في ضفاف الرجوع
صلاح أحمد عليوة
مصر/ هونج كونج
لا أستطيع سوى المرور
لبابها
نجمان حطا
فوق كفي فجأةً
و هوت تفاصيلُ المنافي
كلها
و نسيت ما بعثرتُ من عمري
بلا جدوى
على شطآنها
و نسيتُ ما ضيعتُ من وردٍ
و من قمحٍ
و من أنغامِ نهرٍ
يرتمي بضفافها
لا أستطيع سوى المرور
لبابها
حراسُها الفقراءُ
داسوا كل أعشاب غدي
عشاقها الأمراءُ
درعٌ من نجومٍ هشةٍ
طَرقاتُها بالبابِ ... نادت
ثم نادت
عبر أحلامي
طويلاً ..
كي أمدَ يداً لها
لا أستطيع سوى الأسى
أو عودتي مثل القدامى
بالقرابين الخجولةِ
أو بأقداح الندى
بطبولهم و خيولهم
و غبار كل حروبهم
و زهور دفلي تنزوي
عن كف غارسها
و ترحلُ في صدى السنواتِ
نحو حقولها
لا أستطيع سوى المرور لبابها
كي أمنح الأيام معنى ..
كي أرى السنوات جسراً
كي أطلّ بصخر مرساها
و أعبر صيفها
حُمّلتُ آثام الرحيل
لأجلها
و حَملتُ في الصحراء
أقمارَ الغياب
و زهرةً بيضاءَ
من مرعى الشتاء
لكي يضئَ الدرُّ أعلى تاجها
و مددت خطوي
وسط غاباتِ ضبابٍ
كان يحجبُ مجدها
هم أنكروا
أني أعدت غناءَ مرعاها لها ...
أني المسمى
في مواعيد الضحى ..
أني المتوجُ
فوق عرش مروجها ...
أني الذي في الليلِ
نادى ..
ثم نادى
كي يدلّ منارتين
على هُدى ألغازها
لا أستطيع سوى المرور لبابها
في الريح يتبعني الصدى
و تموت أسماء القرى
ألقيت للأمواج
فضةَ سيرتي
و الآن تعبرُ بين أحزاني
مغادرةً
و تترك لي
رمادَ ظنونها
و أنا المحجّبُ
عن ملامح طيفها
و أنا المهددُ بالرحيل
و شوك وديان المتاهةِ
لو خدشتُ غيابها
و أنا المحاصرُ
بين أقوالي
أجرّ قواربَ النسيانٍ
كاملةً
و أشكو ما جرى
في برها و بحورها

