ما بينَ أجنحةِ البصَر
14تشرين22009
مجدي يوسف
ما بينَ أجنحةِ البصَر
مجدي يوسف
دير البلح - قطاع غزة - فلسطين
ما بينَ أجنحةِ البصَرْ ، تَسْمو على شَفَةِ يـا أيّـهـا الـقمرُ الذي أحيا بأعطافي الذّكَرْ الـكـونُ ظـلّ مُـشفِقٌ ما جئتَ فتّان الصّورْ زفّ الـنـسيمُ إليّ من عُلْيا السّحائبِ،والدّرَرْ أشـهـى السّلام مُضَمّخاً بشذا الخمائلِ والزّهَرْ * * * قـد عـشتُ بعدك يا قمرْ ،أشدو بأحلامٍ أُخَرْ وحدي يحاربني البشَرْ ، ولكَم أُطيحَ بمنْ غَفَرْ لـكـنـه الـعـنـقـاءُ يبعثُه الرّمادُ المُحتقَرْ ولـسـوف يلتهم البُغاثَ على قُدورٍ من حجَرْ * * * ودنـا بـسـمعيَ القمرْ،أشجاه من لفظي الخبَرْ فـغـدا يُـهـاتفني على مهدِ الشّعاع المنكَسِرْ مـا زالتْ الأشباحُ حولي ترتدي ثوبَ الخطَرْ فـي كـل عـرسٍ تبتدي نهشي بأنياب الظّفَرْ وأنـا كـعهدي الأوّلِ _ مُحْدَودِبٌ منّي الظّهَرْ لـم يبقَ لي زادٌ سوى الدّمعِ الحنون المنهمِرْ * * * أرنـو إلـى المجهولِ يدفنني التأمّلُ في القبِرْ تـتـعاقبُ الأقدارُ تسخرُ من جَحيِم المحتضِرْ مـا مـرّ مِنْ سُحْبٍ يموجُ بلُجها الطّفلُ الأغَرْ من كلّ صوبٍ يزحفُ الطّاغي ،وتلتطمُ الصّوَرْ * * * لـيـلـي كـليلكَ يا رفيقي ،بالخطايا مُعتصرْ الـحـبّ أشـقـاني ،وأثقل بالأسى عُنُقاً كُسِرْ والـعـمْـرُ يـمضي نازفاً بلقاءِ أحبابٍ أمَرْ والـقـلـبُ خـالٍ من حبيبٍ بعده يبغي سفَرْ لا خـيـرَ فـيـه لزائرٍ روّى بمدمعِه الزهَرْ ضـحّـى بـراحـة باله،ورعى نفوساً تُبْتَذَرْ ودعـا إلى الحقّ الفضيلِ ،فما تعالى ،وافتخَرْ لـم يـرحـموه غداة أن مادتْ به الدنيا، فخَرْ جـاشـتْ خواطرُه ،فندّى الكونَ ينشرهُ القمَرْ يمشي على الماضي ، فتَلْدَغُهُ الحوادثُ والذّكَرْ * * * يـا مـن عـبدتُ بحسنه قمرَ الليالي المنفطِرْ لـو خـطـرةً تختالُ ما بين السّنُونُوِ ،والزهَرْ لـو نـفـحةً من طيبِكَ حَملتْ شِفاءَ المحتضِرْ لـو رحـمةً من جفنكَ تحنو على قلبي الكسِرْ أمـسـيـتُ،والألم المقدّسُ جاثمٌ بِعُرَى القَدَرْ * * * لا لـسـتُ أنسى لحظةً جمعتْ بنا بين الشجَرْ والأفْـقُ يـسكنُ بعد فوضى للزّوابع ،والمطرْ أرسلتِ من جفنيكِ سهماً صابني راع البصَرْ والـشّـوقُ مـنّي جارفٌ،والدمعُ رَقْرَقه الوتَرْ رقَـصَ الغرامُ بلوعتي،وخطوتُ تُشقيني الِفكَرْ والـغُـرْبُ صوبي تنعَقُ،وأنا أحاذرُ مَنْ عَبَرْ كـم زاغتِ الأبصارُ خشيةَ أن تبوحَ لهم بسِرْ ومـضـيتُ،والقلبُ الوليدُ على لقاءٍ في العُمُرْ فـيـه يـجـودُ الدهرُ بعضَ حنانه ظلاً أبَرْ لـيـلايَ ،مـا رويَ الفؤادُ بقربكم ،فالسّعدُ فرْ مـا عـشتُ بعدكِ لحظةً إلا وأضنتني الحيَرْ مـاذا جـنـيتُ حبيبتي؟ فالدّربُ تملؤُه الحُفرْ لـم تـبـذلـي ماءَ الهنا ،قد كبّل القدمَ القدَرْ أنـكـرتِـني لمّا غدوتُ على ترابكِ أحتضِرْ والـنـورُ فـي قلبي أُسَابقهُ الخُطَى كيما يقَرْ عـهـدُ الـصّبا ما صُنتِ ذكراه ،فهَانَ المقتدِرْ دنـيـا تـهـدّمَ صرحُها في هولها شبحٌ عَوِرْ وأهـيـمُ كالمجنونِ أروي قصةَ الشادي الأبَرْ لـلـعـالمِ المجروح ،للطّير المعذّبِ للحجَرْ أَسـتـحفلُ الأمسَ ،فيهتفُ بالغصون فمُ الذّكَرْ * * * إنـا عـلـى هذي الحياةِ لعُمْيُ ما مُدّ البصَرْ قدرٌ مصيبٌ قد رمى،هل يُدرِكُ السّهمَ الحذِرْ؟ ماذا علينا،والحياةُ كعهدها تأبى انفراجاً للعثِرْ؟ وتـرى لـهـا حُلَلَ البهاءِ فريدةً بخطى حَقِرْ صـبراً على ما كان منكِ حبيبتي،والصبرُ مُرْ وإذا بـكـيـتِ عـلى ضريحٍ عذّبتْه يدُ القدَرْ فـتـلمّسي تحتَ الضّريحِ عظامَ صَبٍّ قد غفرْ وإنِ الـفـضيلةُ فرّقتْ بين القلوب على سفَرْ يـومـاً سـتـجمعُنا إلى النورِ الكريم المُدّخَرْ | الوَتَرْ