إنّا نراك! إلى الإمام الشهيد أحمد ياسين

إنّا نراك!

إلى الإمام الشهيد أحمد ياسين

الشهيد أحمد ياسين

شعر :د. كمال أحمد غنيم

[email protected]

أغدا نراك؟!

أنراك حيث الشمس ترهقها خطاك؟!

دارت كما دار الإطار.

في مقعدٍ عشق النهار.

إنّا نراك.

في الفجر؛ في إشراقة الصبح البهيّةِ،

والسنونو لا يفارق ضحكة الوجه الذكيّةِ،

كالملاك!

إنّا نراك !

في ظلمة الليل البهيم يحيطنا

والماء جفّ بدارنا

إذ ليس يومض غير نار حريقنا

فتظل بدرا باسما يحنو علينا

ينعش النبع الخفيّ بروحنا

ويذيقنا

بيديه ماءً صافيا

فتزول تحت دموعنا ودمائنا نار الهلاك!

هذي رؤاكَ،

وأنت وحدك من يزور منامنا

ويهز فينا حلمنا

كي لا نقيل ونستقيلَ

وننحني عند العواصف والحرائق والشِّباك!

يا أيها الطيف الجميل!

عبثا يظن القاتل المأفونُ

أنك غبت منّا والسنونُ

القادمات ستقتفي دوما خطاك!

هل ينسفون الشمس إن شاءوا،

وهل يستنفرون الليل إن جاءوا،

فلا صبح يطلّ... فكم أساءوا،

يا إلهي كم أساءوا،

-ويحهم-

فالنور يشرق من ذراك!

هات اليدين الحرتينِ،

وقبِّل الأفق البعيد.

فدم الشهيد منارة الجيل الجديد.

هم ينظرون بلا حراك.

إذ يرقبون صهيل فجركَ،

فوق قارعة الطريقِ،

على المدى تسعى خطاك.

جيل الشهادة أدرك الدرس الذي علمته،

ومضت خطاه على الطريق يلفها

عبق الدماء النازفات هنا...؛ هناك!

يا شيخنا هم يبصرون على المدى طيفاً

يردد والدماء تنزّ من شفتيهِ:

(يا ربّي ، هداك!

يا ربّ هل ترضى عليّ

ولست أرجو من دمائي النازفاتِ

سوى رضاك؟!).