أواقع الحال؟ أم الخيال؟
د. شفيق ربابعة
قسم العلاقات العامة والإعلان
كلية الإعلام / جامعة اليرموك
قـالت: أبي إني كبرت كما ترى انظر (لزيزي) ثم (فيفي) مع(ببي) [2] هـاتـيـك زيـزي واسمها مستورد انـظـر ل (فـيـفي) كالعراة بزيِّها الـخـمـر والـصالون روح حياتها أمـا( بـبـي) فـثـراؤهـا مستحوذ خُـطـبـانـها ،كم أقبلوا وتسارعوا أمَّـا خـديـجـةُ مع رقيا، ومريمُ[3] قـد عـبـنً أعـمـال الفواحش كلها أمـضـيـن عـمـرا في تبتل واحد ولـكـم أسـفـت على الشباب لأنهم * * * أبـنـيـتـي لا تـيـأسـي وتجملي دارت رحـى عـصـر الجهالة دورة لا بـد أن يـعـيَ الـشـباب لتوهم عـلّـي أرى عـهـد الرسول يقودنا وأرى شـبـابـاً في الحياة قد اهتدوا قـولـي لـمـريـم أو رقيا ،ابشري أفـل الـفـسـوق وهـدِّمت أركانه * * * سـأكـون كالخنسا، ومريم خولة [4] الـحـق عـاد ونـصـرنـا بمجيئه شـكـراً أبـي لـنـصـائحً أسديتها * * * مـا إن سـمـعـتُ كلاًمها حتى بكى نـاديـت مـجـتـمع التقدم ما بكم؟ عـجـباً لكم هل تقبلون بـ"مومس " * * * وذهـبـت لـلـمـحراب أدعو ربنا لـكـن دهـشـت لـمـنظر شاهدته الأم سـرَّت مـن تـمـايـل جارها لـولا ذكـور الاسـم خـلـتـه إبنة أنـا ذاهـب لـلـسوق حتى أشتري فـتـعـانـقـا كـالعاشقين إذا التقوا دخـلا لـوكـر الأم دون مـرافـق * * * قـد كـان زوزو يـرتـدي بـاروكةً وعـلـيـه بـنـطـال يعيب لباسه أمـا الـبـنـيَّـة هـل تصدق أنها ثـم الـقـمـيـص ينم ُّعما تحته[5] رغـم الـتـشـابـه ينشدون تساوياً بـقـيـا لـوحـدهما وطال الملتقى حـيـتـه فـيـفـي ثم زوزو بعدها ورأيـت روزا ثـم فـيـرا مع ببي أدركـت حـقـاً كـنـه قول خديجة ونـسـيـت أنـي ذاهـب لـلمسجد * * * بـعـد الـصـلاة ذهبت نحو محمد نـاديـتـه، فـأُجـبـت أنـه خارج وسـألـت عـن يـحـيى فقيل بأنه وسـألـت عـن أسـمـا فقيل بأنها والأم قـالـت انـتـظـرهم , جارنا فـصـرخـت فيها هل جننتم ما بكم وكـرهـت رؤيـا أمـهم ومسيرهم * * * وبـدأت أزحـف كـي أعـود لبيتنا ألـقـيـت ظـهري قرب باب بناية فـفـرحـت مـلـقى شيبنا وشبابنا مـا إن جـلـست لبرهة حتى بدا[6] فـشـزرت أرنـو بـازدراء نحوهم قـلـبـي اكـتـوى مما رأيت بجيلنا * * * شـاهـدت جـمـعا ما رأيت كعدهم فـحـمـلت نفسي كي أرى ماذا بهم رغـبـوا الـتطوع كي يشدوا أزرنا جـاهـدت نـفـسي للوصول لقربهم يـتـهـافـتـون على تذاكر لعبة[7] ورأيـت روزا مـع تـمـارا يدخلا هـذي تـشـجـع نـاديـا بـحفاوةٍ فـبـدأت فـي رفـع الأذان تضوراً دخـل الـجـمـيـع يشدهم تمريرة * * * وبـدأت أبـحـث عـن مكان علَّني لـم أسـتـطـع تـحليل خطٍ قد بدا خـطـاً دخـلـت وقد صعقت لما به عـم الـفـسـاد وزاد فحش في الدنا فـركـبـت "تـكـسي "عائدا متناسيا قـد سـاءني (بالتكسي)صوت مسجل فـطـلـبـت إيـقاف الشريط لبرهة ورمـيـت نـفـسـي مثقلا مما بنا وبـدأت أدعـو الله ؛إصـلاح الورى هـل ذا يـجـسـد واقـعا نحيا به ؟ | [1]قـد جـاوز الـعشرين عمري يـصـغـرنـنـي لكن نفقنً بسرعةِ تـمـضـي الـحياة بسهرة أو رقصةِ تـأتـي الـفـواحش كلَّها عن رغبة والـعـيـش يـعني سكرة من سكرةِ لـب الـشـبـاب إذا أتـت للساحة لـلاقـتـران بـذات فُـسـقٍ مثبتِ لا زلـن أبـكـارا بـرغـم الـعفة والـزهـد والـتـقوى بعيش حرفتي مـتـأسـيـاًت شـان " أم ِّعمارتي" جـرفـوا وتـاهـوا في زمان الغفلة * * * بـالـصـبـر والإيمان أغلى خصلة عـادت بـنـا لـلـفسق قبل البعثة نـامـوا طـويلا، حان وقت الصحوة نـحـو الـهـدى، تالله فجر النهضة فـي عـيـشـهم، وتمسكوا بشريعتي عـاد الـشـباب لدينهم، وا فرحتي! الـكـفـر ولـى, فـافرحي يا منيتي * * * ورقـيـا أسـمـا، ثم أختي كحفصة زهـق الـمـفاسد كي يقود مسيرتي ورضـيـت إيـمـانا ينير بصيرتي * * * قـلـبـي دمـاً ثـم استجابت مقلتي هـذي الـفـتـاة مـن الـخيار القلة زوجـاً تـربـي جـيـلكم يا خيبتي! * * * قـبـل الـركـوع ومع نهاية سجدتي قـد داهـم الـجـيـرانَ حلوُ الطلعة زوزو ابـن ريـتـا قـادمٌ يا حلوتي! يـا فـيـفـي حـيي من أتاك، قرَّتي بـعـض الـلـوازم، أجلسيه بغرفتي مـن بـعـد نـأيٍ أو نـهـاية فرقة والأم سـارت فـي طـريـق الخيبة * * * مـتـمـكـيـج الشفتين ذا تسريحة فـغضضت طرفي واستدرت بنظرتي بـال"short" كـانت عند تلك اللحظة والـشـعـر صـفف يا سنام البخَّت عـيـن الـتـسـاوي كله في رؤيتي حـتـى أتـى لـلـدار ربُّ الأسرة واسـتـأذنـاه كـلاهـمـا لـلشرفة يـبـدو خـرجـن لـسهرة أو فسحة وبـكـيـت فـسـقا لم يكن بالساحة حـتـى سـمـعـتُ نداء ربِّ العزة * * * قـد كـان يـومـا كابن عمي سلوتي فـالـوقـت نـزهـته فزادت حدتي يـهـوى الـكمان قد انضوى للفرقة ذهــبـت تـمـثـل دور أم زلَّـة أصـبـحت وحدي والأنيس كمنجتي أجـنـون كـفـر أم جـنون الثروة؟ وأخـذت أرثـي مـن أضاعوا سنتي * * * لـم أسـتـطع قطع الطريق كعادتي فـيـه اكـتـضاض من جموع كثرة وظـنـنـتـهـم حـشداً أتوا للغزوة لـعـب الـقـمـار ومـجَِة النرجيلة كـون الـكـهـول تشاجروا باللعبة ونـسـيـت أنـي قد أطلت بعودتي * * * يـتـزاحـمـون إلى الدخول بسرعة عـلّـي أرى حـشـدا أتـوا للنجدة بـرحـوا الـمساجد سارعوا للجبهة مـا إن وصـلـت فقد أزيلت دهشتي خـلـط الـرجـال مع النساء بزحمة وسـط الـزحـام تـسـارعان لحفلة والآخـرون عـويـلـهـم بـحرارة يـا قـوم إن الـقـدس تبكِي حرقتي رغـم الآذان كـمـن أصـموا بغفلة * * * آوي إلـيـه لـنـيـل بعض الراحة بـالأجـنـبية إنه ( بار السيتي ) [8] حـالاً خـرجـت وكـم به من خسة! شـر الـبـلـيـة مـا بـنا من ذلة مـا قـد لمست من المخازي برحلتي فـيـه الـغـنـاء مـسجلاً بخلاعةِ حـتـى أصـير إلى نواحي حجرتي وعـمـدت أكـتـب مابنا من محنة ومـحـمـد يـدعـو الـهي "أمتي" أم أنـه كـابـوس حـلـم اليقضة ؟ | بتسعةِ
[1] . تمثل هذه القصيدة حوارا بين فتاة ملتزمة ومؤمنة مع والدها المؤمن أيضا.
[2] . يبدو أننا نأخذ بالقول المأثور: كل سي فرنجي برنجي. فالأسماء المستوردة بدأت تغزو مجتمعاتنا كالسلع المتوردة أيضا.
[3] . هذه الأسماء لنساء خلدن خلود التاريخ . فإما زوجة لرسول الله(ص) أو إسم لإبنته أو مريم العذراء.
[4] . تلك هي الأسماء التي تتأسى بها تلك الفتاة ومثيلاتها:الخنساء وخولة بنت الأزور وأسماء بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر.
[5] . صرعات اللباس هذه الأيام قد يعجز أو يعيب وصفها.
[6] . لعب القمار في المقاهي أو الكازينوهات , أمر يصعب تعليله أو تبريره.
[7] . لم تكن المباراة في المونديال, ولكنها تصفيات نهائية محلية تسبقه, وإلا لكان الزحام أشد والحشد أكبر.
[8] . بار المدينة مثال على عشرات البارات والنوادي الليلية والتي فيها تقرع الكؤوس لشحذ الهمم وبث الحمية.