جُرْحُ الليْل
نجاة الحجري
[email protected]ذَابَـت عُـيُـونُـكَ يا لَيْلَ الهوَى أَرَقَا
حَـيْـرَى لِـحَـاظُـكَ تَرْحَالٌ يُمَزِّقُهَا
حَـتَّـى الـنُّـجُومُ التي أَهْدَتْكَ غَمْزَتهَا
وَيْـلاهُ مـن غُـصَّـةٍ أَضْنَتْكَ زَفْرَتُها
مَـا لِـلَّـذي مِنْ عُيُونِ البَوْحِ يَحْفَظُني
كَـمْ لَـفَّ مِـنِّي شَفِيفَ الرُّوحِ في وَلَهٍ
أَمْ أَنَّـنِـي شَـجْـوُ هَـذا اللَّيْلِ حُرْقَتُهُ
أَذْوَاكَ يَـا لَـيْـلُ جُرْحٌ كُنْتَ مُؤسِيَه ُ
كَفْكِفْ دُمُوعَكَ يَا ذا الشَّجْوِ لَسْتُ سِوَى
حَـوَّاءُ صُـورَتُـهُ في عَذْبِ طَلْعَتِها
فَـلَـيْسَ يَقْطُرُ مِنْ فَرْطِ الجَوَى شَغَفًا
هَـمَّـانِ أَرْخَـى عَـلَيَّ الدَّهْرُ ثِقْلَهُما
هَـمٌّ إلـى حَـمَـآتِ الطِّينِ يَسْحَبُنِي
فَـيَـتْـرُكَـانـيَ لا إِنْـسِيَّ يُشْبِهُنِي
بَـعْـضِـي أَنَـا أَوْ كَـذَا يَبْدُو لِنَاظِرِهِ
فَـيَـبْـحَـثُ الجُزْءُ مِنِّي عَنْ بَقِيَّتِهِ
وَدَّعْـتُـنِـي بِـلَهِيبِ الشَّوْقِ قَافِيَة ً
أَيْـنِي؟ وَكَيْفِي؟ وَمَا أَلْوَانُ مِحْبَرَتي ؟
يَـا لَـيْلُ في دَاخِلي ضَيَّعْتُ ذَاكِرَتي
فِـكْـرٌ يُـقَـلِّـبُ أَوْرَاقَ الـدُّنا تَئقًا
فـي دَاخِـلِي سُبُلٌ ضَلَّتْ خُطَى مُدُنِي
هَـذَا أَنَـا مَـدًّ جُـرْحٍ نَـازِفٍ أَبَـدًا
هَـمُّ الـوُجُـود كَـيَـمٍّ بِـتُّ لُـجَّتَهُ
فَـلا ابْـتِـسَـامُك_ يا لَيْلاهُ _ يَرْفَؤني
لا تَـسْـكُـنُ النَّفْسُ إِنْ دَامَتْ مَبَاهِجُها
كَـأَنـمََََّـا وَجَـعُ الأَيَـامِ يَـحْـفَظُها
ِسـرٌّ تَـمَـرَّدَ مُـذْ أَنْ كَـانَ آدَمُـنَـاغَـابَ الـكَـرَى وَفَمُ الإِصْبَاحِ مَا نَطَقَا
وَالـخـدُّ فـي وَابِلِ الأَحْزَانِ قَدْ غَرِقَا
نـاحَـتْ عَـلَيْكَ وَأَغْرَى نَوْحُها الأُفُقَا
جَـرَّتْ لِـقَـلْـبِـكَ هَوْلَ العُمْرِ فَانبَثَقَا
سِـرًّا بِـقَـلْـبِ المَدَى مَا خِلْتُهُ طُرِقَا
حَـتَّـى تَـضَـوَّعْتُ في أَوْصَالهِ عَبَقَا
يَـرْثِـي لِـحَـالي وبِالتَّهْمَامِ لي شَرِقَا
فَـكَـيْـفَ يَأْسُوكَ مَنْ بِالجُرْحِ قَدْ سَبَقَا
قَـلْـبٍ بِـكُـلِّ مَـتَاهاتِ الخُطَى خَفَقَا
لـكِـنَّ جَـوْهَـرَهُ بـالـعَـلْقَمِ اخْتَنَقَا
يُـهْـدِيـهِ في هَجْعَةِ الوَاشِينَ مَنْ عَشِقَا
خَـصْـمَـانِ حَتَّى بِأَصْلِ الهَمِّ مَا اتَّفَقَا
وآخـرٌ فـي فَـضَـاءِ الوَحْشَةِ انْطَلَقَا
وَلا مِـن الـجِـنِّ لـي سِيٌّ بِيَ اعْتَلَقَا
وَأَكْـثَـرِي فُـرِّقَـتْ أَجْـزَاؤه فِـرَقَا
لا شَـيءَ مِـنِّـي بهَذا النَّاسِ قَدْ لَصِقَا
عَـانَـقْـتُـنِي بحُروفِ البَيْنِ مُحْتَرِقَا
جَـفَّ الـمِدادُ وَلَمْ يَخْضِبْ دَمِي الوَرَقَا
غَـادَرْتُـنِـي بَـشَـرًا أَلْـفَيْتُنِي مِزَقَا
قَـلْـبٌ يَـهِـيـمُ بـأَنْفَاسِ الدُّجَى مَئقَا
وفـي الـمَـدَائـنِ دُورٌ عَافَت الطُّرُقَا
عَـلَـى جَـنَاحَيْكَ كَيْ لا تَهْجُرَ الحَدَقَا
هَـمُّ الـرَّحِـيـلِ كَنَجْمٍ غَابَ مُذْ بَرِقَا
وَلا دُمُـوعُـكَ مِـنْ سِحْرِ الحَيَاةِ رُقَى
تَـهْفُو _ وَإِنْ نَفَرَتْ_ دَوْمًا لِبَعْضِ شَقَا
يُـهْـدِي إِلَـيْـهَـا تَقَاسِيمَ الرِّضا أَلَقَا
بَـيْـنَ الـخُـلُـودِ بِـأَذْيَالِ البَقَا قَلِقَا
