حكاية حُبٍّ للشام
10تموز2010
د. أحمد محمد كنعان
د. أحمد محمد كنعان
بـيـنـي وبـيـنَ الـشَّامِ حُبٌّ قد (بَـرَدى).. هـوايَ مـنَ الشَّآمِ غناؤهُ فـي (قـاسيونَ) عرفتُ أسرارَ الهَوى قـلـبي استفاقَ على الغَرامِ بـ (رَبْوةٍ) وعـلـى ضـفـافِ (النَّهْرِ) كُلَّ عشيَّةٍ فـكـأنّـنـا بـدرانِ نـسـبحُ بالفَضَا وإذا تـغـنَّـيـنـا وطـابَ نـشيدُنا يـا شـامُ.. إنَّ الـعِـشْـقَ فيكِ عبادةٌ سَــلَــكَ الأنـامُ إلـى رُبـوعِـكِ واللهُ حَــبَّـبَ لـلأنـامِ شـآمَـهُـمْ يـاشـامُ قـومي من صَلاتِكِ واسْكُبي أُمَـويَّـةَ الـرِّمْـشِ الـخَجُولِ تَدَلَّلي جُـرِّي ذُيـولَ الـمَـكْـرُماتِ وتابعي مـا نـاظَـرَتْ عيناكِ شيئاً في الدُّنى وَلَـكَـمْ سَـبـاني في (العُيونِ) حكايةٌ يـا لَـهْـفَ قـلـبي للعيونِ وهَمْسِها رَعَـشَـتْ أنـامـلُها وغَضَّتْ طَرْفَها وتَـوَرَّدَ الـخَـدُّ الـذي عَـشِقَ الحَيا قـلـتُـ: الكلامُ العذْبُ هذي صَنْعَتي يـنـسـابُ مـن ثَـغْري البيانُ مُعَتَّقاً نَـسَـجَ الـهـوى من أحرفي أحلامَهُ فـأنـا الـدمشقيُّ الذي احتَرَفَ الهَوى وقـصـائـدي من (غوطَتَيْكِ) حُروفُها فـامـضي بقلبي حيثُ شاءَ لكِ الهَوى واسْـتَـعْـذبـي مـا شئتِ تجريحاً لهُ وتـوَسَّـدي روحـي وذوبـيـ مثلَما يـا شـامُ.. إنِّـي فـي سـمائِكِ طائرٌ كَـتَـبَ الـزَّمـانُ عليَّ رحلةَ عاشقٍ لا قـلـبَ يـأسـو إذ تفيضُ مَدَامِعِي فَـلِـمَـنْ أبُـثُّ اليومَ بعضَ مَوَاجِعِي يـا شـامُ قد شابَ الصَّبيُّ على النَّوى مـلأَ الـلـيـالـي ضِـحْكُهُ وعبيرُهُ يَـنْـدَهْ عـليكِ فلا يَرُدُّ سِوى الصَّدى: يـا شـامُ.. رُدِّي لـلـصـبـيِّ نِداءَهُ يـا حُـزْنَـهُ قـلـبي إذا طالَ الزَّمانُ ومَـشَـى بـأخباري الوُشاةُ، وحُسَّدي كَـذَبَ الـوشـاةُ شـآمُ.. مهما أرْجَفوا يـا شـامُـ: أنتِ الرُّوحُ.. أنتِ رَحيقُها وأنـا عـلـى عَـهْـدي القَديمِ أصونُهُ سـنـعـودُ رغـمَ العاذلينَ إلى الرُّبى ونُـطِـلُّ مـن بَـعْـدِ الغيابِ ونلتقي | بَدا(بَـرَدى).. تُـراكَ تَغارُ من حُبٍّ وهَـوايَ.. إنْ غنَّتْ.. فَتَرْجيعُ لصَّدى وضَـرَبـتُ لـلـعِشْقِ الكبيرِ المَوْعِدا وعـلـى الـتِّلالِ الخُضْرِ طارَ وَغَرَّدا كـانـت لـنـا الأنـسـامُ دوماً مَقْعَدا أو بُـلـبُـلانِ تـعـانَـقـا فـتوحَّدا نَـشَـرَ الـربـيـعُ عـبـيرَهُ وتَنَهَّدا كَـمْ ضَـمَّ صَـدْرُكِ عـاشـقاً مُتَعَبِّدا دَربَهُمْ فربوعكِ الفردوسُ طابَتْ موْرِدا واللهُ صـاغَـكِ لـلـهِـدايـةِ مُرْشِدا لـلـخَـلْـقِ إيـمـانـاً تَعَطَّرَ بالهُدى وتـألَّـقـي كـالـزَّهْـرِ كَـلَّلَهُ النَّدى خَـطْـواً عـلى رِمْشي المَشُوقِ ليَسْعدا إلا رأيــتُ جَـمَـالَـهُ مُـتَـفَـرِّدا ذابَـ الـفُـؤادُ لِـهَـمْـسِها وتَشَهَّدا مـن هـمـسِـهـا المِغناجِ بِتُّ مُسَهَّدا قـالـتْـ: أتـكتبُ في الحبيبةِ مُنْشِدا؟ أفْـديـهِ ذاكَ الـخـدُّ كـيـفَ تَوَرَّدا أهـوى الـبـيـانَ مُـحَرَّراً ومُنَضِّدا والـحَـرْفُ أُطـلقُهُ فيرحَلُ في المَدى وَشَـدا الـبـيـانُ بـأحـرفي فَتَوَقَّدا وأقـامَ صَـرْحَـاً لـلـبـيـانِ مُمَرَّدا كَـمْ صُـغْـتُ مـنها في هَواكِ قَلائِدا مـا كـانَ قـلـبـي في الهَوى مُتَرَدِّدا تَـجِـدِيـهِ قـلـبـاً لـلجِراحِ مُمَهَّدا ذابـتْ عـلـى النِّسْرينِ حبَّاتُ النَّدى حُـرِمَ الـوِصـالَ فـصَبَّ دمعاً أسْوَدا أقـضـي الـلـيـالي شارداً مُتَشَرِّدا لا طَـيْـفَ.. إنْ أكـبو.. يمدُّ ليَ اليَدا ولِـمَـنْ تُـرى.. أحكي حكاياتي غَدا ولَـطَـالَـمـا كـانَ الـصَّبيَّ الأغْيدا والـيـومَ.. يـا أمَّـاهُ.. بـاتَ مُنَكَّدا (مـافـي حَدا.. لا تندهوا.. مافي حَدا) يـا شـامُ.. ضُـمِّـيـني إليكِ مُجَدَّدا وقَـدَّرَ الـرَّحـمـنُ بُـعْـدَكِ سَرْمَدا قـالـوا: سَـلاكِ وهـامَ في حُبِّ العِدا كَـذَبَ الـحَـسُودُ.. شآمُ.. مهما عَرْبَدا يـا شـامُ.. أنـتِ نِـهَـايتي والمُبْتَدا مـا كـنـتُ يـومـاً لـلـعُهودِ مُبَدِّدا ويـعـودُ طـيـرُ الـحُبِّ فيكِ مُغَرِّدا لـن يـتـركَ الـرَّحمنُ بابَكِ موصَدا | بدا؟