بين جَنةِ الغزَل وجحيم السياسة
13شباط2010
فيصل الحجي
فيصل بن محمد الحجي
جـاءتْ لـمِيسُ تمِيسٌ هـاجَـمْـتِـني بجَمال ٍ شَـمسٌ ! وأيّة شمْس !؟ٍ قـد كـنـتُ طالِبَ عِلم ٍ فـصِـرتُ طـالبَ حُبٍّ مُـري فـإنـي مُـطِيعٌ أقـصـى مُنايَ بعُرس ٍ * * * قـالـتْ : أجَـلْ يا ذكِيٌّ إنّ الـذكِـيَّ خـبـيـرٌ مَـتـى أراكَ زعـيـما أنـت الإمـامُ بـعـدل ٍ بَـرٌّ رحـيـمٌ كـريـمٌ تـمْـشـي أمام الأعادي مَـتـى تـحَـققَ حُلمي أنـتَ الـزعِـيمُ المُفدّى إذ ذاكَ أبْـشِـرْ بعُرس ٍ * * * أجَـبْـتـهـا : يا حياتي لا تـسْـرفـي بـخيال ٍ إنـا نـعِـيـشُ بعصْر ٍ قـدْ طـاوعَـتهُ الأماني فـهـو الـمَقاسُ لِقوْمي إنْ خـصَّ قـومـاً بعِزّ أو خـصَّ قـومـاً بذلٍّ ٍ فـابْـنُ الـثـريِّ ثريٌّ وابْـنُ الـفـقـير ِ فقيرٌ حَـواجـزُ الظلم ِ سِجْنٌ إنْ شـدَّ رأسـي طمُوحٌ أو جـاءَ نـحـوي ثراءٌ لـوْ راوَدَتـنـي الأماني أسْـعـى وأسـعى ولكنْ إنَّ الرِّضا - يا حياتي - لـخـيْـمـة ٌ فـي فلاةٍ يَـحُـوطـنـا في هناءٍ هـنـاكَ أحـيـا سعيداً لا أذنَ تـصـغـي بشرًٍّ أو ظِـلَّ ضَـيْفٍ ثقِيل ٍ ولا زيـــارة َ لِــصٍّ قـدْ أفـسَـدوا كلَّ طهْر ٍ تـسْـتـفـحِلُ الشاة ُ لمّا ويُـصْـبحُ الزهرُ شوكاً * * * قـالـتْ : علامََ نداري ؟ إلامَ نـغضي .... وعِلجٌ ومـا الـجـدا مِنْ حياةٍ لـو صِرتَ فارسَ عَبْس ٍ أو صِـرتُ عَبْلة َ عَبْس يَـخـشاهً خصْمٌ ويَخشىٍ مـا كـانَ عنترُ يَرضى ومـا انـزوى فـي فلاةٍ كـنْ خـالِـداً أو بـلالاً كـي تـنـتشي بالمزايا * * * أجَـبْـتـها : دُمْتِ عَوْنا عـلـيـكِ كان ارتعابي هُـبِّـي فـلمْ يَبْقَ صَبْرٌ مَـهْـمـا جَـلسْنا طويلاً الــذلُّ يُـنـجـبُ ذُلاً يُـحْـيـي الـحَياة َ فِداءٌ لِـذا سـأبْـقـى عَـنِيداً لـوْ داهَـمَـتـنا بُعاثٌ فـلـنْ أحِـيـدَ ذراعـا صَـبْـرٌ وبـأسٌٌ وفـألٌ إنـي لألـمَـحُ فـجْـراً إذ رايـة ُ الـحَـقِّ فِـيهِ فـالأمْـرُ لِـلـهِ ربِّـي | !هـزمْـتِـني يا لمِيسُ ! يَـهْـوي لدَيْهِ الخمِيسُ ! تـخـبو لديْها الشموسُ ! يَـعـتـادُنـي القاموسُ تـحْـلـو لدَيْكِ الدُّروسُ وعــاشِـق ٌ وأنـيـسُ يحْلو.. وأنتِ العَروسُ ! * * * يـا سَـيَّـدي يـا رئيسُ لـدَيْـهِ مِـغـنـاطيسُ تـحْـنى لدَيْكَ الرؤوسُ؟ نـرتـاحُ لـمّـا تسُوسُ تـنـثالٌ مِنكَ الفلوس ُ ! كـأنـك الـطـاوُوسُ ! فـتـسْـتـقِرُّ النفوسُ ؟ وكـلـنـا الـمًـرْؤوسُ يـحْـمـى لدَيْهِ الوَطيسُ * * * يـا دُرَّتـي يـا لـمِيسُ لـمْ يَـبْـنِـهِ الـتأسِيسُ فِـرْعَـونـهُ إبْـلِـيسُ كـمـا يـشـاءُ يسُوسُ عـلـى هـواهُ يَـقِيسُ هـنـاك يَسْمُو الخسيسُ إذ ذاكَ يَـهْـوي النفِيسُ وابْـنُ الـرّئِيس ِ رَئِيسُ وابْـنُ الـتعِيس ِ تعِيسُ أنـا بـهِـا الـمَحْبُوسُ أهْـوَتْ عـليْهِ الفؤوس أودى بـهِ الـتـفـلِيسُ وارى الـمُـنـى كابُوسُ سَـعـيـي هو المَعْكوسُ هـو الغِنى ... لا الفلوسُ تـصْـفـو لدَيْها النفوسُ الــواحِـدُ الـقـدُّوسُ دَوْمـا .. فـعِندي لميسُ أو عَيْنَ عين ٍ تحُوسُ (1) فـي بَـيْـتِـنا مَدسُوسُ حَولَ النفيس ِ يَجُوسُ (2) حـتـى فـشا التنجيسُ يَـسْـتـبْـقِرُ الجاموسُ إذا بَـغـى الـقِـدِّيـسُ * * * إلامَ يَـرضـى التعيسُ ؟ عـلـى الرِّقابِ يدُوس ؟ ورأسُـنـا مَـنـكوسُ ؟ إذ ذاكَ تـحْـيَا الدُّروسُ إذ ذاكَ يُـجْـدي العُبُوسُ أن تـحْـتـويْهِ الرُّمُوسُ أنْ يَـزدريْـهِ الـخسيسُ أو خـدَّرتـهُ الـكؤوسُ يَـحْـرى بـكَ التقديسُ أقـلامُـنـا والـطروسٌ * * * عـلـى الصَّوابِ يقيسُ وهـالـنـي الـتـدنيسُ حَـتـام تخزى النفوسُ؟ فـلـن يُـفِـيدَ الجُلوسُ والـعَـزمَ يَغزوهُ سُوسُ ولِـلـقـعُـودِ الرُمُوسُ مُـقـاوماً لا أنوسُ (3) أو داحِسٌ والبَسُوسُ (4) مَـهـما اسْتعَرَّ الوطِيسُ هـذي لـدَيَّ الـتروسُ تـلـوحُ مِـنهُ الشمُوسُ تـعـلـو وتعلو الرُّؤوسُ ولـيَـنـدَحِـرْ إبْلِيسُ ! |
شرح الكلمات :
(1) تحوس : تتخلل وتطلب شيئاً (2) يجوس : يتجوّل ويطلبُ شيئاً
(3) أنوس : أضطرب(4) بُعاث وداحس والبَسُوس : أسماء معارك في العصر الجاهلي .