الأخير المستجير

أحمد عبد الرحمن جنيدو

سوريا حماه عقرب

[email protected]

لملمْتُ أرصفة َالحنين ِ بدمعتي ,

وحملتُ أجنحة َالسقوط ِ,

وقلتُ في نفسي تصبّرْ ,

كلـّما زادَ العناءُ،

ستولدُ الأحلام ُمن قهرِ العناء ْ .

فأعودُ من نفسي البريئة ِ ،كلـّما زادَ الأنينُ،

أعانقُ النسيانَ ،

أغواني الصراع ُ،

سقطتُ في فلك ِالضياع ِ،

أدورُ مثلَ سحابة ٍ ،أرضي فضاءْ .

يا موطناً للخطوة ِالأولى ،ويا شتويّة ً،

ترخي ظلالَ السحر ِصارمة ً،

لأحسبَ في السراب ِ،

وجدتُ أسباب َ الهناء ْ .

يا وجه َ من عبروا بذاكرتي تعالوا ,

هذه ِ الأحلام ُ روحي زادُ أيّامي ،

حديثٌ غائرٌ بالجرح ِ،صوتٌ موغلٌ،

يا كلَّ من باحوا بأسرار ِالطفولة ِفي الخفاءْ .

أينَ العناوينُ التي كنـّا لها وطناً ؟

وأيُّ بدايةٍ لنهايةٍ كنـّا لها خط ُّ ابتداء ْ .

كانونُ يأخذ ُ لونـَه ُمن لوعتي،

وأنا احتضارُ البيلسان ِ،أنا الرجوع،

أنا الأخيرُ المستجيرُ، فهل أعود ُ؟

وهلْ أجيبُ ؟

فقدْ تكسّرَ من ضلوعي شاهدٌ ،

إذ ْ مات َ في كسري الوفاءْ .

حتى اشتعالُ الحزن ِ في جسد ِ الكمان أنا،

فصولُ الخوف ِ،أشكالُ العراة ِ،

وجملة ٌ نسيتْ تراكيبَ الرجاءْ .

أحجمتُ عن قلمي قرابة َ زفرة ٍ،

زادَ احتراقي ألفَ داءْ .

هاج َ النفورُ بخاطري،

أمسي كخيط ِ ربابة ٍ

والقطعُ في الأوتار ِ،

أشبع ُ مهجتي من زيْفها ،

أنسى بمعمعتي الغناءْ.

وحبيبتي منسيّة ٌفي القهر ِ،

نائمة ٌ على أرض ِ تغطـّيها الدماء ْ .

عذريّة ٌُ مفضوضة ٌ لغتي،

بلا ألفٍ  ولا أنّات ِ ياء ْ.

يا غادة َ الحسن ِالبهيّة َ،

عارضٌ كفني عن الألوان ِ،

لونـُك ِ باهت ٌ ،

ولأنـَّه ُ مثلي سيعتمرُ الشرود َ قوامَه ُ،

مستاءة ٌ أفلا تخافينَ الحداء ْ.

سأقدّم َالحبَّ الطفوليَّ الجميلَ إلى القصيدة ِ،

يومَ ما ماتتْ على أسماع  ِدرب ِالحلم حافية ً وشاحبة ً،

تنادي ،صاغـَها كبتُ النداءْ .

جرحتْ مخالبُها صباحاً،

والورود ُ تشاجرتْ مع بردِها،

سكنتْ مشاعرُها نصيباً ،

والسنينُ تعاظمتْ في سجنِها،

أمّا الغصونُ فتستحي من حملِها،

ويدي على الأوتار ِ غاضبة ٌ تغزُّ الجرح َ،

تدميه ..، فيلغيه ِ الثغاء .

بلـّغْ هواكَ تحيّتي وسلام َ شوقي،

أحضر ِ الكلمات ِ فوق شجونِنا كرصاصة ٍ،

وتعالَ نبدأ ُ قصّة َ العشّاق ِ،

نلعبُ في زوايا البيت ِلعبتـَنا،

هناكَ طفولتي نشأتْ ،

كما الأزهارُ دونَ وصاية ٍ،

وهناكَ أرغفة ٌ وماءْ .

مشتاقة ٌ ليلى وعاتبة ٌ،

ضفيرتـُها مع الأنسام ِ طائرة ٌ ،

مع الأشواق ِ سابحة ٌ،

تطيرُ إلى الأغاني ،تشبه ُالمزمارَ،

والراعي صغير ٌ،

والصخورُ بثوبـِها (القرقيش)

تعزفُ غربة َالمزمار ِ،

طفلٌ صدرُها يلهو بروحي،

ينجبُ الرعشات ِ في وجه ِ الحياء ْ.

هاتي يديك ِ فعمرُنا وقتَ الحضور ِ،

ولحظة ُالعشق ِ اكتمالٌ،

لا احتمالاً قدْ يزورُ مغاربَ الدنيا،

 إذا كنـّا الضياءْ .

أنا وحدة ٌ هزمتْ صرامة َواقع ٍ،

شفتاك ِ نبع ُعواطفي، وسنين ُ حزني،

وحشة ُالغرباء ِ حين نقولُ لا :

يا أنت ِ:!

 يا كلَّ الأماني،

يا محاكاة َ الضمير ِ بلحظة ِالذنب ِالكبيرة ِ،

يا شموخ َالصامدين َ،ويا عزيزَ الكبرياء ْ.

ألهمْتُ ساكنتي قصيدتها،

فباعتْ قصّتي،

والسامعونَ يشاركون َ قصيدتي ذاكَ الرثاءْ .

لملمْتُ أوراقَ الحنين ِعن الرصيف ِ،

وجئتُ أكتبُ أوّلَ الأشياء ِفي ورق ِاللقاءْ .

لكنـّني أخشى ظهوري برهة ً دونَ الغطاءْ.

فدع ِ الجمالَ ،

وخذ ْ (قراقيعَ) الغباء ْ.

فهنا ستـُرسم ُ لوحة ٌ ليصفـّقوا،

هذا زمانُ الأغبياء ْ.

ـــــــــــــــ

(القرقيش):كلمة عامية في الريف السوري معناها مادة فطرية تظهر على الصخور

قراقيع : كلمة عامية من اللهجة السورية تعني الأصوات الغير منتظمة

ذات الضجيج المزعج والعالي تصدر عن تصادم الأواني