ستون عاما على ذكرى النكبة
17أيار2008
محمد ياسين العشاب
ستون عاما على ذكرى النكبة
(1948 2008)
وتشييع جثمان الْعَرَب!
محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
سِـتُّـونَ عَـامًـا، يَا بَنِيَّ سِـتُّـونَ عَـامًا وَالْحَقِيقَةُ لَمْ تَزَلْ أَوَ مَـا كَـفَانَا مَا جَرَى فَلَقَدْ جَرَى سِـتُّـونَ عَـامًـا يَـا بَنِيَّ وَأُمَّتِي سِـتُّـونَ عَـامًـا وَالنُّفُوسُ سَقِيمَةٌ تَـجْـتَرُّ مِنْ قَاسِي الْمَرَارَةِ حَنْظَلاً سِـتُّونَ عَامًا كَيْفَ مَرَّتْ وَامْتَطَتْ إِنَّـا رَعَـيْـنَـاهَا بِمَحْضِ خِيَانَةٍ سِـتُّـونَ عَـامًا قَدْ مَضَتْ يَا أُمَّتِي فَـإِذَا الْـحِمَى نَهْبٌ وَهَاتِكُ عِرْضِهِ سِـتُّـونَ عَامًا يَا عِبَادُ لَقَدْ مَضَتْ سِـتُّـونَ عَامًا كَيْفَ لَمْ نَعِ دَرْسَهَا حَـتَّـى مَتَى نَرِثُ الْمَذَلَّةَ وَالأَسَى * * * وَاحَـرَّ قَـلْبِيَ كَمْ صَبَرْتُ وَلمْ أَزَلْ مَـالِـي تُـحَـمِّلُنِي الحوادثُ كُلَّمَا إِنِّـي وَأَشْـجَـانٌ تُـصَفِّدُ خَافِقِي يَـبْـكِي فُؤَادِيَ مِنْ أَسَاهُ وَمُهْجَتِي فـكَـأَنَّـمَـا جِـسْمِي وَكُلِّيَ لَوْعَةٌ والـنفسُ تَسْكُبُ زَفْرَةً وَ الرُّوحُ تَذْ آهٍ عَـلَـى شَـعْـبٍ يُـبَادُ وَأُمَّتِي كَـمْ كُـنْتُ أَفْخَرُ أَنْ يُمَجَّدَ يَعْرُبٌ مَـا لِـلْـعُـرُوبَةِ قد ثَوَتْ، وَلِمَنْ لـكَـأَنَّ آفَـاقَ الْـبِـلادِ تَـلَبَّدَتْ وَتَـعَـالَـتِ الأَصْوَاتُ تَنْعَى فَقْدَهَا لَـمْ تََـكْـتَرِثْ وَالنَّاسُ تُقْتَلُ بُكْرَةً أَبَـتِ الـكـلامَ وَقدْ أَتَاهَا عَاصِفٌ حَـلُّوا بأرضِ اللهِ فانْتَهَكُوا الحِمَى سَـفَكُوا الدماءَ و دَمَّرُوا كلَّ القُرَى دَخَـلُوا المساجدَ والكنائسَ فاعْتَدَوْا هَـدَمُـوا الديارَ وَأَفْسَدُوا، فتَعَلَّلَتْ أَوَ تَـرْتَضِي فِينَا الْعُرُوبَةُ أن تَرَى لَـمَّـا اسـتغاثَ بِهَا بَنُوهَا حَسْرَةً * * * أَزْرَتْ بِـنَـا فـي العالمينَ مَشَاهِدٌ إِذْ قَـامَ أبـطَـالٌ لَـبُـوسُهُمُ الْعُلَا لَـكَـأَنَّـهَـا جَـنَّاتُ عَدْنٍ أُزْلِفَتْ يَـرْجُـونَ رَحْمَتَهُ وَيَخْشَوْنَ الْعَذَا عَـبَرُوا حُدُودَ النفسِ قبلَ حُدُودِهِمْ إِذْ أَقْـدَمُـوا وَصُـدُورُهُمْ مَكْشُوفَةٌ وَتَـقَـدَّمُـوا نـحوَ العَدُوِّ بِلاَ وَنًى لَـمْ يَـرْجِـعُوا أَبَدًا، وَكَيْفَ وكُلَّمَا جَـادُوا بِـأَرْوَاحٍ سَـمَـتْ وَبِهِمَّةٍ صَـدَعُوا الحقيقةَ فانْجَلَتْ، يا لَيْتَنَا لِـلَّـهِ دَرُّكِ يَـا ابْنَةَ الأقصى، فَمَا "آيَـاتُ" لَـوْ أَنَّـا قَـدَرْنَا مَا هَمَتْ أَفَـمَـنْ حَـبَـاهُ اللهُ فَضْلًا وَارْتَقَى مـا مِـثْـلُـهُمْ في عِزَّةٍ و كَرَامةٍ سَـارُوا وَنـورُ اللَّهِ فَيْضٌ وَالسَّنَا كَـمْ لَـذَّةٍ ذَاقُـوا وَكَـمْ مِـنْ مُتْعَةٍ خَـيْـرَ الـبَـرِيَّـةِ جِئْتَنَا بِمَعَزَّةٍ وسَـلاَ ضِـيَاءَكَ مَعْشَرٌ لم يَعْرِفُوا لَـوْ أَنَّـهُـمْ جَاءُوكَ طَهَّرْتَ العُقُو آهٍ لَـكَـمْ ذُقْـنَـا الـمَرَارَةَ بَعْدَمَا وتَـرَفَّـعَـتْ عنكَ الدُّنَى بمَوَاقِفٍ كـيفَ انْصَرَفْنَا عنكَ حتى ضُيِّعَتْ حـتـى رَسَـفْنَا في القُيُودِ فمَنْ لنَا مَـنْ قَـدْ رَأَى نـورَ الحبيبِ فقاَدَهُ * * * كَمْ ضَاقَ صَدْرِي مِنْ مَعَاشِرَ أَوْرَثُوا فـإِذَا الـمُـرُوءَةُ بينَهُمْ لا تُرْتَجَى وَإذا الـعـقـولُ تَشَتَّتَتْ بظُنُونِهَا إِلَّا تَـذُودُوا عَـنْ حِـمَانَا فَارْحَلُوا! اَلْـفَـجْرُ آتٍ لاَ مَحَالَةَ فَاغْضَبُوا! | تَأَهَّبُوا!سِـتُّـونَ عَامًا كَيْفَ مِنْهَا بَـيْنَ الْغَيَاهِب،ِ وَالْمَصَائِدُ تُنْصَبُ! هَـوْلٌ تَـدَكُّ بِـهِ الْجِبَالُ وَتَذْهَبُ! تَـصْـلَى الْجَحِيمَ وَفِي لَظَاهُ تُقَلَّبُ مِـمَّـا رَأَتْـهُ فَـصَدْعُهَا لاَ يُرْأَبُ وَمَرَارَةُ الْمـَاضِي أَشَدُّ وَأَصْـعَبُ ظَـهْـرَ الْحَقِيقَةِ وَالْحَقِيقَةُ تَعْجَبُ! وَخِيَانَةُ الرـَّاعِي أَحَطـُّ وَأَغْرَبُ! وَالْـجَـبْرُ يَنْهَبُ مِنْ حِمَاكِ وَيَسْلُبُ يَـجْـنِي الثِّمَارَ كَمَا يَشَاءُ وَيَحْلُبُ! والْـقَـلْـبُ نَـارٌ وَالْحَشَا مُتَلَهِّبُ قَـضَـتِ السِّنِينُ وَلَمْ نَزَلْ نَتَرَيَّبُ حَـتَّى مَتَى وَإِلَى مَتَى لاَ نَغْضَبُ!! * * * فِـي نَـارِ صَـبْـرِيَ عَانِيًا أَتَقَلَّبُ عَـصَـفَتْ مآسِيَهَا وَرُشْدِيَ تَسْلُبُ مِـنْ حَـسْـرَةٍ فِي أََسْرِهَا أَتَعَذَّبُ تُـسْـقَـى شَجَاهَا عَلْقَمًا لا يُشْرَبُ أَضْـحَـى هَـبَاءً وَالشُّعُورُ مُغَيَّبُ هَبُ حسرةً فِي قٌلْبِ فِكْرِيَ تَضْرِبُ! بـالصَّمْتِ تَحْفِلُ وَالسُّكُونِ تُرَحِّبُ! فـالْـيَـوْمَ أَخْجَلُ أَنْ يُمَجَّدَ يَعْرُبُ! نُـعَمِّرُ بَعْدَها، وَلِمَنْ تُرَانَا نُنْسَبُ؟ غَـيْـمًـا يُجَمِّعُهُ السُّكوُنُ الأَرْحَبُ وَالأُفْـقُ رَعْـدٌ وَالـرَّدَى يَتَصَبَّبُ وَدِيَـارُهُـمْ وَجْـهَ الـنَّهَارِ تُخَرَّبُ مِـنْ مَـعْـشَرٍ بَعْدَ الْهَوَانِ تَذَأَّبُوا! وتَـجَـاسَـرَتْ أَيْدِي الدَّنَاءَةِ تَنْهَبُ وَالْـقَـاذِفَاتُ إِلَى الشَّبَابِ تُصَوََّبُ فـي بَـيْـتِ لَحْمٍ شَرُّهُمْ لا يُحْجَبُ بـالـخِـزْيِ أُمّـتُنَا وَبَاتَتْ تَنْدُبُ! هَـذَا الهوانَ ولا تقومُ و تغضَبُ!! قَـالَتْ لَهُمْ: مِنْ بَحْرِ غَزَّةَ فَاشْرَبُوا! * * * وَقَـفَـتْ لَـهَا كُلُّ البريةِ تَعْجَبُ! طَـلَـبُوا الشَّهَادَةَ مَا سِوَاهَا يُطْلَبُ؟ لِـمَـنِ اصْـطَـفَاهُمْ رَبُّهُمْ فتَأَهَّبُوا بَ وَغَـيْـرُهُمْ قبلَ المَمَاتِ يُعَذَّبُ وَتَـجَـاوَزُوا دَرَكَـاتِـهَـا فتَغَلَّبُوا وَالـغَـاصِـبُونَ أمامَهُم قَدْ أُرْهِبُوا وَجَـمِـيـعُ دَبَّـابَـاتِـهِ تَـتَأَهَّبُ نَـبَـذُوا الحياةَ سَعَتْ إليهم تَحْدِبُ رَفَـعَـتْ لِـوَاءً لِـلْكَرَامَةِ يُرْهَبُ لِـمَـعَـادِنِ الأحْرَارِ يَوْمًا نُنَْسَبُ! فـيـنَا فتًى من مثلِ نَبْعِكِ يَشْرَبُ! مِـنَّـا الـدُّمُوعُ وَمَا لِمِثْلِكِ تُسْكَبُ نـحو الجِنَانِ كَمَنْ يَنَامُ وَيَطْرَبُ ؟ أَبَـدًا، وَلاَ شَـأْوٍ بَـعِـيدًا يُطْلَبُ يَـهْـدِي به مَنْ في الشهادةِ يَرْغَبُ شَـرِبُـوا إذا سَـاحُ الجهادِ تَلَهَّبُ! كُـنَّـا بِـهَـا بَـيْنَ الْبَريَّةِ نُرْهَبُ مَـعْـنَـى الضّيَاءِ، فَلَيْلُهُمْ مُتَغَلِّبُ لَ وكُـلَّ قَـلْبٍ في الهدايةِ يَرْغَبُ هِـمْـنَا نَرُومُ سِوَاكَ، وهْوَ مُجَرَّبُ قـد غَـالَهَا غَضَبٌ لَهَا و تَعَصُّبُ آمـالُـنا، وعلى الهَوَى نَتَحَسَّبُ ! بِـتَـحَـرُّرٍ عِـفْنَاهُ وَهْوَ مُقَرَّبُ! فـحـيـاتُـه نورٌ يفيضٌ فيَشْرَبُ * * * أَوْطَـانَـهُـمْ خَوْفًا بِهَا لاَ يَنْضُبُ وَإذا الـرُّجُـولَـةُ عندهم لا تُقْرَبُ فـالـحَـقُّ دَاجٍ و المعاني غَيْهَبُ أَوْ تَـنْفِرُوا مِنْ غَيْرِ شَرْطٍ فَاذْهَبُوا! سِـتُّـونَ عَـامًـا، يَا بَنِيَّ تَأَهَّبُوا! | نَهْرُبُ؟!