النارِ عن رئتي
ومَـنْ يـردُّ لأنـفاسي هوى بلدي
ومَـنْ يـرُدُّ لـروحي بوْحَ هدْهدةٍ
فـيـا بـلادي أنا جرْحٌ وفيضُ دم
أنـا غـريـبٌ وقـلبي بي زمُرّدةٌ
أخفي بروحي لظى أمسي ومقبَرتي
إنّـى عـلـى الكانَ يأسي كم أكابدُهُ
ما ضرَّ لو كنت أطعمت الندى شفتيوفـي شـفاهِ الندى بُحْنا المواويلا
وكـنْـتُ فـيـها نشيداً ضجَّ تهليلا
عـلى جدارِ الرّؤى جذلى المراسيلا
وبـلَّـلـتْ أدمعي عَطشى المناديلا
ومـا يـزالُ غـدي بالوعدِ مَشْغولا
وضـيَّـعـتنا وكمْ صغْنا الأقاويلا
مـا زلْتُ منها أعاني الحبَّ مَتبولا
ودّاً وتـحـمِـلُها صدري الأزاميلا
أبـوحُ مـابـي ومابي بعدُ ما قيلا
يـظـلُّ قلبي بها في الحبِّ مشغولا
قـلـبي بزهرِ الندى قد باتَ مَعلولا
يـحكي لورْدِ الرّبى ما كانَ مجهولا
ويـا حـصانَ دمي بالقهْرِ مَجدولا
وبـيـنَ جـنبيْهِ ضَمّ العطرَ إزميلا
وكـلِّ حـبـةِ رمـلٍ كنتُ مَشتولا
وَفِـيَّ يـفـتحُ في الأعماقِ تَخييلا
أمْـرٌ وأبْـقـى بهذا الحبِّ مَخبولا
وكـنـتِ أنـت التي أحببْتها سُولا
نزيفُ روحي جَرى في الكفِّ تبجيلا
آهـاتُ ثـغرِكِ ترْوي القبلةَ الأولى
تُـحـاورُ الـقلبَ تبغي منهُ تأويلا
بـنـا سـتـزرعُ للأيامِ محصولا
وعـانـقـتْنا بها الخضر المراسيلا
آيـاتِ شعري لها صغْنا الخلاخيلا
وراحَ يـنـسجُ لوْنَ الحرْفِ مغزولا
الـى الـمـساءاتِ وَحْياً فيَّ مقبولا
تـذيـعُ سـرَّ الهوى قد جاءَ مبلولا
ومَـنْ يـشـدُّ ببابِ الصبحِ إكليلا
بـهـا يُـغـنّي على ليْلي التَّراتيلا
جـاءتْ تـزفُّ لـنا فيها الأقاويلا
بـهـا نَـسينا مع الموْتى التّعاليلا
أضـعْتُ نبْضي به مذ كنْتُ مسؤولا
وذكـريـاتٍ حـمـلـناها أناجيلا
وفـيـهِ كـنْتُ برغم الكانَ مَقتولا
وضـعـتُ فـيها وقد أغنيتها طولا