المَسَار الصعب

المَسَار الصعب

وحيد خيون

[email protected]

عندما يتطلع القلب إلى غروب الشمس .. يحتاج أن يردد الأبيات التي تحملها أجنحة هذه الرسالة

لقد كنتُ أتراجعُ كثيراً عن الساترِ الأمامي وأنا اكتبُ .. حتى انتهيتُ منها بعيداً عن الحدودِ

أتمنى أن يعودَ الشبابُ قريباً

ركِـبْـتَ طـريقاً والطريقُ iiطويلُ
أرَدْتَ  الـمَسَارَ الصَعْبَ فانْعَمْ بمائِهِ
وتـابِـعْ خُطىً ما سارَ أهلُكَ iiفوقَها
شـرِبْـتَ  شرابَ العابثينَ iiبراحِهِمْ
فـتـابِـعْ  طريقاً لو تموتُ iiبنصْفِهِ
بَـكَـيْـتُـكَ عُمْراً لن تعودَ ولا iiأنا
ثـلاثـيـنَ عاماً قد أضَعْتَ iiبلحظةٍ
بَـكَـيْـتكَ عُمْراً قد مَضَى iiبدُموعِهِ
رَضِيتُ  من السيْلِ الذي كانَ iiجارِفاً
وقـلـتُ لـنفسي لنْ يَزولَ مُعاكِسٌ
ظـنـنـتُ حـياتي لا خِتامَ iiلِمِثلِها
وهـا هـيَ شمسٌ ما حَسِبْتُ iiأُفولَها
وكـنـتَ طَـمُوحاً أينَ منكَ iiمرابِعٌ
أضـيّـعْـتها  مثلَ السنينَ أمْ iiالذي
وأيـنَ  الـلواتي هنّ في كلِّ iiساعةٍ
تـجـاهَـلـتَ أيّاماً و أنتَ مُواكِبٌ
تـحَـمّـلْتَ  حَمْلاً لا خفيفَ وراءَهُ
لأنـكَ حـتـى لـو ندِمْتَ iiستنْتهي
أ تُـنْـكِرُ ضيّعْتَ الكثيرَ ؟ أ iiناكِرٌ؟
مَـشَـيْـتَ طـريقاً لا سبيلَ iiلِعَوْدَةٍ
مَـشَيْتَ  طريقاً سوفَ تمْشِيهِ iiواحِداً
عَـمِـيـلٌ لِمَنْ ؟ للهِ ؟ تلكَ حقيقة iiٌ
لعِبْتَ طويلاً, ليسَ في العُمْرِ وِجْهة iiٌ
لـهُ الحمدُ ما في المُعْصِراتِ خليلة iiٌ
وألـفَـيْـتُ  نـفسي واحداً iiبمدينةٍ
مُـضَـيِّـعُ  أحـبابٍ وفاقِدُ iiموطِنٍ
تـغـيّرَ  مِنّي الوجهُ حتى iiمَلامِحي
وحـتى  عيوني الضاحِكاتُ iiتغيّرتْ
وإنـي  و لا أُخْـفِـيكِ يا أُمّ َ iiسالِمٍ
وأكـثـرُ  ما يُؤذي جراحي iiتجاهُلٌ
ولـكـنـني  رغمَ المُذِلاتِ iiأزْدري
تـغـيّرتُ  يا أُمِّي , تغيّرَ iiمَطْمَحي
وهـا  هـيَ آفـاقـي تنُمّ ُ iiبرَجْعَةٍ
وقَـلْـبٌ بـما أشْقيْتهُ باتَ iiواضِحاً
وصِـحّـة  ُ حالٍ ما صَعِدْتُ iiلِقِمّةٍ
وتـرجُفُ  مني في الثبَاتِ iiأصابِعي
وأرضـي الـتي كانتْ حدائقَ iiبابلٍ
نـعَـمْ لم تعُدْ عندي لضيفٍ حكايَة iiٌ
نعمْ لم تعُدْ في الروحِ ومْضَة ُ طارِقٍ
تـغـيّرتُ  فِعْلاً , والطِباعُ تبدّ iiلتْ
ومـا عـادَ فـي نفسي لأيِّ iiتزاحُمٍ
فـشُـكْـراً لـدُنيايَ التي أيْنما أكُنْ
وشُـكْـراً ليومٍ مِنْ صَلافةِ iiصاحِبٍ
وشُـكـراً لـكلبٍ مِنْ نَجاسةِ iiحاسِدٍ
وشـكـراً لِـوَجْهٍ مِنْ خشونةِ أوْجُهٍ
وشُـكْراً  لِمَنْفاي المُطيع ِ و iiغربتي













































فـتـابِـعْ  مـساراً ليسَ منهُ iiبديلُ
و مِـلْ عَـكْسَ ما كانَ النسيمُ iiيميلُ
فـإنّ  الـذي فـي العُمْرِ ظلّ iiقليلُ
وأوشـكْـتَ مَـمْنُوعَ الثِمارِ iiتطولُ
سَـيَـمْـشِـيهِ أجيالٌ ويعزِفُ iiجيلُ
لـعَـودَةِ  عُـمْـرٍ مِنْ سواكَ iiأميلُ
وسـتّـيـنَ مِـيلاً و المَسافة ُ iiميلُ
ولـسـتُ  طَمُوحاً في الحياةِ iiتطولُ
بـأنـي  على أرضِ العِراق ِ iiأسِيلُ
لأ  يّـامِـهِ .. لـكـنـني iiسأزولُ
وهـا هـي دقّـتْ للرحيل ِ iiطبولُ
يَـجِـدّ  ُ بـهـا قبلَ الأُفولِ iiأُفولُ!
وسـربُ قـطـاً و حمائمٌ و iiخيولُ
سـلـيـلُ عِـظَاتٍ للضياعِ سَلِيلُ؟
لـدَيْـكَ  نـذيـرٌ أو عَليْكَ iiدخيلُ؟
حـوادِثَ  تـسْـرِي والمَسيرُ ذمِيلُ
لأنـكَ  مِـنْ قـبـلِ الرِّحَال ِ ثقيلُ
فـلـيْـسَ  الى العهدِ القديم ِ iiسبيلُ
فـهـاتِ  دلـيـلاً لـو لديكَ iiدليلُ
و لا مُـنـتـهـى للقاصدينَ iiيَؤولُ
وأدنـى الـذي قـالـوهُ فيكَ iiعَمِيلُ
لـكـلِّ  فـروع ٍ في الحياةِ iiأُصولُ
أجَـلّ  َ , سِوى يَغْشى هواكَ iiجليلُ
ولـكـنـهُ  فـي المُعْصِراتِ خليلُ
بـقـايا طُلُولٍ , هل تَرُوقُ iiطُلُولُ؟
وفـي  كـلِّ يـومٍ وِجْهة ٌ و iiرحيلُ
تـغـيّـرَ مـنـها مُرسَلٌ و iiجميلُ
وصـارتْ بـأو قاتِ السّرورِ تسيلُ
أُريـكِ  صحيحاً , والصّحيحُ iiعليلُ
وأكـثـرُ مـا يُدْمِي الجِراحَ iiجَهولُ
سِـيـاطَ  الأذى , ما مِنْ بَنِيكِ ذليلُ
وهـا هـو فـجْرُ الطامِحينَ iiأصِيلُ
وهـا هـيَ شمْسٌ عن سَمايَ تزولُ
بـدَقـاتِـهِ , شـاخَتْ لديْهِ iiفصولُ
وأشْـرَ  قـتُ , إلا في قِوايَ نُزُولُ
فـلـيـسَ بـهـا للدَانِياتِ iiوصولُ
خـرابٌ , ومِنْ كلّ ِ الجِهاتِ iiمُحولُ
ومـا كـانَ لـي في الناطِقينَ iiمثيلُ
ولا خَـضِـلاً مِـلْْءَ السُّفوحِ iiنخِيلُ
وصـارَ  الـذي يُعْطي اللقاءَ يحولُ
مـن  الـناسِ مثلَ الآخرينَ iiشَمُولُ
تـكُـنْ حـائـلاً تقصي بنا iiوتقِيلُ
أجَـلّ ُ و يـومٌ طـيِّـبٌ و iiخجولُ
أقـلّ ُ و كـلـبٌ مُـخْلِصٌ و iiنبيلُ
أرقّ  ُ و وجْـهٌ نـاعِـمٌ و iiأسـيلُ
و  شُـكْـرِي لأيـامِ العِراقِ iiجزيلُ