حـوار
12حزيران2004
علي الحاجي
نص شعري
.. حـوار ..
شعر: علي الحـاجـي
جميل: أنا يا بثيـنـةُ راحـلٌ صـَوْبَ الجـبــلْ قال اسـتـَمعْ نُصحي فوجهك شاحبٌ والوقتْ أدركـنــــا وهـذي شـَمـســـُهُ إني بـيـاضٌ غـيـرَ أنّ مـُصـيـبـتـــــيْ عهدُ الشباب مضى فـمـاذا يـُرتـَجـَى إمـض لعـزكَ فـالجـنــــانْ قـريــبـــةٌ بثينة: قالـتْ بـثـيـنةُ يا جميلُ أما تـَرى بَذل الأبـاةُ دمـاءهـُمْ ونـُفـوسـَهـم بَلْ كلّ معركة نـَخـوضُ غـمارَهـا إهدأ قليلاً كي نُقَوّمَ مـا مـَضــــى هلْ ما تَقوم بـه جـهـادٌ فـاضــلٌ وَهَنَتْ قوَى الصَبْر الجَميل لديكُمُ ووصفت مَنْ جَعلَ الأنـاةَ طـريـقةُ بالجُبن والخَور الـشـديـد وأنــه جميل: أو هَنّتِ يا بنّتَ الأكَارم والتُقـــــَى وَجَعلت أسبابَ الخُنوع جميلـــــةً خَوفاً على مال يـلــذُ رنـيـنـُــــــهُ هُمْ جَنّدوا للحرب كلّ رمَاحهـــــمْ أدعو إلى السلم الذليل وأبتغـــــــي أنا إن أمُتْ فإلى الجنان تَزُفنــــــي أو أنتصر أقضي على جُبن غـــــدا بثينة: أنـا مـا عشقتك يا جمـيـــل صبابة أنا قد عشقتُكَ يـــا جَميلْ مُجاهداً أنا ما حَرصــتُ على الحياة دقيقةً إنْ كُنْتَ تَحسبُ أن قلبي خائـــــرٌ أو كـانَ حقدُكَ يــا جميلُ أصابـني كــلّ الـذي أبـغـيـــه أنْ تلقْ العدا وانــظـُــرْ لـصَـفّــكَ بالأناة وبالتُقَى بثينة: أنا لستُ أحـقـدُ يـا بـثـيـنــةَ مـُطـلقـاً أخـشى مـن الضعف الذي هزّ الحجـَا لكن نـُصـحَـك يـــا بـثـيـنـةُ رائـــــعٌ قلبي بحـتُبك يا بـثـيـنـــةُ نـابــــضٌ هيا نُـحــــاولَ أنْ نـقـوّمَ نَـهـجـَنــــَا رفعوا لـواءَ الـحــق فــي أركـانـهـــا فقهوا كتابَهُمُ وعاشـوا عـصــرَهــــــُمْ بثينة: أبشر جميلُ فلستُ أوْجَلُ منهمـــو فانظر لمُشكلة الجزائر كي تـــــرى وانظرْ إلى مصرَ الجهاد هُنيهــــــةً أو خُذْ بلادَ الشام كيفَ تصرّفُــــوا فإذا استفدتَ منَ الدروس جَميعهـا هيـــا إلـى ســاح الـجـهـاد فكُلُنـا فــإذا رجـعـــتَ من الجهاد مُظفراً وإذا قـضـيــتَ فـإنـنـي مُـشـتــاقةٌ |
|
فالشـيـبُ أنـذرني وقلبي في وَجــَلْ رَتبْ حقائـبـــكَ الثمينة في عَجــَلْ غابتْ وراء الأفــق والـلــيلُ وَصــَلْ سوداءُ تَحملُ في ثنايـاهـــا الأجــَلْ من هذه الدنيا الفَخُورة بـالــدَجَــلْ قُربَ الطغاة إلى جَهنّمَ يا بَـطَــــــلْ أن المعاركَ والـحـــُروب بــلا أمــــَـلْ وتيتـمـتْ أبنـاؤُهـــــم في الـمُــعـتـقـَلْ نُسجتْ وقـائـعُها على قد الـفـشـــــَلْ ونَرى علاقةَ مـا طـبخْتَ بما حـَصــَلْ أم أنــهُ نـَزَقٌ وطـيـــشٌ مــُرتَـجـــَلْ؟ فَخرجّتَ تستُر ضـعـفَ صبر قد رحَلْ يبني بناءَ الصالحـــيــن مــــنَ الاُوَلْ حَمَلٌ يُعَدُ على المـديــح مــن الهـَمـَل وشرعت في نحت الأرُومة والأثلْ(1) وصـقــلت سيفـاً لـلـدعاية والجَدَلْ وخَـدُود أصــغــرنا الذي مَلّ القُبَلْ وبقيتُ وحــديَ بالـتـعـقّــل مُعتقَلْ عنـدَ الـعــدو سـَرابَ عيش مُبتَذَلْ حـُـورٌ تـــلألأ مـثـلَ أحــدَاق المُقَلْ نهجاً وفـكـراً يُستطابُ ويـُـنـتـحلْ أو هـزّنــي شـعـرٌ تـضَـمـخَ بالغزَلْ ومُثقفاً ومـُـفــكراً يُـحــي الأمـَـــلْ إلا لأضـغــطَ فـَـــوقَ زَندك يا بطَلْ أخطأتَ يا زينَ الـشباب ولا خجَلْ فاعلــمْ بــــأن الحـقـدَ أكثرَ ما قتَلّ في ســاعـــة لا حــظّ فـيـهـا للفشَلْ وابحثْ عن السر الذي خَلفَ الشللْ لكنني أخشى عليكَ منَ الحوَلْ وغدا سلاحاً يستظلّ بما حصَلْ عَسلٌ يُخالطُهُ رحيقٌ من جَدلْ لمّا رأيتُ الصدقَ ينبُضُ في المُقَلْ بشجاعة الأبطال والسلف الاُوَلْ وفقَ الكتاب ووفقَ منهاج عدَلْ فاستنبطوا حكماً وصاغُوها دوَلْ حـُـسنُ التـدبُـر من مزيَات البطَلْ أينَ الصوابُ وأيـــنَ أسبابُ الزلَلْ علّ التبصُرَ يُطفئ الخَطبَ الجَلـلْ فتفرقــُـوا فـي كــلّ بـيـداء طَلــلْ ووعيـتَ أسـبـابَ التخلف والعللْ شــوقٌ لـنـثـأرَ لـــلمذابح في عَجَلْ ألقـاكَ بالوجـــــه المُضيء وبالقُبَلْ ولجـنـــة الفردوس يحدُونَا الأمَلْ |
الهوامش:
الأثل: أثلة كل شيء: أصله