القدس الجريح
15أيار2004
صلاح الدين عزيز
القدس الجريح
شعر:صلاح الدين عزيز
أقول الشعر أكسوه يقيني
وأغذوه المعاني من شجوني
وأرفده المشاعر
مؤمناتٍ
من الوجدانِ والألمِ
الدفينِ
وأسمو في الخيال على
مداهُ
تجاهَ الغربِ والشرقِ الحزينِ
|
بأجنحة الكوارث لعلّي في ظلال الغرب أحظى وعلِّي في ظلال الشرق ألقى فلا في الغرب أسمعُ من مجيب وقد بان الظلالُ بهم جميعاً * * * أعاني بينهم وحدي ظروفاً وأشقى بينهم من غير جُرمٍ * * * شعوري استنزفوه فلا شعور وناري حوّلوها اليومَ نحوي وشِعري حوّلوه الآنَ حفلاً ونثري حوّلوه موعظاتٍ وسيفي سيفُ مقدامٍ ولكنْ ورمحي نحو قومي سددوهُ ويأتي كلّ ذلك في ادعاءٍ كلامٌ في حماسٍ ثم يمضي وفي هذا نكرت اليوم ذاتي أذلوني بضيق العيش حتى لقد مسحوا عن الأحداثِ فكري وأرضي، ثروتي، نفطي جميعاً أماطوا اليوم عن جسدي دروعي فإني كالذي يلقى جيوشاً * * * فما هذي الحياة اليوم أحيا ولم خُلقَ النهى في المرءِ قولوا كأنّ الظلم واثقها لقتلي * * * لقد غودرت أشقى بين ذئبٍ أُداري الذِئبَ تملؤني سموماً أريد السيفَ بتاراً حديداً وأبغي الرمحَ صلباً سمهرياً وأهوي للمشاعر في معيني وأبحثُ ثَمَّ عن قيمي وصدقي وأَلتمس الدموع على مصابي وتدهشني الفجيعة أن ألاقي فهل أني خُلقتُ اليوم وحدي إلهي أين أشكو ما دهاني * * * يقول القدس والأهاتُ تجري لقد أغرقتُ في سُمّ الأفاعي فتقضم من ضلوعي جدّ شرهى لقد أعطيتُ شبّاني وأهلي فداءَ العُربِ قومي وِلْدِ عمّي صليبُ الغرب مزّقني عياناً وكل العالم المدني يصغى وأني بُحَّ صوتي من صراخي فلم أسمعْ سوى أصداء صوتي فإن القومَ في شُغلِ شَغولِ بما يرضي فرنسا بعد لندنْ فأبصرهم جميعاً سلموني وكم ناديتهم: عرضي وديني أصم الكلّ آذاناً لعرضي فوارباه أدركني فإني * * * أرى قيم الحياة على صراطي يقيمونَ السعادة فوق تعسي ويبنون الحياة على مماتي وظنوا إنما الدنيا بناءٌ بسيف العلم علمٍ لا يبالي ومَنْ يبني الحياة بغير دينٍ ومن يبغي من النيران ثلجاً ومن طلب الأمان بغير شرعٍ أرانا في الحياة نعيشُ دوماً عناءُ العين قد يشفى ولكنْ لقد عيلَ اصطباري حيثُ إِني فأقسم بالذي أغنى وأقنى لتأتُنَّ الكوارثَ مترعاتٍ عن الإسلامِ قرآناً وسيفاً لقد جربتمُ كلَّ المبادي فما زادتكم إلا خساراً وفقدانِ الأمانِ مع الأماني * * * إذا لم يُنهض الأقوام دينٌ فأَعرضْ عن حماهم واعتبرهُمْ وقد أدركت هذا من عهود بأني لم أُحررْ من بلائي بقانونٍ يسرعه صليبٌ ولكنْ في كتاب الله نهجٌ وسيفٍ منه يمحو كلّ ظلمٍ * * * لقد فشلت مبادي الأرض فيها فلم ينجحْ بها غير المُداجي ونحن العرب في الأشداق منها نسلِّمها مصائرنا وندري إلام المكثُ فيها في شقاءٍ فإِما أن نحطمها صموداً خلاص العرب أمر مستحيل بآراء السياسةِ حافلاتٍ بتحليل من الأهواء يجري * * * أقول الشعرَ عليِّ فيه أشفى وأنظمه قوافي محكماتٍ أخاطبهم بهِ حراً عموداً وأنثرهُ عليهم في بيانٍ وأبصرهم نشاوى في ابتهاجٍ ولكنْ حينَ أفرغُ من قصيدي أراهم قد نسوا ما قلتُ قبلاً كأنَّ الحفلَ ميدان يباري * * * فما جدوى القصائد نمتطيها وما جدوى المخاضِ إذا تجلّى وما جدوى بناء الشعر رمزاً دعوا الشعر المرمز والمعمى فما بالرمز تفتح من عقولٍ أبينوا عن فؤادكمُ نهاهُ إذا عمي الكلام عمى مرادا وهذا من سلاح الغربِ فينا لقد خضناه أعواماً طوالاً ولكن زادنا بلاً وطيناً حقوق العرب ما بالرمز تعطى فإن لم تملكوا حفظاً لقطرٍ فهلا تحفظون اليوم حرفاً أريد من القصائد أن تناغي لقد تعبَ القريضُ بنا نشيداً فما بالشعر ترجع من بلاد ففكوا القيدَ عن كفي ورجلي وهاتوا لي عتادي شرْعَ ربي فإن لم يخترقْ سيفي عدوِّي وإن أنقذت في شرعي بلادي |
