موشور بغداد

د. حمزة رستناوي*

[email protected]

ولج َ الخليفة ُ باطن َ المرآة ِ

فانهارت ْ جدائله ُ إلى "عرفة" ْ

نصب َ المجانيق َ الوثيرة َ قربَ مرقدها

و أعلن َ لا نبالَ  اليوم َ تُرشق ُ

لا حروف َ اليوم َ تشعلُ

نصف ُ بردته ِ المهاجر ِ

ضلَّ  طيفَ الأمس ِ

و ارتابت ْ مشاغله ُ التُّقى

خرج َ الخليفة ُ

سبعمائة ِ راكب ِ

قطب ٌ ضريرٌ أجوفُ

و أميرُ حرب ٍ ضلَّ  ثديَ  الأمِّ

لم ْ يصعدْ – خليفتنا -  سوى "عرفة ْ"

قتلوه ُ  رفسا ً

و الجواليق ُ البهيَّة ُ

أشركت ْ أنْ مجدَّت ْ مسعاه ُ نحوَ الدائرة ْ

صنعوك َ

لم ْ تذبحْ سوى عنق ِ الفقيرْ

ظللت َ تنتحب ُ الوصايا

تنتش ُ الأذكارَ في رجم ِ  الطلول ِ الضامرة ْ

هل ْ تسبح ُ الأذكارُ  في دجلة ْ

دعوها

فالنَّوى كانتْ بطانته ُ

بطانته ُ الشجيرات ُ البعيدة ُ

اصطفى كتب َ الفلاة ِ الناصرُ المخذولُ

مجمعه ُ تقاسم َ جامعة ْ

أوجدت َ أنَّ الحملة َ الأولى تدجِّن ُ وجه َ ما تبغيْ

و أنَّ القبر َ  يفغر ُ صدرَ مملكة ِ َ الهبوب ِ السابعة ْ

هوَ لم ْ  يكنْ شيئا ً سوى وردةْ

أغواه ُ أنَّ الناس َ مهووسون َ بالفعل ِ المُحالْ

تتأصَّلُ الكلماتُ سفح َ المنحدرْ

و الصافناتُ عَبَرْن َ ألواح َ السماء ِ بلا أثرْ

هلْ  كل ُّ ما فيها نقيٌ طاهرٌ

أم ْ أنَّها مسكونة ٌ فينا

ستائرها تتوق ُ إلى الكمالْ

كمراجل ِ النجم ِ الذي ضلَّ الهوى

ما زال َ يلهج ُ بالجمال ْ

كان َ اللجوء ُ يعود ُ منْ أقصى القطيعة ِ

عابرا ً فيء الجدال ِ المُستريح ِ إلى الظلالْ

**

في كل ِّ ناحية ٍ يدسُّ رقادهُ

نحوَ المواجهة ِ العقيمة ِ

أسرج َ النعوات ِ و التحف َ المعابرَ

كلّما صعد َ المدينة َ

رددته ُ الأمُّ آخرَ يومها

في  كلِّ ناحية ٍ يطوفُ

و كونه ُ المعمورُ

شارف َ أنْ  يكون َ

و لا يكونْ

**

بغداد ُ و البرق ُ المُعَطَّن ُ توأمانْ

ما عضَّ  جلدكَ غيرَ مملوك ِ الزمانْ

تمشي ْ فتختلفُ  العلائقُ

تمطرُ  الأحزانُ أهراما ً خجولْ

و تعودُ  من ْ لغة ٍ  لتبتدع َ الفواصلَ

أركزُ  الأهداب َ في وجه ِ المغولْ

"العلقميُّ"يعلِّم ُ الأصفاد َ أنْ تمشي

إلى كهف ِ الخليفة ِ

يَركبُ الشمسَ العقيمة َ

حاملا ً  أسنام َ دهشته ِ,

قد انتصر الحسين ْ؟

ومضى الخليفة ُ أبترا ً , حشد َ الهدايا ً

في هداياه ُ جنود ٌ من سبايا

كان هارونا ً رشيدا ً

كان سفاحا ً و منصورا ً...و مأموناً

و لكن َ الزمان َ,  يسيرُ عكسَ الدائرة ْ

هم ظافرون َ,  بلا طبولْ

**

لن تشبه الملكوت مسقط رأسكَ  الأعداءْ

و الجاريات ُ ملأن َ أوصاف َ الخِلافة ِ بالدعاءْ

لا بردة ً تأتي ْ لتسكنها, تقيك َ شوائب الملكوت ِ؟

لا دفة ً  تأتي لتحضنها

سيبكي ْ جذعك َ المنهارُ

أدران َ الطفولة ِ

كان َ مفتاح ُ التَّمني يُغلق ُ التاريخ َ

ما طالَ الأمدْ

قصدت ْ مواكبك َ البليدة َ جارية ْ

و السهم ُ أخطأ

لو بكيت َ لكنت ُ ظلك َ

بين َ مَد ِّ العمر ِ أمضيْ  و الوتدْ

جَبُنَت ْ عطاياكَ التى

لم ْ تستطع ْ أنْ تولج َ الأسوارَ

و اجتمعت ْ دموع ُ الناس ِ قبلك َ

و استقلت َ عن البداية ِ كالمُدُنْ

**

ربَّما كانت ْ مساكنه ُ فقيرةْ

ربّما كانت ْ مذاهبه ُ تعودُ

إلى النهاية ِ , لا تُساؤلها الظهيرة ْ

لا شيء َ يشبه ُ شمسَه ُ المنقوصة َ الأركانْ

لا شيء َ يملأ جِحرَ مركبه ِ

مذاق ُ الشمس ِ يستثنيْ  مشاغله ُ

و يتركه ُ طريد َ الصحو

تنهشه ُ مدائنُ مِن ْ حطامْ

تلك َ الكتابة ُ لم ْ تُعرِّيها سنابك ُ خيلنا

تلك َ الكتابة ُ طلسم ٌ متقاطعٌ

تنفك ُّ  رائحة ُ العَرَافة ِ كالدجى

و القادم ُ المشبوه ُ

يزرع ُ وردة ً بيضاءَ

تشبه ُ شكلَ فاصلة ِ الكتابة ِ عينها

هي هاء ُ هولاكو, و بصمته ُ التي انتهكت ْ مرارا ً

في الزحام ِ من الغزاة ِ الطامعين ْ

هل كان َ مضمون ُ الظلال ِ الآدميَّة ِ

عابقا ً بالطين ِ

أم أن َّ الكتابة َ تستحي

الناصر ُ المهووس ُ بالآتين َ

يبدل ُ متعة َ التأويل ِ بالمِتَع ِ الغريدة ِ

يستويْ

كانتْ  رغائبه ُ غمامة َ كمثريِّ رائع ٍ

النون ُ مُشرعة ٌ

و لا يدري بأن َّ الخلف َ مرآة ُ الأمام ِ

و أنَّ مَن ْعاشوا هنا

كانوا طوابع َ ألصقتها الأم ُّ

جذع َ الطامعين ْ

هي نزوة ُ الدهليز ِ

تمضي ْ في السنينْ

تتكررُ الأسبابُ ,

و الصرح ُ البهيُّ  يصارع ُ الآتيينْ

               

* شاعر وكاتب سوري