زُخْرُفٌ وخَدِيعَة
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
achab79@yahoo.frمَـالِـي ولِـلـدُّنْيَا تُضَيِّعُنِي سُدَى
مَـالِـي ولِـلـدُّنْيَا يَهِيمُ بِهَا دَمِي
وأَدُورُ فـي فَـلَـكٍ يَدُورُ فلا أَرَى
بَـدَّ الْـكَرَى أَمَلِي وضَيَّعَ راحتي
مَـالِـي ولِـلْغَدِ لا يَبِينُ وللوَرَى
لا تَـأْمُـلَـنَّ مِـنَ الْـعِبَادِ مَزِيَّةً
لَـوْ كان يُجْدِي مِنْ رَجَائِكَ بَعْضُهُ
أَوْ كانَ يُجْدِي بَعْضُ ظَنِّكَ لاحْتَمَى
وَاحَـرَّ قَـلْبِيَ ضِعْتُ عَنْهُ فَهَدَّنِي
* * *
أَسَـرَتْكَ في الدنيا الْهُمُومُ وَرَوَّعَتْ
مَـاذَا تَـرُومُ مِـنَ الْـحَيَاةِ وجُلُّهَا
مـا كـان أَقْسَى إِذْ سَعَيْتَ لِوَصْلِهَا
إِنَّ الْـوِصَـالَ لَـهَـا هَوَانٌ دَائِمٌ
سَـاءَتْ مُـقَـامًـا يا فُؤَادُ ومَنْزِلاً
أَرْدَتْ، فَـمَـا أَحْيَتْ مُرَجِّيَهَا ولا
وجَـنَـتْ عـلى رُوَّادِهَا فَتَشَتَّتَتْ
مـا كـان أَضْـيَـعَهُمْ بِكُلِّ خَدِيعَةٍ
لَـمَّـا دَنَتْ خَرُّوا سُجُودًا فَاعْتَلَتْ
فَـعَلَتْ بِزُخْرُفِ ظَنِّهَا أَنْ قَدْ بَنَتْ
حَـتَّى إِذَا قَدَرُوا على الدنيا هَوَتْ
مِـنْ بَـعْدِ أَنْ زَفُّوا لَهَا أَوْجَ الْعُلاَ
* * *
كَـمْ مَـطْمَحٍ أَسَرَ الْعُقُولَ ولَمْ تَزَلْ
ومَـحَـاسِـنٍ أَخَذَتْ بِلُبِّكَ لَمْ تَنَلْ
وَلَـطَـالَـمَـا أَبْدَى الْفُؤَادُ حَنِينَهُ
صَـبْـرًا فُـؤَادِيَ كُلُّ شَيْءٍ زَائِلٌ
اَلـلَّـهُ أَكْـبَـرُ لاَ إِلَهَ سِوَى الَّذِي
لاَ شَـيْءَ إِلاَّ اللهُ يُـؤْمَـلُ فَارْجُهُوأَضِـيـعُ فـيـها كُلَّ يَوْمٍ مُفْرَدَا
يَجْرِي بِهَا ولَهَا، فَأَسْرَحُ في الْمَدَى
إِلاَّ الْـمَـهَـامِـهَ حَـائِرًا مُتَرَدِّدَا
وسَـبَـا دَمِـي وَقْعُ الْأَسَى فتَجَمَّدَا
أَحْـيَـى وَحِـيـدًا بَيْنَهُمْ مُتَجَرِّدَا
أَوْ تَـرْجُـوَنَّ مِـنَ الْبَرِيَّةِ سُؤْدَدَا
لَـمَـلَـكْـتَ نَاصِيَةَ الْحَيَاةِ مُسَدَّدَا
بِـحِـمَاهُ عَقْلُكَ رَاضِيًا وبِهِ اهْتَدَى
وَهْـمٌ خَـضَعْتُ لَهُ فَضَيَّعَنِي سُدَى
* * *
مَـحْـيَاكَ، فَارْجُ لِضُرِّهَا أن يُبْعَدَا
شَـجَنٌ يُمَزِّقُ في ضُلُوعِكَ كالْمُدَى
فـأَبَتْ عَلَيْكَ ولم تُجِبْ لَكَ مَوْعِدَا
أَبَـدًا وذُلٌّ لا يَـحِـيدُ إِنِ اعْتَدَى
كَـمْ كُـنْـتَ تَـأْمُلُ ظِلَّهُ مُتَوَدِّدَا
أَعْـطَـتْ، فَكَانَتْ كالسَّرَابِ تَبَدَّدَا
أَلْـبَـابُهُمْ، وقَضَتْ عليها بالرَّدَى
حَوَتِ الْجَمَالَ وطَيْفَ حُسْنٍ قَدْ بَدَا
عَرْشَ الْقُلُوبِ فَأَخْرَجَتْ مِنْهَا الْهُدَى
صَرْحًا مِنَ الْأَمْجَادِ واحْتَوَتِ الْمَدَى
بِـصُـرُوحِ عِـزَّتِهِمْ فَتَاهُوا شُرَّدَا
ونَـسُـوا الَّـذِي كُلَّ الْبَرِيَّةِ أَوْجَدَا
* * *
تَـسْـعَـى إِلَيْهِ ولَمْ يَزَلْ مُسْتَعْبِدَا
مِـنْـهَا الَّذِي يَرْوِي غَلِيلَكَ مُسْعِدَا
واهْـتَـزَّ شَـوْقًـا لِـلْحَيَاةِ فَأَخْلَدَا
رُفِـعَ الْأَذَانُ فَـأَحْـيِ قَلْبَكَ مُنْشِدَا
بَـعَـثَ الْحَيَاةَ لَدَى الْقُلُوبِ وجَدَّدَا
واهْـجُـرْ سِوَاهُ مِنَ الْأُمُورِ لِتَسْعَدَا