والمآسي
|
ونيرانِ القواصم بمَنْ يصحو على جرحي الحزينِ غيوراً من بلائي يحتويني ولا في الشرق ألقى من معينِ ضَلالاً في قرارِهمُ مكينِ * * * تذيبُ الصخرَ في لمحِ العيونِ وهم بالصمتِ قتلاً فجروني * * * يحركني إذا قُطعتْ غصوني فلم تحرقْ سوى بيتي الوهينِ يقام لمأتمي يحكي حزوني تُكبّلُ وثبتي خوفَ المنونِ بسوحِ الحفل لا الحرب الطحونِ بذا اتفقوا وكانوا يأمروني بأن نعتدّ للباغي الخؤونِ هباءً في متاهات الظنونِ فبعضي يشتكي بعضي بدوني أناضل للثياب وللبطونِ وقد فصلوا العزيمةَ تصطفيني تغذيهم وتركبني ديوني وللآفات غَصباً عرّضوني مدججة بمقلاعٍ مَهينِ * * * ولمْ هذي الفجائع تعتريني؟ أتكرمني النهى أن تزدريني؟ ودون القتل تُلبسني جنوني * * * وأفعى منذ عشراتِ السنينِ أُداريها يُجّرِعني أَنيني فألقاه من الخشب الثخينِ فيأتي الرمحُ في عود وهينِ فلمْ ألقَ المشاعرَ في معيني فألقاها تغلّف بالميونِ إذا بالدمع جمِّد في العيون معيني غاضَ في الخطب الرهينِ لتحمل كلّ فاجعة يميني من الآفاتِ والغدرِ اللعينِ * * * جروحاً مترعات بالحزونِ على جسدي وقد ملأتْ بطوني وتلقمُ من فؤادي من جفوني فداءَ المسلمينَ فداءَ ديني فلم أرَ منهمُ رجلاً يقيني وأعلاجُ الصهاينِ يأكلوني إلى الأنباءِ فيما ينحروني أشيّمهم تعالوا فانجدوني ولم أبصرْ سوى عِرضي المهينِ بما يُرضي بني الغربِ الفتونِ وأمريكا وعُرباً ضيعوني رخيصاً للئام يمرغوني لم أبصر سوى الإعراض دوني وأعمى الكلّ أعينهم لديني أُخطَّف عن يساري، عن يميني * * * تسير على التناقض كلَّ حينِ وأنْ أرضى وإلا أعدموني ويسكتُ إخوتي لا ينقذوني يقاومُ كلّ هزّاتِ السنين أيلحدُ أو يعضّدُ باليقينِ كمن يبني صروحاً من عجينِ كباغي الثلج من قلبِ الأتونِ كمنْ طلب الهدى من غير دينِ كساري الليل معصوب العيونِ عماءُ القلبِ في ختم مكينِ لأنتظرُ الشريعةَ من قرونِ وسَوّى الخلقَ من ماءٍ وطينِ إذا أعرضتمُ عن خير دينِ وحكماً يبتغى في كل حينِ وأعرافِ الخلائقِ من مئينِ تفاقمَ بالمجاعةِ والديونِ من المجهول والظرف الخؤونِ * * * وعِرضٌ في مهمّاتِ الشؤونِ من الأمواتِ في كفنٍ عفينِ ودون الشك في علم اليقينِ ولم أفتكْ من عَنَتِ السجونِ وأعراف من التلمود دونِ ونهج محمد الهادي الأمينِ ويمحو كلّ كفّار حَرونِ * * * من الرومان للغرب الضغينِ ولم يسعد بها غير الخؤونِ تلوك بنا على مرّ السنينِ بأنّ مصيرَنا رَيبُ المنونِ وفي الإسلام إسعادُ القرونِ وإِما الذبُّ شأن المستكينِ من الغرب المصهين في الذهونِ بتحليل يُنحّي نهج ديني سخياً من مريضٍ أو أمينِ * * * وعَلَّ الناسَ فيهِ يفهموني لعلّ الناسَ فيه يفقهوني بليغاً في الشروح وفي المتونِ من الإعجاز وضاح الجبينِ من القول المطرّزِ بالرنينِ وينهضُ بالقصائد من يليني من الإبداع في القول المتينِ أواخرُنا الأوائل بالفنونِ * * * إلى مأوى سراب في حزونِ بموتِ الأمّ أو موتِ الجنينِ على الآذان يغمض والعيونِ وهاتوا الشعر في ألق اليقينِ ولا بالعمي تهدي من مُعينِ بياناً مقنعَ الشهم الزكينِ له في القلب سلطان فطينِ ليقلعنا عن الأدب الرصينِ فما أغنى عن الحق المبينِ وغمطاً للحقائق كلّ حينِ ولكنْ بالفصيح وبالقمينِ من الأقطار في الوطن المهينِ تألّق في الكتاب المستبينِ صليلَ السيفِ والرمحِ المتينِ وقد سئمَ النشيدُ من اللحونِ ولا بالنثر تفتح من حصونِ إلى شرفِ الجهادِ فأطلقوني بهِ اجتاحُ طغيان اللعينِ فقوموا بالسيوفِ فمزقوني فهبوا بالشريعة توجوني |
والفتونِ