يا نَفْسُ عَفْواً

مصطفى حمزة

[email protected]

 يا نَفْسُ عَفْواً واعْذُريني ، وإليكِ تُبْتُ فسامِحيني

 قدْ تُهتُ بينَ الناسِ يا نَفْسي ،فَعُدْتُ  لِتُرشِديني

 هُمْ كَدّروا فَجْري ، وإشْراقي ، ونورَ يَقيني

 هُم أشْرَبوا قَلَمي المُدامَ ، فراحَ يَهْذي بالجُنونِ

 هُمْ ألْقََموا قَلْبي الخَلِيَّ بكُلّ أنواعِ الظّنُونِ

 مالي سِواكِ حبيبةً فانسِي جَفائي واحْضُنيني

 كُنّا مَعاً في أيْكةِ النّسّاكِ أروعَ عاشِقَيْنِ

 نَشْدو على أفنانِها لَحْنَ الصّفاءِ مُغَرِّدَيْنِ

 نُصْغي لِلَحْنِ اللهِ تعزِفُهُ نُجومُ المَشْرِقَيْنِ

وجلالُ لَيْلٍ خاشِعٍ مُتَوَشّحٍ ثوبَ السّكونِ

ونسيمُ صُبْحٍ عابِقٌ بأريجِ أحْلى وَرْدَتَيْنِ

إنْ تَشْتكي لِي تُرجعِ الشكوى إليكِ دموعُ عَيْني

أوْ أشْتكي لكِ تَغمريني بالحَنانِ وتَلْحَفيني

لكنني يا نفسُ آثرتُ السّياحَةَ في الفُتونِ

وتَرَكْتُ لِلأنْواءِ أنْ تلهو بأشرِعَةِ السّفينِ

إنّي ندمتُ نَدامةَ الكُسَعِيّ ، نَفْسي ، صَدِّقيني

 فَتَقبّلي عَوْدي إليكِ وَتَوْبَتي ... لا تَتْرُكيني !