كَرْمُ الحَرف خمرتُه لهيب..!
27أيلول2014
عبد الله عيسى السلامة
كَرْمُ الحَرف خمرتُه لهيب..!
عبد الله عيسى السلامة
مهٍ "1" ، يا سَعدُ ، إنّ دَهٍ "2" ونحّ الكرمَ ؛ إذ لا بنتَ كرْمٍ وأيةُ بنتِ كرمٍ ، ذاتِ ومضٍ سوى راح المعاني ، في المغاني فكَرمُ الحَرفِ خَمْرته لهيبٌ * * * معاقرةُ القريض ، إذا اعتراها تبيح البوحَ ، أو تَحظى بسكْرٍ ولا سكرٌ ، هنالكَ ، غَيرُ جرْسٍ ومَن يَرْعَ القريضَ ، يَرُعه فيهِ وتنشر كلّ دنيا ، بَعدَ طيٍّ ولقمانيّةُ المَعنى توَرّي فذو وجدٍ يصيخُ ، بغير سَمع ويحصيْ الأنجمَ ، الأعمى ، بزَهوٍ * * * كذا ..! ودَها رياضَ الشِعر داهٍ فَضاءُ الفَنّ أصبحَ قَفرَ عِيّ تسمرتْ القوافيْ ، في المَنافيْ فلمْ تغن البلاغةُ عن بليغٍ ولمْ يظفرْ لبيبٌ ، من بليدٍ ولمْ يبرئْ بحكمته حَكيمٌ ولا ارتشَف البَهاءُ غموضَ ليلى وماذا ، غيرُ هذا ، في الرزايا بَلى .. ويطِلّ وجْهُ الحَرفِ ، بَدراً يرى ، لِفِرنْدِ شَفْرتهِ ، لُهاثٌ وينشُر عَرفه رفّاتِ سِحْرٍ * * * وجوهُ الحَرفِ شَتى باهراتٌ فآناً مَوجَةٌ مِن نَهْر شَهْدٍ وآناً يستَبدّ ، ولا يباليْ ويوماً خِلُّ أوديةٍ سُكارى ويَقفِزُ ظِلَّ صافِنةٍ شرودٍ ويَدفُقُ نَبْعَ فَنٍّ عبقريٌّ ويرعَشُ بَسمَةً في وجهِ خَبٍّ * * * لديْ ( ياأمَّ حَرفٍ ) ، كلَّ حَرفٍ فَعِزّكِ ، في صُروح المجْد ، طَودٌ ورُوحُ الفَنِّ فَنُّكِ ، لا تُجَلّيْ فأمُّ الضادِ أنتِ .. وأنتِ فَيْضٌ | جنوحُإذا لمْ تنصهرْ ، بالراح ، يلذّ ، بها ، غَبوقُ ، أو صبوح يَذوب ، بها ، عن القلب ، الصفيح!؟ تغول الغَولَ .. تومئُ ، أو تلوح يمازجها فتورٌ ، أو جموح * * * خمارُ الفنّ ، والوهجُ الصَريح يذيبُ .. فلا تبوح ، ولا تبيح تذوب به المَلاحةُ والمليح دُنىً تطوَى ، بأخيلةٍ تسيح لتشتبكَ المساربُ والسطوح وسحبانِيّةُ المَبنى تشيح وذو طربٍ ، بلا صَوتٍ ، يصيح ويسبقُ ضامِرَ الخيل الكسيح * * * فلمْ يَطِب المقام ولا النُزوح يَشِحّ بما يَجودُ به الشحيح فما تدري : أتغدو أم تروح !؟ ولمْ يحمدْ فصاحته الفصيح بغير اللغْوِ: ( إيهِ .. بلى .. صحيح ) ! صريعَ هوىً ، يثرثر ، أو ينوح فمازجَ سِحرَ طلعَتِها الوضوح سوى أن تنهكَ المُهَجَ الجروح !؟= * فَنعمَ البَدرُ والوجْه الصَبيح ويسمَع ، في الجِلادِ ، له فحيح سَناً يَهديْ ، وأشذاءً تفوح * * * مَدى صَبَواتِها الكَونُ الفَسيح وآناً برقُ ساريةٍ ، طموح ويَعْجز أن يطيحَ بهِ مطيح جوٍ ، لا يستريح ولا يريح ويَنصحُ حيث يَرتعدَ النَصيح تراءى فيه شقّ ، أو سطيح (3) تَجِدّ ، لِذيْ القُروحِ ، بها ، قُروح * * * سِوى حَرفٍ تُهَدُّ ، بِهِ ، الصروح تَزيح الراسِياتُ ، ولا يزيح لَطائفَه المُتونُ ، ولا الشُروح فَفِيضي ، يَسعدِ الكَون الطَليح | روحُ
"1" مَهٍ : اسم فعل أمر ، للكفّ عن الفعل .
"2" دَهٍ : اسم فعل أمر، للحضّ على الفعل . والطريف أنه، مع فصاحته ، نادر الاستعمال في الفصيح ، برغم انتشاره في اللهجات العامّية ، على نطاق واسع !
"3" شقّ وسَطيح : كاهنان قديمان .