عمي عنتر
عمي عنتر
د. محمد عبد المطلب جاد
mohamadabdelmotalebgad@yahoo.com
أستاذ سيكولوجيا الإبداع
جامعة طنطا
جمهورية مصر العربية
عمى عنتر رجل أشبه بالزهاد
يقضى الوقت مع الأوراد
فى المعرفة ثرى موفور الأبعاد
فى الإيمان شديد التقوى كالأسياد
فى الأزمات قوى مصقول الأوتاد
خبر الصبر وأوغل حتى أصبح من بين الرواد
عمى عنتر رجل من بين الآحاد
***
رجل أشبه بالزهاد كبير القلب بسيط المظهر
رجل تسمع منه الحكمة تقطر سكر تنشر عنبر
حين يضيق بأفق الناس تراه يكبر
حين يعم اللغط تراه يصمت أكثر
من الله عليه بحفظ للقرآن وفقه الجوهر
واع بالأحداث كأرقى من سلطان
واع بالتاريخ إلى عصر اليونان
ذاكرة لم يقربها شبح النسيان
يفهم فى الأحكام كخير شيوخ الأزهر
***
عمى عنتر حين أتيت أويت إليه فقرت عيني
يثلج صدري طول اليوم بأعظم ما قد حفظت أذني
نسبح فى دنيا الرحمن وسر الكلمة
يوجز ما قلناه بحكمة
يطنب بالآيات ويثرى ما استجلينا
يأتي اليوم التالي بحجج أكثر حسنا
يجمع من آيات الله شواهد أغنى
آخذ منه ويأخذ منى
أحفظ عنه ويحفظ عنى
عمى عنتر كان النصف المشرق منى
***
عمى عنتر أصبح بيتي حين تضل بى الطرقات
من شرفته أطل على الناموس الأكمل فى الظلمات
فيه المكتبة الشماء الأغنى بعلوم وعظات
عمى عنتر كان العقل وكان القلب وكان الذات
كان النور النافذ فى كل الردهات
كان الركن الباعث روحا فى الأحياء وفى الأموات
***
عمى عنتر ترك الركن فغاب النور
ترك القلب وحيدا مهموما مكسور
كل صباح انظر فى الركن المهجور
أسحب أشلائي متكئا باللاشيء إلى ماواى
أجتر الأيام وحيدا فى خلواى
غاب النصف المشرق تاهت منى خطاي
أجد السلوى فى ذكراه وفى ذكراي