غزة

هبة الصعيدي

الفجرُ كئيبٌ تجمعُه

 قطراتُ ضباب

 نظراتٌ عتاب

 طفلٌ يتخبط في جلباب

 وينادي أمي لا أجدُ الباب

 بالصوتِ الباكي

 يا أمي أين الباب ؟

 ولدي : الباب ُبعيد

 مقفولٌ في سرداب

 الباب دقيقٌ منثورٌ في ريح ِالغاب

 الباب جزيئات متفرقة في أرض كلاب

 كي تفتحهُ فامضي في جمع الناب

 ناب مسنون مصقول بجواب

 أو تعلم يا ولدي للباب جواب

 جرب

 لا تخشَ حساب

 إن تفتحه ، تَنظر من خلف الباب رقاب

 آه يا أمي إني أدفعه

 وأنادي من قلبي

 من أعمق جذْر في أرضي

 لكن الباب أيا أمي

 وبكل برود

 موصودٌ موصود

 آه يا أمي

 لا تبكي يا ولدي

 فالباب قديم

 مطعون في عمق الدين

 مسجون في ذكري حطين

 لن يفتحه صوت مكلوم

 لن تسمع إلا الصمت

 لن تسمع إلا رجع الصوت

 يا أمي ماذا افعل يا أمي

 والموت بداخل أعضائي

 ويحاصر روح النبت

 والكل يؤيد هذا الموت

 كررت مرارا فتح السكين

 ثم أعدت

 الكرة تتلوها الكرة

 لأحاول ذبح الموت

 حفيت سكيني

 ثم تعبت

 لكن الموت

 لهو الموتْ ، موت ْ

 يا ولدي نادي

 لا

 لا تيأس

 من رحمةِ جلادي

 فالربُ رحيم ٌ

 لكن العبد حقير

 الرب الباقي

 والعبد لأيام ويزول ..