جُرحُ الانتِماء
(أحْيانا..أخجَلُ أني عَربي ...)
د. مصطفى المسعودي
وَاعَجَبي.....واعَجَبي...
مِنْ واقِع هَذا الإنسَان العَرَبي
يَحْيَى الذلّ صُنوفاً..وصُنوفاً
وبلادُهُ مَلئى بالذهَبِ .
وَاعَجَبي...
نفط ٌ...زفتٌ..
قمْحٌ ...قمْعٌ..
ضرْعٌ ...دَمْعٌ...
يَالمُفارَقةِ الوَطنِ العَربي ..
ومُحمّدُنا مُنذ زمَان
أرْسَى فوْق النور قوَاعِدَ عِزتِنا
لكِنْ غصَبَ الثوْرَة مِنْ بَعْدهِ
أتبَاعُ أبي جَهْل وَأبي لهَبِ .
وَالكعْبة ُمَا عَادَ بهَا هُبلٌ
لكِنْ فِي كلّ عَواصِمِنا
نصَبَ الحُكامُ لأنفسِهمْ
نسَخاً شتى مِنْ نصُب
وَاعَجَبي ...وَاعَجَبي...
كلُّ جُذور الوَحْدةِ فِينا
لكِنّ الفرْقة صَارتْ فِي نظرَتِنا دِينا
أشبَاهُ دُويْلاتٍ رَكبَها الاسْتعْمَارْ
أعْطاهَا عَلماً ...
أعْطاهَا ألماً ...
أعْطاهَا حَكماً ..
أعْطاهَا شعْباً مَقهُوراً وَسَجينا ..
أعْطاهَا رُزنامَة عِزّ مِنْ كذِبِ .
وَاعَجَبي ..
كيْفَ انطلتِ الحِيلة بالمَكرعَليْنا ...؟
وَسِنينا ...وَسِنينا ....وَسِنينا..
نجْترُّ البُؤسَ ظلاما وَأنِينا ..
لكِنْ ..حينَ ..
فاضَ الكأسُ ذبيحاً
والجُرْحُ غدَا سِكينا ...
وَصرَخنا ألماً :آااااااااهٍ
قالوا :بالقهْر أبيدُوهُمْ مِنْ كلّ الأرْض ِ
أبيدُوا ألإرْهَابيّينا.
نصَبوا فِي السّاحَاتِ مَشانِق شوْكٍ ..
وَدُويْلاتِ المَجْدِ أحَالوهَا
باسْم مُحَاربَةِ الإرْهَاب ،سُجُونا
فتيَانٌ كغصُون البَان أزاحَوهُمْ
وَرجَالٌ ذبَحُوهُمْ ..
وَأراضِي الإسْلامِ أعَارُوهَا لزناة الغرْبِ
نهَاراً ..ودَمَارَا ..
حَتى سَال الدّمُ ودْيَانا ..
لبْناناً ...وَعِراقاً ..يَمَناً ..
سُوداناً ..صُومَالا..وفلسطينا ...
آ ااااااااااااهٍ لفلسْطينا
قتلوا النخوَة فِينا
خاضُوا فِي دَمِنا حَدَّ الرُّكبِ
ثمّ.. وَلمّا انتصَروا ...فجَرُوا
عَادُوا لمَوائِدهِمْ.. لدِنان خمُورٍ
وَقِيَان الطرَبِ .
آهٍ.. كمْ أكرَهُ أني مِنهُمْ..
كمْ أخجَلُ أني عَرَبي..
يَا لحْظة مَوْتِي ..اقتربي..
اقتربي ..اقتربي..اقتربي ...
فالعَيْش غدَا حَقلا مِنْ لهَب ِ
أمْشِي والجَمْرُ يُعذبُنِي ..
كيْفَ أعِيش بسَاحةِ ذلٍّ؟
كيْف أعِيشُ عَلى عَصَبي؟
وَأريدُ بعُنفٍ أنْ أنسَى
أتمَنى لوْ أنسَى ..
لكِنْ هَلْ أنسَى نسَبي ؟
هَلْ أنسَى أمّي وَأبي ؟
هَلْ أنسَى أنّ دَمِي فِيهِ رَذاذ ٌمِنْ جَيْل الفتحِ العَرَبي
هَلْ أنسَى عَبَق الصّحْراءِ انفجَرتْ
لمّا انفجَرتْ ..ثمّ انتصَبتْ
مَجْداً نورَانيّاً ...
حَقلا مِنْ تِينٍ.. مِنْ نورٍ.. مِنْ حُبٍّ
مِنْ تفاحٍ..مِنْ أرَجٍ.. مِنْ عِنبِ ؟
انفجَرتْ ..لمّا انفجَرتْ
ثمّ انتصَبَتْ أسْطورَة عِشقٍ مَغربي ..
هَلْ أنسَى نسَبي ؟
هَلْ أنسَى الشعْرَ العَربي ؟
وَاعَجَبي ..
فمَتى سَيزولُ ظلامُ الليْل إذنْ ؟
وَمَتى سَتعُودُ الأيّامُ لفرْحَتِهَا ؟
ومَتى أقرَأ بسْمَة ضوْءٍ بعُيون صِغار بلادِي
وَعُيُون جَمِيع الأطفال بهَذا الوَطن العَربي ؟
ومَتى يتحَرّرُ هَذا الوَطن العَربي ؟
...الاسْتعْمارُ فلازال يُحَاصِرُنا ...
وَحُروبُ التحْريردَرَسْناهَا فِي الأقسَامْ
لمّا كنا أطفالا
وفهمْنا الآنْ ..أنّ دُروسَ التاريخ مُزوّرَة ٌ
صَفحَاتٌ ..صَفحَاتٌ..صَفحَاتٌ..مِنْ نصْر كذِبِ .
وَالآنَ ..الآنَ..الآنْ..
يَاأمّة عِزصَوْلتهَا طالتْ سَقفَ الشهُبِ
قومِي .. قومِي..قومِي الآنْ ..
مُدّي لِمَناكِبِ شمْس المَجْدِ جَناحَيْكِ
المَسْجُوريْن ..وانتصِبي..
اشتعِلي ..اشتعِلي ..فِي كلّ بلادِ العَربِ
انتفِضِي ..ارتفِعِي
اشتعِلي ..ثمّ التهبي ..
ثمّ ازدَجري ..ثمّ ازدَهِري..
ثمّ انفجري بُركاناً مِنْ غضَبِ .
وَلتسْقط أنظِمَة ُ العَارْ ..
المَوْتُ لأتبَاع أبي لهَبِ .