هزار الدوح قد صدح اشتياقاً
من ديوان شظايا النفثات
الجزء الأول
رزاق عزيز مسلم الحسيني - السويد
[email protected]هَزَارُ الدّوحِ قدْ صَدَحَ اشتياقا
على حَسَكِ النّوى أغْفى سنينا
تـلـظّتْ ِمنْ لواعجِهِ الحنايا
يـمجُّ شبابُهُ الظامي جراحا
وألـقـى اليأسُ كلكلَهَ عليهِ
ومـا بـلَّ السرورُ له شفاها
وبـابُ الـهمِّ يتّسعُ انفراجا
فـحطّمَ سجنَ غربتِهِ مغيظا
ونـاغاهُ الهوى فأصاخَ سَمْعا
فـلـبّى داعي الشوقِ امْتثالا
فخفَّ الى المروجِ الغنِّ يشدو
ويُـقـري مَسْمعَ الدنيا سُلافا
فـأيـنعتِ القلوبُ بهِ ابتهاجا
ودبّـتْ فـي تصحّرِها حياةٌ
تـرنّـمْ واملأِ الآفاقَ عطرا
فقد نفثَ الهوى سِحْرَ القوافي
ودَع ْخـيلَ القوافي جامحاتٍ
تـجوبُ عوالما شتّى وخبّتْ
تـرنّـمْ بـالجمالِ بلا نظيرٍ
بعذبِ الكوثرينِ يفيضُ شهدا
يـحفُّهُمَا هوىً سعفٌ طويلٌ
وبـالنّخلِّ الاشمّ سما شموخا
تـأوّدَ سـعفُهُ الغافي انتشاء
وعـزٍّ قـد تـوشَّحَهُ وساما
وإكـلـيـلٍ منَ الأمجادِ زاهٍ
فـلـجَّ بكَ اللسانُ نشيدَ فخرٍ
وضمَّكَ خافقي حُلْما وجُرحا
قصدتُكَ لاهثَ الأنفاسِ شوقا
عـليكَ قصائدي الغرّاءُ وقفٌ
لـذيذٌ أنتَ في قُربي وبُعديإلى مَغْنَى الصِّبا خَفَّ انطلاقا
عِـجـافا يستقي السّمَّ الذّعاقا
وضـجَّ فـؤادُهُ مـما أطاقا
فـتـلـعقُها القفارُ دما مُراقا
فـكـادَ بـثقلِهِ يُودي اختناقا
وجـرّعَهَ الأسى كأسا دِهاقا
وطِيبُ العيشِ ينكمشُ انغلاقا
وفـكَّ إسـارَهُ مـنها انعتاقا
فـألهبَ كبدَهُ الحرّى احتراقا
وأقـسمَ بالهوى يجفو الفِراقا
لـحونا تُوسعُ الصّخرَ انفلاقا
يـعـلّلُهُ اصْطباحا واغْتباقا
ومن فرْط ِالجّوى ذابتْ عناقا
فـقد أقوى النّوى تلكَ الرقاقا
نـديّـا يُـنعشُ الدّنيا انتشاقا
تـصـوغُ معانيا جدّتْ دِقاقا
أبـانَ صـهيلُها غُررا عِتاقا
وراءَ أوابـدٍ تَـشْأَى اللحِاقا
مِـنَ الجنّات قد سُلَّ استراقا
مـعَ البحرِ الخضمِّ إذا تلاقى
كما حفّتْ رموشُ الجفنِ ماقا
عـلى الشطّينِ يزدانُ اتساقا
وداعـبَـهُ الـنّسيمُ فما أفاقا
فراقَ وراعَ كالسّيفِ امتشاقا
تـبـلّـجَ فوقَ مفرقِهِ ائتلاقا
عـلـى الدُّنيا فما فاهَ اختلاقا
مـعَ الأيّـامِ مـا ملاّ اعتناقا
كـأنّـا والهوى نعدو استباقا
تـشـدُّ عـلى محبّتِكَ الوثاقا
فـمـا أحلاكَ في قلبي مَذَاقا