الفقراءُ

عبد السلام الكبسي

عبد السلام الكبسي

"1"

يضحك ُ

الفقراءُ من القلب ِ ,

رُغْم ِ المعاناة ِ ,

يسترسلونَ بلاخبز ,

في الإبتسامة ِ ,

رغم الألم ْ

" 2 "

يحزن ُ

الفقراء ُ من الموت ِ ,

وقت َ يكونونَ رهن َ الحياة ِ ,

وعندما لا يحزنون َ من الموت ِ ثانية ً ,

يحزنون َ

بشأن ِ الذي هم عليه ِ من الحزن ِ ,

والخوف ِ ,

والفاقة ِ المستمرة ِ ,

لا شيء ثمة َ أصعب في العالمين ,

من الفاقة ِ المستمرة ِ ,

فهي قميص ٌ من النارِ ,

كالقيد ِ ,

أقسى من القيد ِ ,

كالعنف ِ ,

أسوأ من كل عنف ٍ ,

ومن غربة ٍ مستعرّةِ ,حتى القرار ِ

قل لي ,

فمَن ْ يمنح ُ البشر َ الفقراء َ السلام ْ ؟!!

" 3 "

يتألق ُ

بالإبتسامة ِ

عند العطاء ِ ,

و بالكلمات ِ من البشر ِ الرائعين َ الكريم ُ وحسب ُ

الكريم ُ الذي لا يبالي

على أي وضعية ٍ سوف يجلس ُ

أيّ الثياب ِ كما الفقراء ِ سيلبس ُ

أي الطعام ِ غداً , سوف يأكل ُ

أي المهمات ِ يحمل ُ

مادام يمنحُ مَنْ يستحق ُ السعادةَ طوعاً ,

من الفقراء ِ

يفيضُ شجى ً مثلما الماءِ

وجهُ الكريم ِ السلامة ُ من كل شر ٍّ

يداه ُ الغمامة ُ و البحر ِ,

مَنْ يمنح ُ البشر الفقراء السلام .

" 4 "

ليس عيباً ,

أنْ يولد ُ المرءُ في الفقر ِ ,

بل أن يظل على الفقر ِ ,

في الفقر ِ ,دونَ محاولة ٍ للصعودِ ,

من الوحل ِ ,

وحل ِ المهانة ِ

وحل السؤال ِ , وحل َ العدم ْ

" 5 "

شبهَ عار ٍ ,

وحاف ٍ من " المال ِ " ,في النار ِ

يمشي الفقيرُ بلا قدمين ِ

الهوينا , الهوينا ,

يسير ُ كما رَجُل ِ السيرك ِ ,

فوق جبال ِ الهموم ِ ,حبال ِ الغموم ِ ,

يخشى على نفسه ِ مِنْ سقوط ِ الكرامة ِ ,

دونَ احتفاء ٍ بئر الملامة ِ

في غابة ِ البشر ِ الفرحين َ الطغام ِ

بذُلِّ السؤال ِ ,

فثمة َ مَن ْ بالأذية ِ ,

بالمن ِّ عند النوال ِ,

من البشر ِ الفرحين اللئام ِ

مَن ْ قلبُه ُ كالحجر ْ

" 6 "

حيثُ

تشرقُ شمسُ العدالة ِ دوماً ,

هنالك خبز ٌ ,

وحيثُ تغيبُ هنالك قطعاً ,

دموع ٌ

و خوف ٌ , وجوع ٌ أمرّ ْ

" 7 "

ليس َ ثمة َ إلا الفضيلة َ

ما يرتدي الفقراء ُ

كما ليس ثمة َإلا الفضيلة َ

 ما يحسن ُ الفقراء ُ

و إلا الفضيلة َ حكمتهم ْ في الزمان ِ الأشر ْ

" 8 "

ليس ثمةَ شيء ٌ

يأتي دون عناء ٍ , و دون رجاء ٍ ,

في العسر ِ و اليسر ِ ,

منذ البداية ِ حتى النهاية ِ

في العالمين َسوى الفقرِ

يا معشر الفقراءُ : الذي فيه ِ أنتم

ليس قضاءً ذا سطوة ٍ و قدر ْ

فآخرجوا من منازلكم للحياة الكريمة ِ

زلزلة ً لا تقر ْ

اخرجوا أيها الفقراء ُالذين إلى الخبز ِ

لا يعرفون َ الطريق َ ,الطريقُ إلى الخبز ِ

يبدأ بالثورة ِ المستطيلة ِ, فآسترسلوا غضباً ,

في صُراخ ِ العُصُر

" 9 "

يحزن ُ

الفقراءُ

مِنْ الفقر ِ

كالأنبياء ,

كذلك يحزن ُكالفقراء ِ

الذين يهيمون في الأرض ِ

بالحقِّ

مِنْ أجلنا ,

ثم بالحكمة ِ المستطيرة ِ

يرتحلون َ على رسلهمْ حَزَنَاً ,في العصور ْ

" 10 "

لا يجيدُ

الكلام َ ,

ولا يحسن ُ الفقراء ُالكتابة َ في الطين ِ

لا يدخلون َ التواريخ َ منتصرين َ ,

و إن فتحوا بالمعاناة ِ

ثم المعاناة ثانية ً ,

كل َّ باب ٍ إلى المجدِ جداً , عظيم ْ

ولذا مَنْ سينصفهم ْغيرنا ,

إن تجاهل أحلامهمْ

شاعرُ القصرِ عبر القرون ِ

بالإنصراف ِإلى غيرهمْ ,

مِنْ علوج ِ النظامِ العقيمْ

" 11 "

التسامح ُ

بالعفو

أفضل ُ

عند الفقير ِ

مِن ْ الإنتقام ْ