أنا وجاري وسهر الليالي
28أيار2005
يحيى بشير حاج يحيى
أنا وجاري وسهر الليالي
شعر: يحيى بشير حاج يحيى
لـي جـيـرةٌ مـن خيرةِ عـشـنا معاً في غِبطةٍ، فجِوارُهُم وبَـنـوهُـمُ كـانـوا مثالاً يُحتذى حـتـى أَتَـوا يوماً "بقرصٍ هائلٍ" فـغـدا يـنـوءُ السطحُ من أثقالهِ ولـه زعـيـقٌ مـا إخالُكَ تشتهي يـا جـارُ! ماذا قد دهاكَ، وأين ما طُـويَ الـكـتابُ، وقد علتهُ غبرةٌ والـجـوُّ مـمتلئٌ –وكان معطّراً- واسـتـحـوذَ الشيطانُ فهو محكَّمٌ ريـمٌ غدت (ريري) ورامي قد غدا فـنـهـارهُـم لـيـلٌ، وأما ليلُهم فـي لـيـلـةٍ غابت نجومُ ضيائها طـردَ الكرى عني صُراخُ مُوَلولٍ فـقـفزتُ مفجوعاً، وجئتُ مهرولاً فـتـبـسم الجارُ الكريمُ، وقال: لا مـا كـان إلا مـشـهـداً بمسلسلٍ فـرجـعـتُ معتذراً، وعاد متابعاً يـا قـومُ رفقاً، وارحموا أعصابنا بالجار قد أوصى الرسولُ ونحن منْ | الجيرانِزوجـانِ مُـحْـتَـشمانِ أغـلـى مـن الياقوتِ والمَرجانِ فـي الـبـرّ بـالأبوين والإحسانِ لا يـنـثـني في الليل عن دَورانِ وتـئـنُّ مـنـه ركـائزُ الجدرانِ يـا صـاحِ أن تُصغي إلى الغِربانِ قـد كـنـتَ تـطلبُهُ من الجيرانِ ومـضـى ليرقدَ في دُجى النسيانِ بـروائـح مـن شـيـشةٍ ودُخانِ بـالـبـيـتِ والأبـناءِ والخلانِ يـا حـسرتا (رمبو) و (سوبرمان) فـمـسـلـسـلاتُ غَوايةٍ وأغاني فَـغَـرقـتُ في نومٍ وفي اطمئنانِ وكـأنـه فـي غـابـةِ الـذُّؤبانِ لـلـجـار أحـمـيه من العدوانِ شـيءٌ يُخيفُ، وأنتَ أنتَ تراني! فـنّـانـةٌ صـفـعتْ قفا فنانِ؟!! لـلـمـسـرحـيـة بعدما عَنَّاني! أمـسـى هدوءُ الليل بعضَ أماني هـذا الـبـلاءِ، وذا الجوار نعاني | محترمانِ

