رسالة إلى بلاد السودان
15كانون12007
شريف قاسم
شريف قاسم
مـنِّـي إلـيـكـم يابني يـجري إلى حُلوِ الربوعِ ، فلم يزل ويـمـرُّ رغمَ البعدِ مشبوب الرؤى ويـطوفُ في الحاراتِ يبصرُ إخوةً والـقـلـبُ من وقْدِ الشجونِ تثيرُه فـي كـلِّ مـعتركٍ رأيتُ وجوهَكم ويـلـمُّـكـم فـرجُ الرحيمِ بخلقِه وتـمـرُّ فـي الأجفانِ رؤيا طفلةٍ وترى به الآمالَ ترقصُ في الضُّحى مـاضـاعَ في السودانِ دينُ محمَّدٍ وأحـسُّ بـالنصرِ القريبِ يضمُّهم فاللهُ يُـكـرمُ فـي الـحـياةِ عبادَه مـا أقـربَ الـرحماتِ مِمَّنْ يتَّقي يـدعو له الطيرُ المحلِّقُ في الفضا يـا إخـوةً ذاقـوا الـمرارةَ محنةً لايـأسَ فـالـدَّيَّـانُ يُـحكمُ أمرَه يُـؤتـي الـتُّقاةَ من الغياهبِ نوره تـهمي السعادةُ بلسما لمن ارتضى فـإذا يـدُ الـفـقراءِ يملؤُها الغِنى فـافـتـحْ على نورِ الفلاحِ بفجرِنا تـلـقَ الصَّبا تحيي نباتَكَ أخضر * * * يـا إخـوتـي صـبـرًا فعهدٌ دائمٌ إنَّ الـرجـالَ وإن طووا أضلاعَهم هـم يـصـمدون ولا تلينُ قناتُهم عـاشـوا ولـلألقِ المبينِ بروحِهم الـمـؤمـنُ الوثَّابُ في ساحِ الفدا يـحـيا وإنْ طالَ الأذى ويصوغُه عـشـتم وعاشَ النُّورُ في أحداقِكم يـتـدفـقُ الـتوحيدُ بين عروقِكم مـاضـرَّ وجـهَ إبـائِكم بغيٌ عدا تـغـفو بهدبِ عيونِكم رؤيا الألى تـقفون والشِّدَّاتُ تعصفُ في الربا يـتـآمـرون لـهدمِ شامخِ صبرِكم مـن كـلِّ طـاغيةٍ ، وكلِّ معربدٍ خـانـوا ضمائرَهم ، وداسوا عفَّةً والآخـرون اسـتـأسدوا إذْ مزَّقوا ونـسـوا بـأنَّ اللهَ لـم يغفلْ ولم فاللهُ بـالـمـرصـادِ ، آتٍ بطشُه كـم ظـالـمٍ ولَّـى وراحَ مجندلا أيـن الـجنودُ ؟ وأين حجَّابٌ له ؟ أيـن الـلـيـالي ما سترن قبائحًا لـم يـبـقَ لـلـفرعونِ إلا ساعةٌ تـعـسَ الطغاةُ مع الغزاةِ مصيرُهم * * * يـاأهـلَ سـودانِ الـمآثرِ لم يمتْ صـوتٌ صـداهُ يطوفُ في أبياتكم فـي كـلِّ بـيـتٍ لـلشريعةِ لهفة مـا مـن فتىً نادى ولا رجل ولا إلا ويـرجـون الـشـريعةَ منهجًا ويـرون أنَّ المجدَ من روحِ الهدى تـعـسَ الـذين يحرِّمون عطاءَها الـشعبُ كلُّ الشعبِ لايرضى سوى فـهو العلى وهو النَّدى وهو المنى والـخـارجون على الهدى لو أنهم لـجـنـوا نـعـيمًا يرفلون بظلِّه هـاهـم قـد افتقدوا مفاتيحَ العلى وهـووا عـلى جيفِ الذين تنكروا واسـتـسـلـمـوا للمعتدين أذلَّةً هـل عـندهم عزمٌ لينتهضوا بمَنْ أم يـمـلـكـون حـصانةً تحميهُمُ أم عـنـدهـم خيرٌ تعيشُ شعوبُهم أم عـنـدهـم عـلمٌ جديدٌ محدثٌ فـالـيوم قد فشلت بهم نظمٌ خوتْ والـيـومَ نـشـهدُ كيف جرُّوا أُمةً والـيـومَ أُنشِدٌكم قصيدي واضحا وأسـوقُـه لـلـقـارئين مبلَّجًـا وهـجـرتُ طلسمةُ المعاني لم أجدْ إذ لـيـس عـنـدي لوثةٌ لنزارِهم كـذبـوا على القيمِ الرفيعةِ وانتحوا وأتـيـتُ لابـقـشـيبِ سمٍّ قاتلٍ إنـي قـدمـتُ ونـجيعُ قلبي فائرٌ فـلـقـد رأيتُ من المآسي مارمى ورأيـتُ مـاحـارَ الـحليمُ بأمره فـأتـيتُ بالإسلامِ في شعري وفي فـبـه الـسـمـاءُ تباشرتْ آفاقُها وبـه ارتـفـعـنا من دياجيرِ العنا مَـنْ ذا يـعـيـدُ شهامةً ومروءةً لـنـرى بـه جـيشًا عليه أُسامةٌ لـيـعـزَّ أمـتَنا ، ويدفعَ ضيرَها ويـردَّ رايـتَـهـا على قِممِ العلا يُـجـري مـياهَ السَّعدِ في غبرائنا يـا أمـةً وسـطًـا أعـزَّكِ ربُّنا فـلمَ ارتحلتِ عن الحنيفِ شقيَّةً !! * * * يـاقـادةَ الـسـودانِ يفرحُنا الذي جـاءتْ مـن الـرحـمنِ إسلاميةً هـذا ( البشيرُ ) وحوله من صحبِه ولـعـلـهـم يرعون ناسَ بلادِهم ويـراقـبـون اللهَ فـي أحـكامِهم وتـقـيـمُ دولـتُهم معاهدةً مع ... فـإذا صـفـتْ فـيهم محبَّةُ ربِّهم فاللهُ أكـبـرُ مـن مـؤامـرةِ العدا والله يـفـعـلُ مـايشاءُ ألم تروا بـجـهـادِ أهـلِ اللهِ حُـكِّمَ عدلُه سـيـروا على نهجِ الكتابِ ، فإنه عـيـشـوا لأمـتِكم أشاوسَ دعوةٍ أنـتـم جـنـاحُ الفتحِ في أفريقةٍ ولـنـحن نرقبُ وجهَكم في صحوةٍ والـنـيلُ واديكم وكم به من نشوةٍ كـم مـوكـبٍ لـلـفاتحين بشطِّه ويـرى بـه الإسـلامُ مـوئلَ قوةٍ لايشتهي خنقَ الشعوبِ سوى الذي عـافَ الإبـاءَ ولـجَّ فـي غلوائه فـتـرى الشعوبَ تململتْ وتأوَّهتْ فـلـقـد كـفى ظلما يشتتُ أمنَها فـتـساقطتْ راياتُ مَنْ راموا لها جـرَّت عـن الصنمِ الكبيرِ رداءَه لـم يـقتنصْ ذئبٌ خروفًا في الربا * * * يـا إخـوةَ الإيـمـانِ في سودانِنا واسـتعصموا بالعروة الوثقى تروا مـا أعـظـمَ الـقُّوَّادَ في محرابهم يـتـلـفـتون إلى مواهبِ فضلِه لايـنـصـرُ الـدَّيَّـانُ إلا مؤمنا فـلـه إذا ضـاقَ الـسَّبيلُ عنايةٌ هـذي سـبـيـلُ اللهِ فيها فوزُكم ولـقـد تـجـندلَ كلُّ طاغيةٍ على وطـواه ديـجـورُ الـمهانةِ دميةً والـيومَ نلمحُ ما طوى زمنُ الأسى فـي قـائـدٍ يـأتي بأوسمةِ الرضا تـأوي بـلادُ الـمـسـلمين لظلِّه ويـطـلُّ من خلفِ المواجعِ وجهُه فـمـحـاجـرُ الآمالِ منه تكحلتْ كـانـت على الأحداقِ أخيلةً هوت لـكـنََّـهـا والـشعبَ هبَّ مكبِّرًا قـد آذنـتْ دنـيـاهُ أن ترقى إلى لـم تـولـد الأحـلامُ يـوما جنَّةً فـالـحـلـمُ في عَينَيْ شقيٍّ سادرٍ لـن يـشربَ الماءَ الزلالَ مضيَّعٌ فَـلْـيـرتـحلْ للمنبعِ الأسمى ولا حـسـبُ الشعوبِ الغافلاتِ مدارُها أمـا شـعـوبُ الـمـسلمين فإنها وبـديـنِـها انتفضتْ يزينُ إباءَها مـاضـرَّهـا هَـدَمَ العدوُّ جدارَها | السودانِأغـلـى نـشـيدِ محبتي و عـذْبَ الـتَّـدفُّـقِ ، هلَّ بالتحنانِ فـي الـبـيـدِ والأغوارِ والعمرانِ ذاقـوا مـرارَ الـبؤسِ والحرمانِ شـكـوى الإخاءِ ، ولوعةُ اللهفانِ تـسـتـقـبلُ الفتحَ الشهيَّ الهاني رغـمَ الـجـفـافِ على ربيعٍ ثانِ حـمـلت إلى الدنيا شذى الريحانِ يـاروعـةَ الآمـالِ فـي الأجفانِ إنـي أراهُ بـظـلـمـةِ الأشجانِ صـفًّـا قـويًّـا راسـخَ الـبنيانِ إنْ أخـلـصوهُ الصِّدقَ في الإيمانِ ربَّ الـسـمـاءِ بـأحلكِ الأزمانِ ويـضـجُّ صـوتُ البحرِ للحيتانِ تـدوي بـأضـلُـعِ جيلِنا الحيرانِ حـتـى إذا احـتلكتْ على السكانِ ويـفـيضُ عذْبُ الماءِ في الصَّوانِ شـرعَ الإلـهِ الـمـشرقِ التبيانِ وإذا الـرخـاءُ يـعـمُّ في الأعنانِ بـابَ الإنـابـةِ ، واتـئـدْ بأذانِ وتـشـقشقُ الأطيارُ في الأغصانِ * * * أن لا تـلـيـنَ شـكيمةُ الشجعانِ جـوعًـا رأوا في العزِّ خيرَ مكانِ لـمـؤامـرات الـحـقدِ والطغيانِ وهـجٌ يـردُّ الـيـومَ كـلَّ جبانِ لـمَّـا يـكـنْ بـالـغافلِ الوسنانِ شـدوًا نـديًّـا مـحـكـمَ الإتقانِ مـا أوهـنـتْ محنٌ بني السودانِ كـتـدفُّـقِ الـنـيلِ العظيمِ الهاني وتـآمـرُ الأوبـاشِ والـكـهـانِ وكـأنَّـهـا الـتاريخُ في الأجفانِ وتـفـيـضُ في الأرجاءِ كالطوفانِ ويـقـيـنِكم ـ قد جلَّ ـ بالرحمنِ وصـنـيـعِ أعـداءٍ ، وذئبٍ جانِ طـمـعـا بـما في جعبةِ الشيطانِ سـتـرًا يـظـلـلُ راحةَ الإنسانِ يـتـركْ عـتاةَ الغزوِ في الأزمانِ فـي سـاعـةٍ مـن عيشِهم وثوانِ بـالـخـزي طولَ الدهرِ والخذلانِ أيـن القصورُ ؟ وزخرفُ البنيانِ ؟ تـمـتـدُّ بـيـنَ فسادِهم وغواني مـهـمـا استطالَ الوغدُ بالكفرانِ وادي لـظـى فـي مهجةِ النيرانِ * * * مـافـي مـرابـعـكم من الإيمانِ يـروي نـشـيـدَ الـحبِّ للقرآنِ فـاحـتْ كطيبِ الزهرِ في الأفنانِ يـومـا مـن امـرأةٍ بصدقِ لسانِ تـحـمـي سـعادتَهم من الخسرانِ يـأتـيـهُـمُ مـن سُـنَّةٍ ومثاني لـشـعـوبِـهـم ظـلمًا بأيِّ مكانِ نـورِ الـكـتـابِ فبئسَ للهجرانِ بـيـن الـورى والفيصل الرباني رجـعـوا إلـيـه بصادقِ الوجدانِ وبـنـوا فـخـارًا عاليَ الأركانِ واسـتـأنـسوا بالزيفِ والبطلانِ لــطـهـارةِ الأرواحِ والأبـدانِِ مـتـعـثـريـن بـلوثةِ الأخدانِ قـادوهُـمُ لـلـعـارِ والإذعانِ !! من بطشِ أهلِ الجوْرِ والطغيانِ !! أبـدا عـلـيـه بـنعمةٍ وأمانِ !! تـغـنـي مناهجُه عن الفرقانِ !! مـثـلَ الـحصيدِ اليابسِ البستانِ لـلـبـؤسِ والأوجـاعِ والخذلانِ مـافـيـه مـن لـفٍّ ولا دورانِ مـن غـيـرِ سوءِ تمازجِ الألوانِ أبـدا لـهـا جـدوى على الحدثانِ أو مـا لـدى أدونـيسَ من كفرانِ فـي الـجـانبِ المشؤومِ للشيطانِ لـقـلـوبِ هـذا الشعبِ أو هذيانِ والـدمـعُ مـن عـينيَّ في تهنانِ نـفـسي أسى ، والرأسَ بالدورانِ والـتـاعَ من جهشِ النحيبِ جَناني عـيـشي وفي أملي وفي وجداني والأرضُ أحـيـتـهـا يدُ العدناني وبـه انـتـصـرنا سالفَ الأزمانِ لـلـنـفسِ أقعدها الونى لهوانِ !! أو مـوكـبًـا أزرى بـكـلِّ جبانِ فـي الـعـالَـم الـمتخبطِ الثكلانِ خـفَّـاقـةً بـالـيُـمـنِ والإيمانِ فـلـعـلـهـا تـهـتـزّ بالتحنانِ بـالـوحـيِ تـاهَ بـنورِه المزدانِ ولـمَ ارتـضيتِ اليومَ بالخذلانِ !! * * * يـبـنـي مـدارجَنا على الأركانِ تـدعـو إلـى العرفانِ والرضوانِ نـفـرٌ نـرى فـيهم يدَ استحسانِ لـيـعـودَ كـلُّ الـخيرِ للسودانِ ويـطـهـرون الـحكمَ من أدرانِ ... الدَّيانِ ربِّ العرشِ ذي السلطانِ فَـلْـيـبـشروا بالنَّصرِ والأعوانِ واللهُ ذو فـضـلٍ وذو إحـسـانِ مـاقـد جرى للفرسِ والرومانِ ؟! بـرقـابِ أهـلِ الـكفرِ والبهتانِ خـيـرٌ لـكـم يـأتـي وللأوطانِ لاتـحـفـلـوا بـتلاعبِ الثعبانِ مـجـلـى الـنسورِ ودارة العقبانِ لـلـديـنِ تستجلي هوى الفرسانِ تـهـبُ الصدورَ ضراوةَ الشجعانِ أرسـى عـلاهُ مـعـطَّرَ الأردانِ لاتـسـتـكـيـنُ لـغادرٍ خـوَّانِ جُـبـلـتْ طـويتُه على الأضغانِ وأذاقَ مُـرَّ الـويـلِ لـلـسـكانِ وتـوقَّـدَ الإيـمـانُ فـي الشريانِ ويـعـيـقُ نـهـضتَها مع البلدانِ لـيـلَ الـسجونِ و رؤيةَ الأكفانِ فـانـهـدَّ فـوقَ عـفونةِ الأوثانِ لـولا الـخـبـالُ أضرَّ بالرُّعيانِ * * * لـوذوا بـبـارئِـكم مدى الأزمانِ نـورَ الـيـقينِ يرفُّ في الأجفانِ يـتـضـرعـون لـخالقٍ معوانِ يـرجـون نـصـرتََـه بكلِّ أوانِ ولـه مـن الـصـدقِ الكريمِ يدانِ تـنـجـيهِ من كُرَبٍ ومن عدوانِ مـا أومـأتْ بـالـزيفِ والبطلانِ عـارٍ ، فـمـا مـن قـوةٍ للفاني مـلـعـونـةً فـي عـالَمِ النسيانِ مـن ومـضـةٍ قـدسـيةِ البرهانِ وبـدفءِ مـا لـلـدِّينِ من تحنانِ تـوَّاقـةً فـي صـبـحِها النشوانِ فـي زهـوِه كـالبدرِ في الأعنانِ وازَّيَّـنـتْ مـنـه الـعلى بجُمانِ أو مـزنَ صـائـفـةٍ على صوَّانِ فـي الـمُـدْنِ والطرقاتِ والوديانِ قـيـمِ الـخـلودِ ومنطقِ البرهانِ هـفـهـافـةً بـالـحورِ والولدانِ وسـرابُ تـلـك البيدِ موصولانِ حـتـى يُـقـادَ بـراحـةِ الإيمانِ يُـغـضي على سغبٍ بنو الفرسانِ لـم يـعْـدُ دائـرةَ الـفناءِ الدَّاني مـا بـيـعَ بـيدرُها إلى الشيطانِ حـبُّ الـخـلـودِ بـجنَّةِ الرحمنِ فـالـيـومَ تـرفـعُ شامخَ البنيانِ | بياني