هلْ تذكرينَ ؟
مصطفى حمزة
هل تَذكُرينَ كمْ جَرَيْنا
لاهِثَيْنِ
في الدروبِ الضّائعةْ ؟
هلْ تذكُرينَ
كمْ دَنَوْنا مِنْ أمانينا مَعا
ثمّ تَوَلّتْ
فرَجَعْنا نكتُمُ الآهاتْ
والوَجَعَ ؟
هلْ تذكُرينَ كمْ جَلَسْنا
فوقَ أكوامِ السّرابِ الخادِعَةْ
نُهدهدُ الصّبْرَ
وعنْ عينيْهِ نُخفي الأدْمُعَ ؟
***
هلْ تذكرينَ
يومَ هَلَّ الأمَلُ الشّفيقْ
من قِبلةِ الصلاةِ
ثمّ ارتفعَ ؟
ومِنْ سَناهُ كمْ صَنعتِ
يا رفيقةَ الطريقْ
مِنَ الزّهورِ الرائعةْ !
وفوقَ صَدْرِ بيتِنا علّقْتِها
جوريّةً وفُلّةً
وياسَميناً ناصِعا
هل تذكرينَ
يا رفيقَ شِقْوتي
ويا مَلاكَ رحلتي المٌنَوّعَةْ
أفراحَنا السّكرى
اللّعوبَ
الماتِعَةْ ؟!
***
واليومَ
يا سيّدةَ الحُورِ العِينْ
واليومَ
يا أمَّ النجومِ الأربَعَةْ
هلْ تنظرينَ الليلَ
واللحنَ الحزينْ
ما صَنَعا ؟!
شَيْباً علا غَضْنَ الجَبينْ
وهمّةً مُضَعْضَعةْ !
وهلْ لَمَحْتِ عُمرَنا ؟
قدْ فرّ من بينِ اليديْنْ
للهِ دَرُّهُ
ما أسرَعَهْ !
ضُمّي إليكِ ما تبقّى مِنْ قَرينْ
إلى بقاياكِ
أيا جميلتي رغمَ السّنينْ
ما أجْملَ اليومَ الذي يضمّنا
وأروعَهْ !!