رثاء الأمل
23تشرين12004
فيصل الحجي
*رثـاء الأمل
شعر :فيصل بن محمد الحجي
إنها نفثة مَصْدور .. لأبٍ مُشرَّد ٍ يَطوفُ مع وَلدِهِ الشابّ على الجامعات في البلاد العربيّة لِيَدْرُس َ فيها .. فتقابله الأبْوابُ مُغلقة ...!
لا تنجَحُوا في (الفحْصِ ) يا أوْلادِي إنَّ الـنـجَـاحَ مَذَلة ٌ لِكَرامَتِي ... كَـمْ كُنتُ أسْعَدُ بالنجاح ِ وَ تزْدَهِي حَـتـى إذا قـلـبَ الزّمانُ مِجَنهُ وَ غدَوْتُ أُدْعى (الأجْنبيَّ) وَمَنْ دَعَا فـكَـأنـنـا لـمْ نـدْعُ رَبّاً واحِداً كـانـتْ أُخـوَّتـنـا نسِيجَ عقِيدَة كَـمْ طـفتُ حَوْلَ الجَامِعاتِ فرُبَّما وَ عَـبَـرْتُ أنفاقَ (الوَساطةِ) عَلها فـتـأكـدَ الـحِـرْمانُ مِنها مِثلما هَـلْ يَذْهَبُونَ لِجامِعاتٍ خصِّصَتْ أمْ يَـذْهَـبُـون َ لِجامِعاتٍ قدْ دَعا أمْ يَـرْضـعونَ جَهالة ً كَيْ يَرْتعوا أنـرُدُّهـمْ أسْـرى لِـطاغ ٍ ظالِم ٍ أنـدَمِّـرُ الأرْحـامَ .. نقطعُ نسْلها هَـبْ أنـنـا لـسْـنا بأوْلى مِنكمُ أوَ مـا لـنـا حَـقٌ يُرَجِّحُنا على الـعِلمُ مِثلُ الخبْز ِ.. مِثلُ الماءِ لِلـ الـعِـلـمُ حَقٌ .. لا يَكُونُ مُحَرَّماً أوَ لـيْسَ كُلُّ المُسْلِمِينَ عَشِيرَتِي؟ رَسَـمَ الإلهُ حَدُودَ أرْض ِ الحَقِّ لا فـاهـنأ (بلالُ) فلوْ أقمْتَ بعصْرنا أجْـدادُنـا قـدْ حَرَّرُوكَ .. وَ إنما فـالـجَـاهِـلِيَّة ُ قدْ نمَتْ أشواكُها أحْـيـا غريباً .. وَ المآذِنُ ناطحَتْ هـذا الـثـرى قدْ شادَ أسْلافِي بهِ يَـرْجُو الغريبُ الأمْنَ مِنْ أنصارهِ تِـهْـنـا بغرْبَتِنا .. وَ لمْ نمْلِكْ بها كَـيْـدُ الـعَدُوِّ وَراءَنا .. وَ أمَامَنا يـا لِـلـخسَارَةِ بَعْدَما ضاعَتْ أما ذُقـنـا حَـيَاة َ الذّلِّ صِرْفاً عِندَما لا تـنـسَ دَوْرَ (الـمُترَفِينَ) فإنهُمْ نـامُوا عَن ِ الجُلى .. فلا جُلى لهُمْ بـالـفـرْقةِ السَّوْداءِ أسْدَوْا حَنظلاً فـتقزّمَ الأسَدُ الهَصورُ .. وَ سَامَهُ وَ شَكَتْ قضِيَّتنا الكَسادَ وَ إنما الـ مِـيـعـادُنا يَوْمُ الحِسابِ وَ هَوْلِهِ |
|
إنَّ الـنـجـاحَ مَـضرَّة ٌ مُذْ غِبْتُ عنْ داري وَ عِفتُ بلادي شُـرَفُ الـدِّيار ِ ببهْجَةِ الأعْيادِ ! وَ مَـحَـا بَـيَاضَ مَسَرَّتِي بسَوادِ هُـمْ إخـوَتِي في الدِّين ِ وَ الأمْجادِ أبَـداً .. وَلـمْ نـنطِقْ لِسانَ الضَّادِ فـتـمـزَّقـتْ بـشَـهادَةِ المِيلادِ يَـبْـدُو لـنـا بـابٌ بلا إيصادِ ! تـفـضِـي إلـى بَـوَّابةِ الإسْعادِ حُـرمَ الـجـنانَ الكافِرُ المُتمادي لِـدِعـايَـةِ التنصِير ِ وَ الإفسادِ ؟ فِـيـهـا الـشـيوعِيونَ للإلحادِ ؟ مِـثـلَ الـبـهائِم ِ دُونما إرْشادِ ؟ حَـتـى يَـذوقـوا نِقمَة َ الجَّلادِ ؟ لِـنـعِـيـشَ كَالثكْلى بلا أوْلادِ ؟ فـي مَـلبَس ٍ أوْ مَسْكَن ٍ أوْ زادِ !! إصْـطبْل ِ خيْل ٍ أوْ ملاعِبِ ناد ِ ؟ ـإنـسان ِ.. أوْ مِثلُ الهَوَاءِ العادي يَـهـفو لهُ وَلدِي الحَزينُ الصادي وَ جَـمِيعُ أرْض ِ المُسْلِمِينَ بلادي؟ (سَـيْـكِسْ وَ بيكُو) مِخلبا الأوْغاد لَـرُزئـتَ قـبْـلَ الفجْر ِ بالإبْعادِ أحْـفـادُهـمْ رَدُّوكَ لاسْـتِـعـبادِ في رَوْض ِ شَرْع ِ المُسْلِمِينَ الهادي حَـوْلِي الثرَيّا .. وَ الأذانُ يُنادِي ! مَـجْـداً .. وَ يَرْقدُ تحْتهُ أجْدادِي ! وَ أنا مِنَ الأنصار ِ طالَ سُهادِي ! عَـزْمـاً كَعَزْمَةِ طارق ِ بْن ِ زيادِ عَـجْزُ الصَّدِيق ِ وَ ندْرَة ُ الأجْوادِ نِـيـنـا أضـعْـنا عِزّة َ الزُّهادِ لـمْ نـعْـطِ كُـلَّ حَـياتِنا لِجهادِ قـدْ مَـزّقـوا جـسَدِي إلى أجْسادِ إلاّ صِـراعُ زعَـامَـةٍ وَ عِـنـادِ لِـلـمُـسْـلِـمِـينَ وَ بَلسَمَاً لأعادٍ خـسْـفاً على خسْفٍ بُغاثُ الوادِي ـأهْـواءُ قـدْ أوْدَتْ بـهـا لِكَسادِ هَـلْ تـشْـعُرونَ برَهبَةِ المِيعادِ ؟ |
لِفؤادي
* من ديوان (دموع الرجال) الماثل للطبع