آسادٌ في الأسر
22أيار2010
صالح محمد جرار
صالح محمد جرار/جنين فلسطين
حـتّـى مـتى في أسْرهِ أتـظـلُّ آسادُ الشّرى في أسرها هـذا شـذوذٌ في الطّبيعة والنُّهى إنّ الـطّـبـيعةَ أنْ تظلّ أسودُنا لـكـنّ حـقـدَ الماكرينَ ولؤمَهم لـم تنجُ تلك الأسْدُ من غدرالعدا * * * لا حولَ للأسَدِ الهصور ولا قوًى فانظرْهُ يرسُفُ في القيود وعزمُهُ يـخـشَون غضبتَه إذا ما قعقعتْ أيـظـلّ بـالـقيد اللعين مكبلاً * * * قـد كـرّت الأعوامُ يتلو بعضُها وحـنـيـنُ أسرانا لهيبٌ محرقٌ والآهِ بـعـد الآهِ فـي أحـشائنا يـعـقـوبُ فاض حنينُه وأنينهُ وابْيَضّتِ العينانِ من فرط الأسى أوَ بـعـدَ أسـر حبيبنا من متعةٍ أوَ بـعـدَ شـهْدِ طفولةٍ وعذوبةٍ * * * مـن بـعـد عقدٍ ثالثٍ لك سبعةٌ عـمـرٌ مـديدٌ يا بُنَيَّ ، فهل لنا وإلـى الـرّبوع تعودُ حرّاً مُطْلَقاً وأراك تـنـشـئ أسرةً وضّاءةً إنّـي لأرقـبُ ذاك بالقلب الّذي | يتعذّبُذاك الأبـيُّ الـماجدُ المتوَثّبُ ؟! ويـسـودَ فينا أرنبٌ وثعالبُ ؟! هـذا لَـعَمري لا يراهُ المَذهبُ ! فـي ذا العرين بعزّها تتجلْببُ ! مـلأ الـعرينَ مراصداً تترقّبُ ! فـقضى الإلهُ بأنْ يتمَّ المَطْلَبُ ! * * * أذْ مـا أحاط به القضاءُ الغالبُ ! مـتـوَقـدٌ غشّى العِدا فتهيّبوا ! مـنـه القيودُ وثار فيهِ الغضبُ ! والـمـسـلمون لذُلّهم قد غُيّبوا ؟ * * * بعضاً وما في الأفْق إلاّ الغيهبُ ! أفـلا تـبـرّدُه غيوتٌ تُسْكَبُ ؟ نُـذُرُ الفناء فهل لنا مَن يغضبُ ؟ واحزن يسكن في حشاهُ ويغلبُ ! أوَ بـعـدَ أسر الوُلْدِ همٌّ يتعبُ ؟ في ذي الحياة ؟ فكيف لا أتعذّبُ ؟ من نبعك الفيّاض ساء المَشربُ ؟ * * * مـن ذا الزّمان وحلوُها متغَيبُ ! من ملتقًى وزمانُ أسرك يغرُبُ ؟ تـبني وشرع الله لهو المذهبُ ! من نور ربّك نعْمَ نورٌ يُصْحَبُ ! يـرجـو نعيم الله فهو الواهبُ !! |