حق الطريق
17تشرين12009
شريف قاسم
حق الطريق
شريف قاسم
أعـطـوا الـطـريقَ الذَّوقَ إنَّ الـفـضـائـلَ مـنـهجٌ لَكُمُ بها وتـواضـعـوا إنَّ الـتَّواضعَ دوحةٌ مـاعـاشَ بالمرءِ المؤدَّبِ مَنْ طوى يُـؤذي بـسـرعـتِه المشاةَ ، وربَّما وأبـاحَ أمـنَ الـنَّـاسِ غيرَ مهذَّبٍ قـطـعَ الإشـارةَ هـازئًـا ومخالفًا كـم مـيِّـتٍ فـي القبرِ يشكو سائِقًا * * * حـقُّ الـطـريقِ رسالةٌ لِمَن امتطى يـرعـى بـهـا قـيـمَ المودةِ باذلاً فـيـهـا مـن الخُلُقِ الكريمِ خصائلٌ أغـنـى بـهـا الإسـلامُ أكرمَ أُمَّةٍ قـد سُـخِّـرَتْ لـلـسَّبرِ كلُّ مطيَّةٍ فـالـفـلكُ ، والخيلُ الكريمةُ لم تزلْ مـن مـركـبـاتٍ حُلوةٍ ، جلَّ الذي فـتـقاربتْ دنيا الورى ، وتواصلتْ فـالـحـمـدُ لـلهِ الذي أزجى لنـا وأزالَ وعـثـاءَ الطريقِ ، وقد طوى الـحـامـدون الـتـائـبـون لربِّهم فـالـبِـرُّ والـتقوى لهم زادٌ ، وفي وعـلـى الـطـريقِ لهم مآثرُ جَمَّةٍ لـم يـرتضوا الأخطاءَ في عدواتِهم يـرعـونَ حـقَّ الناسِ ، حقَّ أمانِهم كـم سـائـلٍ لـلأمـنِ إنْ جدَّتْ به فـيـراهُ عـنـدَ المؤثرين صِحابَهم بـذلـوا الإخـاءَ مـع الـمحبةِ إنَّهم مـاروَّعـوا أحـدًا هـنـاك وخالفوا أخـلاقُـهـم قـادتْ خُـطاهم للمُنى مـاخـابَ مَـنْ يرعى فضائلَ دينِه إنَّ الـقـيـادةَ لـيـس يصلحُ شأنُها ورأى بـهـا فـي اللهوِ مركبَ خِسَّةٍ وإذا بـآفـاتِ الـحـوداث لـم تكنْ كـم بـسـمـةٍ لـلطفلِ أطفأَ نورَها وأبٍ تـسـاقـيـهِ الـفجيعةُ كأسَها وأخٍ عـلـى سًـررِ الـمشافي راقدٍ تـنـتـابُـه الـحسراتُ بعدَ مصيبةٍ إذْ كـانَـ يـهزأُ بالنَّصائحِ معرضًا قـد ألـبـسَ الأيـامَ رثَّ فـعـائلٍ وأضـاعَ ممتلكاتِه في سوقِ حادثةٍ ... أين العقولُ ؟ أفي الحضارةِ ضُيِّعتْ ؟ والـتَّـقـنـيـاتُ جديدُها يحلو إذا وأجـادَ شـكـرَ الَّـلـهِ حـيثُ أمدَّه ويـردَّ بـالـرَّأيِ الـقـويمِ جِماحه * * * حـقُّ الـطريقِ ، وليس يجهلُه امرُؤٌ يـسـتـعـذبُ الـقيمَ الرفيعةَ مسلمٌ نـورُ الـشَّـريـعةِ لم يدعْ من ظلمةٍ فـلـكـلِّ أمـرٍ فـيـه خيرٌ للورى حـقُّ الـطَّريقِ ، على الطريقِ أنالهم يـخـشى الحصيفُ إذا أخافَ بدربِه مـتـواضـعًـا للخلْقِ في روحاتِهم فـاخـفضْ جناحَكَ ، لاتملْ كِبرًا ولا عـلِّـمْ سـواكَ دروسَ دعوتِك التي وابـذلْ بـسـيـرتِكَ الرَّضيةِ منهجًا فـسِـمـاتُـها كادتْ تذوبُ بلهوِ مَنْ مـا كـانَ مـنَّا مَنْ نأى عن شرعِنا أنـا لاأرى فـيـمَـنْ يُـمرِّغُ وجهَه ومَـن ارتـضـى سوءَ السُّلوكِ بفعلِه عـلـكـتْهُ أشداقُ الحوادثِ ، فارتمى يـا أيُّـهـا الـجـيلُ الذي نهبتْهُ من أُبْـ لـلـفضيلةِ ، والتفتْ لسُمُوِّها كـم حـسـرةٍ جـرَّتْ بعبءِ توجُّعٍ مـن يـرتضي السَّعيَ المحمَّلَ بالفنا وتـسـوقُـه قـدمـاهُ لا لـفـخارِه يـا أيُّـهـا الـجـيلُ المخيِّبُ ظنَّنا لـلـمـجـدِ بـالقيمِ الرفيعةِ والهدى وتـردُّ زيـفَ حـضـارةٍ مـلعونةٍ يـا أيُّـهـا الـجيلُ امتطيْتَ خيولَها واجـعـلْ لأمـتِـكَ الـعزاءَ مراودًا لاريـبَ أنَّ الـفـتـحَ ينفضُ ماعرا | والآداباوارعـوا حـقـوقَ الآخـرين تـلـقـوْنـهـا سِـيـرًا بَدَيْنَ عِذابا مُـثـلَـى تـظـلُّ أحـبَّةً وصِحابا بـيـدِ الـتَّـهـوُّرِ والـضَّياعِ لُبابا صنعَ الحوادثَ ــ بعدُ ــ والأتعابا وبـلـهـوِه قـي أرهـقَ الأعصابا وجـنـى الـقـطافَ مرارةً وعذابا ظـلـمَ الـقـيـادةَ مـجـرمًا لعَّابا * * * ظـهـرَ الـدروبِ ، يصونُها جوَّابا شـيـمَ الـمـسـافـرِ جيئةً وذهابا لـمَّـا تـزلْ لأُولـي العقولِ رِكابا نـالـتْ بـهـا الـتقديرَ والإعجابا لـلـنـاسِ حـتـى يشكروا الوهَّابا مـع مـا أتـى في عصرِنا إذْ طابا وهـبَ الـعـقـولَ ، ويسَّرَ الأسبابا والـسَّـعـيُ أدأبَ فـي المدى إدآبا مـن فـضـلِـه مـابـدَّدَ الأوصابا بُـعـدَ الـدروبِ ، وقـرَّبَ الآرابا آبـوا ، ومـا بـرحـوا لـه طلاَّبا آدابِـهـم تـلـقـى الـرضا أثوابا لـم تُـلـفِ فـيـهـم عابثًا مرتابا ورأوا عـلـى نـورِ الـنِّظامِ صوابا وحـقـوقَ من صاغوا النظامَ خِطابا فـي الـدَّربِ مـركـبةٌ يريدُ جوابا ــ بمودّةٍ في السَّيرِ ــ والأحبابا بـسـطـوا الرِّداءَ ، وفتَّحوا الأبوابا نُـظُـمَ الـمـرورِ ، وأقلقوا الرُّكَّابا بـالـمـركـبـاتِ مـودَّةً وثـوابا طـولَ الـطـريقِ ، ويؤثرُ الأترابا لـمَـن اسـتـغـلَّ غرورَه وتغابى لاتـسـتـقـيـمُ ، فـكشَّرتْ أنيابا إلاَّ شـقـاءً مـؤلـمًـا و خـرابـا مـسـتـهـتـرٌ ، ساقَ الحِمامَ شرابا مُـرًّا ، وأُمٍّ قـد بـكـتْ مَنْ غابا عـانـى ، وأهـدرَ قـوةً وشـبـابا فـاتَ الأوانُ ، فـلـم يَـعُـدْ وثَّابا يـبني من الطَّيشِ البغيضَ سرابا !! سـودٍ ، فـبـئـستْ للشبابِ ثيابا !! ... يـداهـا لاتُـجـيـدُ حـسـابا إنَّ الـحـضـارةَ تُـكـرمُ الألـبابا راعـى الـفـتى بهُدَى العقولِ رِغابا بـالـعـقـلِ حـتَّـى يعلمَ الأسبابا وتـطـيـبَ وِجـهةُ رُشدِه لو ثابا !! * * * فـي الـعـالـمـين ، وبالنِّطامِ أهابا مـاردَّهـا وعـيُ الـفتى أو حابى تـطـغـى ، وتطفئُ ضوءَها الجذَّابا نـهـجٌ أفـاضَ قَـرَاحَـه أكـوابـا شـرفًـا سـمـا بـيـدِ الإخا وثوابا أيَّ امـرئٍ ، ولـغـيـرِه مـاعـابا وهـو الأشـدُّ ولـم يـكـنْ هـيَّابا تـجـعـلْ قـيـادتَكَ الحديدَ ضِرابا صـاغـتْ لأمـنِ الـعـالمين كتابا أضـحـى لـكـلِّ الـسائلين جوابا جـعلَ الأسافلَ ــ ويلَه ــ أربابا وإلـى الـمـآثـرِ والـهدى ما آبا بـالـمـوبـقاتِ ... الخيرَ والآرابا وأقـامَ دونَ الـمـكـرُمـاتِ حجابا شـلـوًا ، يـبـعـثرُه الضياعُ غِلابا فـيءِ الـربـيعِ يـدُ الشَّقاءِ مُصابا تـلـقَ الـلـيـالي حلوةً وعِذابا لـومًـا ، ومـا هـو دافـعُ ما نابا طـوعًا ، ويقبلُ أن يخوضَ عبابا !! لـكـنْ لـكـيْ يلقى الهوانَ ذُنابا !! مـازلـتَ رغـمَ ظـنـونِـنا وثَّابا تُـحـيـي شـبـابَك رفعةً و صوابا آثـرْتَ فـيـهـا اللهوَ والـتَّـلعابا فـأعـدْ لـهـا الإكـرامَ والأنـسابا تـشـفـي بـكُحلِ حجازِها الأهدابا ويـداكَ تـصـنـعُ ركـبَـه الغلاَّبا | رِغابا