أطلُّ عليكم من هذه الكوَّةِ

أطلُّ عليكم من هذه الكوَّةِ

حسن المطروشي*

كالسَّهْمِ فَلَقْتُ الظلمةَ ،

ثُم هبطتُ لأقْرعَ أقفالَ الأبديةِ ،

حيث الوحشةُ فاتحةُ الدهليزِ،

أجَهِّزُ راحلتي :

مصباحُ دْيوجينو المُتهالكُ ،

حولياتُ زهيرٍ ،

عكازُ القرصانِ الأحدبِ ،

صخرةُ سيزيفَ المنبوذِ ،

و زنبقتان لكسْوةِ هذا العالمِ،

أهتفُ للديموقراطيةِ والأحزابِ،

وأمتدحُ العملاءَ السحريينَ ،

أعبِّئ كأسي بالتاريخِ،

أهيِّئ رأسي مائدةً للسائلِ والمحرومِ،

وأرفعُ عاصفتي فَرْدا

 

أتلفَّتُ ...

أبْصرُهْم إذ يبْـتَدرونَ دمي،

أغْفو كي ينمو جثماني ورْدا

 

لا مِرْيةَ

سوف أطلُّ عليكم ملتهباً من هذي الكوَّةِ

أسْحبُ أغنامي،

وأعلِّقُ سَرْجَ أبي في نافذةٍ حمراءَ،

سأبحثُ عن صحبي ،

سأفتشُ عنكِ على رِسْلي المجنونِ،

أقلِّبُ أحجارَ الدنيا ،

أستنطقُ عصفورَ الركبانِ،

يمامةَ وادينا ،

سأضجُّ : وما خلقَ الزوجين الأنثى والمنفى

يا مرجانَ الأسطورةِ ،

يا رمانةَ هذا القفرِ

مُرِي الخَطَّاءَ

يمُتْ في المهْدِ سلاماً أو برْدا

 

يصْحو النـعناعُ و يوقظـني

                          مِنْ أين سـيبتدئُ النعنـاعْ ؟

القريـةُ مِثْـلي ناعســـةٌ

                         و المَشْـهدُ مرتبكٌ كشـراعْ

و الغـرقى مِنْ عينيـكِ أتَوْا

                          ذكَروني مسحوراً في القاعْ

 

العزلةُ متكأٌ خشِنٌ ،

وأنا الإيمانُ ، الذنْبُ ، نبوءاتُ الصحراءِ ،

جياعُ المعنى ، الفوضى ، المنبوذُ ،

الهمجيُّ ، الآبقُ ، والكذبُ

أسْدَيتُ كراماتي للغصنِ ،

ولمْ يتراجعْ في رجْمي العنَبُ

              

* شاعر عماني