الجاني

خالد العبيدو / كفرنبل

الشاعر من أحرار سجن تدمر الذين قضوا 25 عاما في المعتقل الرهيب، وخرج صابرا محتسبا، قوي الإرادة رقيق المشاعر.

دونت شعري ذاكرا أشجاني

بخواطري وعصارة الوجدان

لما القوافي أقبلت سيالة

ثم ازدهت كالزهر في الأفنان

فجنيت منها أنتقي ما أشتهي

وأتى اليراع مطاوعا لبناني

يا أمة نامت فطال رقادها

فاقتادها شخص حقود جاني

لبني نصير عائد في أصله

أصل خبيث فاح بالانتان

حكم البلاد مخربا ومدمرا

آفاقها قد خضبت بدخان

نادى باسم اللاجئين محررا

متسترا ببريقه الفتان

رفع الصمود والتصدي شعاره

متسترا بالسم كالثعبان

كم مرة خان البلاد وأهلها

يكفيه عارا صفقة الجولان

أردى شباب المسلمين بمكره

متآمرا بمعارك الجولان

أمر القنيطرة المذاع على الملا

يكفى به لعنا مع الشيطان

ليس الخسارة أن نسلم أرضنا

والحكم يبقى شامخ البنيان

هذا مقال الناطقين باسمهم

عار سيبقى طيلة الأزمان

ورجال حكم في البلاد عصابة

حكموا البلاد بقوة النيران

خاضوا الحروب أرانب مذعورة

لم يثبتوا في الحرب غير ثواني

منهم قليل قد تسامت نفسه

وتلذذوا بحلاوة الإيمان

واستبسلوا في الحرب حتى استشهدوا

أو من غدى في قبضة السجان

باعوا النفوس لربهم مع ما جنوا

حتى يزيلوا شوكة الطغيان

وتجارة مدرارة فازوا بها

أرباحها في جنة الرضوان

ورجال علم أبعدوا عن ساحهم

أهل فصاحة منبع العرفان

واستبدلوا بحثالة مرذولة

ممن أمالوا الرأس للطغيان

حتى النساء فما سلمن شرورهم

فلقد وردن السجن كالشبان

وبلادنا قد قرروا تدميرها

بقنابل ومدافع الميدان

ناهيك عن لبنان في تخريبها

لم يخجلوا من حرمة الجيران