إلى غزة.. لا تصمتي
لا تصمتي
ابتسام مصطفى صايمة
مديرة مؤسسة نساء من أجل فلسطين - غزة
عضو رابطة الكتاب الفلسطينيين
قولي لهم
مَنْ حرّق الزيتون في وضح النهار
بوحي بها: هذا هو المسئول عن هذا الدمار
قولي لهم : مَنْ ذا الذي ذبح الصغار !!
يا غزةُ يا مِعْصَم المذبوح من فعل الخيانة
قولي لهم عَمّن تواطأ أو خذل
هيا افضحيها صفحة ً للعرب لم يدروا بها
بل لم يداروا في خجل
يا غزة المكلوم يا وجع الرجال
قولي ولا تخشَيْ سؤال
أشلاءُ مَنْ ؟ تلك التي نُثرت على شجر الحديقة
ودماءُ مَنْ؟ تلك التي سالت على الطرق العتيقة ؟
فستان شهدٍ أم ضحى ؟
أقلام يحيى أم محمد أم لمى ؟
تلك المبعثرة التي كانت تسمى غرفة ً تأوى الصغار !!
كانوا هنا ..
في غمضة العين التي يا ليتها لم تستفق يوما لتروي ما جرى !!
كانوا هنا وبلحظةٍ صاروا هناك
في كل هاتيك الحواري في الجنوب وفي الشمال
أطراف داليةٍ تمد فروعها
كي تلتقي بضمير مَنْ بقيت لديه بقيةٌ من نخوةٍ أو من شهامةْ
يا أمتى يا أمة الإسلام يا عرب الكرامة !!
في غزةَ الأطفال يلتحفون بالبرد الذي عرفوه مُذْ فقدوا البيوتْ
عاد يجدي صمتكم وبكاؤكم ما عاد يجدينا السكوتْ
دُفنت شهادة نخوةٍ كنا نظن بأنها يوماً لديكم لن تموتْ
أطفالنا قُتلت
ودماؤنا سفكت
وبيوتنا جرفت
والآه تتلو الآه في نزفٍ مميت
تتفرجون على الفضائيات مثل مسلسلٍ دامي المشاهد !!
هي بعض لحظات التأثر ثم يغدو من يريد إلى الفراش أو الموائد !!
أما المسلسلُ في تواصلِهِ يُدار
لا تنتهي الحلقات من طعم المرار
قتلٌ وأشلاءٌ وبترٌ للكبار وللصغار
حرقٌ يكبل ليلنا المخنوقَ من سحب الدخان
وكلابهم عاثت هنا في كل تفصيل المكان
مَنْ يُخرج الأشلاء من وسط الركام ؟
هي جثةٌ... أم بعض شلوٍ محترق ؟
أخشاب ذاك الموقد المحروق هذي !! أم تُرى عظمٌ لساق ؟
أم أنها رَغْدُ الصغيرة ؟
قسمات هذا الوجه أعرفها... وأعرف أنهم كانوا هنا !!
والبيت هذا، والطريق، وتلك أعشاش الدجاج ؟
والحقلُ.. كان الحقل يزخر بالسنابل شامخات !!
هل حرقوه وحرقوا الأحياء كي يخفوا الجريمة ؟
لا تصمتي
قولي ولا تتردي
احكي لهم قصص الدمار
قولي لهم
من حرّق الأطفال في وضح النهار
احكي لهم عن حقد أعداء الحجر
هيا اصرخي كي يسمعوا
إني هنا ... نبضى هنا
ما زلت أحيا يا حثالات البشر
لن تشطبوا كل الفصول بقتلنا
فحكاية الشعب الذي ذبحوه كي يفنى، سيبقى مثل هذي الأرضِ ولادٌ
وثابتُ كالشجر
فشعاره قاوم
وقاوم
ثم قاوم
تنتصر !