بَغداد
18آب2007
لمياء الرفاعي
بَغداد..!
لمياء الرفاعي
غـامَ الـدُجـى يا أمّة واسـتـقـبلي الأيامَ عاصفةً هـذه أضـاليلُ العِدا اجتمعت فـي صدرها حِقْدُ الدهور وما حـلـمٌ يـعـاودهـا فتلبسهُ جـاءت به من عصرِ أندلسٍ فـي مـوكبِ الأجيال تحملهُ تـحـيـا بـه هـدفاً وتبعثهُ حِـلْـفُ الذئاب سرى بمركبهِ يـرمـي سهامَ الغدر يشحذها كـالـمـارق المسعور تقذفهُ فـي صدره وحشٌ قد انفَلتتْ كـشـف الـقناعَ ومزّقت يدهُ لـم يُبقِ من وجه الحياة سوى لـم يُـبـقِ من أفيائها خبراً لـم يُـبـقِ من أشلائها أثراً لـم يُـبـقِ من أنفاسها سكناً لـم يُـبـقِ إلا أدمـعاً ودماً لـم يُـبـقِ إلاّ نـوحَ مئذنةٍ * * * بـغـداد .. يا ريْحانةَ العَرَبِ وابـكـي عـلى مجدٍ يُنازلهُ كـانـت لـه في الدهر منزلةٌ تـسـتـلـهِـمُ الآفاقَ ملْحمةً من نَفْحها طاب الزمانُ .. وكمْ أيـن الصروحُ تدور في فلكٍ أين القصورُ عَـلـَتْ دعائمها أين الحضارات التي خَطرت أيـن المصابيحُ التي سطعت أيـن الـرشـيـدُ أقام دولتها أيـن الـندى والعلم قد جَمَعا لـم يَبْقَ من تلك النجوم سوى غـابت، وغابت شمسها مِزَقاً * * * بغداد .. هل أزرى الزمان بها هـل أخـلَفَ التاريخ موعدَها نـمـحـو أسـاها من تخيُّلِنا أيـن العروبة .. في منابرها أين الضمائر .. إن أهابَ بها أيـن الـفوارس والوغى حِممٌ أيـن الأسـود بساحها جَمعتْ هـل أجـدبـتْ مِنّا مرابعُها هـل صَيْحةٌ من عهد مُعتصمٍ أم نـامـتِ الأحـلامُ مُتْرعةً تـعْـسـاً لـقومٍ قد سرى بِهِمُ هـل تـهـدُر الأيـامُ عزّتَها هـل يـكتبُ التاريخ رقدتها ! | العربِفـاطـوي جناحَ الذلّ ولّـى زمـان اللهو والطربِ تـسـتـنـصرُ الآثامَ بالكذبِ مـاجـتْ به الأحقاد من لهبِ ثـوبـاً مـن الأقذاءِ والرِيَبِ تـسـعـى له في كيْدِ مُرتقبِ سُمّاً سرى كالداء .. في الحُقَبِ ثـأراً أضاء النارَ في الحطبِ مـن آثـمٍ بـاغٍ ومُـغتصبِ نـاراً مـن الآثـام والحَرَبِ أهـواؤه فـي كـهفها الخرِبِ مـنـه العقالُ وخدعةُ الحُجُبِ صـوتَ الـحياة بكلّ مُلتهبِ صـمـتُ القبور وأنّة السَغِبِ إلاّ الـدخـانَ وموْتةَ الصَخَبِ إلاّ رمـاداً غـاصَ لـلرُكَبِ إلاّ حـديـثَ الـنار للحطبِ وصدى أنينِ الموت .. للسُحُبِ تـشـكـو لربّ الهمِّ والكُرََبِ * * * هـاتِ الـدموعَ لكلّ مُنتَحِبِ جَـوْرُ الـزمان وأسهُمُ النُوََبِ تـسـمو إلى الأفلاك والشُهُبِِ تـاهـت بعرش العلم والأدبِ أثـرى الزمان بظلِّها الخصِبِ مـن خـيرةِ الأحرار والنُجُبِ بـالـمجد والأعلام والحَسَبِ تـنـسـاب في أذيالها القُشُبِ تـخـتال بين الجود والحَدَبِ فـي عـزّة الإسلام ، والدَأَبِ رايَ الـسـلام براية القُضُبِ طيْفٍ .. على الأيام ، لم يَغِبِ ومضى سناها في دُجى الحِقَبِ * * * تـفـنى مع التسْهيد والنَصَبِ هـل غُيِّبت في أسطر الكتبِ ونُـفـسِّـر الآلام بـالعَجَبِ ضجّت سطور النثر والخُطَبِ صـوتُ الفتى العربّي لم تَهَبِ ماجت بدرب الثأر والغضبِ ! مـن كـلّ بتّار السيوفِ أبيّ أم أجدبت فينا عُرى النَسَبِ ! تُـحـيـي بُذورَ العزِّ والدَأبِ بـين القصور ومنجم الذَهَبِ ! جُـبْـنُ الـنعاجِ وذِلّةُ الرَهَبِ والكون في زَهْوٍ وفي طرَب ! يـا خْـجلةَ التاريخ والنَسَب ! | واللعبِ