وقالوا مصر والدتي

عبد القادر أمين عبد القادر

عبد القادر أمين عبد القادر- طنطا

عضو اتحاد كتاب مصر

وَقَالُوا مِصْرُ وَالِدَتِي

وَلا أدْرى لَهَا حَمْلاً

وَإنْ حَمَلَتْ ...

فَلا أدْرى لَهَا وَضْعـًا

وَإنْ وَضَعَتْ .. أصَابَتْ شَعْبَهَا الْحُمَّى

فَذَاقُوا لَذَّةَ الْمَوْتِ ..

... كَفَرْتْ بِمِصْرَ مُرْضِعَتِي

سُمُومَ الْهَمِّ وَالنَّكَدِ ...

وَقَاتِلَتِي أنَا وَحْدِي

وَمِنْ دَمِنَا لَهَا كَأْسٌ وَمِزْمَارُ

وَخَيْمَةُ ضَوْئِهَا حَمْرَاءُ قَائِمَةٌ بِلا وَتَدِ

... كَفَرْتُ بِخَيْرهَا يَمْضِى

إلَى غَيْري بِلا حَذَر

وَيَحْبُو دَائِمـًا نَحْوى عَلَى مَضَضٍ

وَبِالْقَدْر ...

كَأنَّ جَفَافَهَا قَدَري

وَمِنْ دَمِنَا لَهَا نِيلٌ بِنَا يَجْرى

وَكُلُّ الْكَوْنِ يَحْسِدُنِي... أنَا مِصْرُ

فَألْعَنُهُمْ...

خُذُوا مِصْري وَأعْطُونِي

هُدُوءَ الْعَيْشِ فِي بَيْتِي

جَمَالَ الطَّعْمِ فِي حَلْقِي

وَغَفْوَةَ مُقْلَةٍ كَلَّتْ مِنَ الإعْيَاءِ وَالتَّعَبِ

وَلا يُجْدِي لَهَا سَهَرٌ

سِوَى مُرًًّا عَلَى الْمُرِّ..

أقُولُ لِوَحْدَتِي مُرِّي

فَطُولُ اللَّيْل لَنْ يَمْضِى

وَإنْ يَمْضِى سَيَسْحَقُ فَجْرَهُ عِنْدِي

مَلايِينٌ مِنَ اللَّيْل

أرَبِّيهِمْ لِخَاتِمَتِي...

أهَذِى مِصْرُ يَا سَادَةْ ؟!

أحِرْمَانِي لَهَا عَادَةْ ؟!

أتَضْحَكُ عِنْدَمَا نَبْكِى ؟!

وَتَصْنَعُ مِنْ جُلُودِ النَّاس سَجَّادَةْ ؟!

لِتَخْدَعَنِي بِهَا جَهْرًا

كَأنِّي أجْهَلُ التِّمْسَاحَ إذْ يَبْكِى

أوِ الأحْقَادَ فِي الضَّحِكِ

وَلَكِنِّي عَلَى فَقْرى أعِيشُ ثَرَاءَ قَافِيَتِي

وَأحْلامِي

وَخَاطِرَتِي ...

تَنُوءُ ببِشْر أخْيِلَتِي

قَرَاري صُغْتُهُ وَحْدِي

ألا مُوتِى عَلَى صَدْري 

فَلا كُنَّا وَلا كُنْتِى

بِغَيْر الْحُبِّ أوْردَةً

لِتُحْيينِي ...

بِغَيْر الْبَحْر أشْرعَةً

لِتَحْمِينِي ....

مِنَ النَّواةِ تُغْرقُنِي

مِنَ الْيُتْمِ الذِي أحْيَاهُ ...

فِي أحْضَانِ وَالِدَتِي ...

وَقَالُوا مِصْرُ وَالِدَتِي