الخدر المعتّق
أحمد عبد الرحمن جنيدو
يا أيها السرّ المبعثر فوق ذاكرتي،
يمزّقني حراكك،
لا أريد البوح من سفك المشاعر،
واغتصاب الرؤية البيضاء،
ليت مسافة الأحلام أبعد من ظنوني،
لا أخاف الموت في سرّي العميقْ.
لقطاف زيتون التشارين اعترافٌ،
فالبداية من تراب الحلم،
أبني صرختي،
يا نسمة الأيام في وجه الضحى،
خالفت أمي حين ألبسني النهار حقيقتي،
ورمى البراقع عن معاناتي،
سقطت أجادل الأسرار في صمت ٍ صفيقْ.
لا تعبري الحلم المدمّى يا ملاكي،
ألف فلسفة رأيت بذلك العزف المخبّأ بالصدور،
قصصت ألف حكاية،
تحكي الحياة فصولها طول الطريقْ.
لحبيبتي:
فالوقت يسلبني الكتابة
من أصابعه الممزّقة النبوءة،
من حصان الجمح في رحم البريقْ.
يا أيها الخدر المعتـّق في جنوني،
في جنوحي،
لست أمي
لا تفاصيل الفراغ حضارتي،
كل الثواني عمّقتْ ذاك المضيقْ.
الصوت يمنحني التواتر،
والنسيج بعمقنا البشريّ ينبش أدمغي،
خلصتْ مسائلنا،
بأن الوقت والصوت الدفين بدفتر الأزمان
مأربها الشهيقْ.
ومضتْ تجادلنا،
وباب الحلم مفتوحٌ،
وخيط الوصل في جسد الرؤى باع الصديقْ.
ليت الحكاية أكبر الأشياء،
بل في لدغة الإيمان ما يبكي الحقيقة،
كلـّنا في ضربة الحظ المميتة أسقفٌ
لقواعد الأوهام والمتن الغريقْ.
يا كافراً بأصالتي هل بعد موتي تستفيقْ.
**********
قالت: بأني عاجزٌ،
كم أنت جاهلة بعمق مشاعري.
أنا نبضك الأزليُّ والإحساس والتكوين،
والغد من سطور دفاتري.
أنا حلمك المسكون في بال العصافير
التي نسيتْ عناوين الصباح
وعلـّقتْ فوق الجبين غناءها وبشائري.
كم أنت ساذجة،
وصورتك الصغيرة في عيوني لوّنتْ
يا لمسة الإيحاء في شعري،
موج الحياة يسير في جسدي،
وصفاؤك الوهاج يسكن ملمحي،
ومكامني وظواهري.
أنا لم أقلْ يوماً بأن الشعر نطقك،
بل كلامي في القصائد بعض ما نطق الغناء
شفاهك الكرزيّة الأشعار تقطن لفظتي وسرائري.
سأغادر الأرض الحزينة من نخاعي،
هل بعد نزف دمي تحاولين الوصول إلى البداية،
فالشريط معلـّق بمصائري.
أنت التي تبني شراك الموت فوق خسائري.
وأحبها والله أعلم ما بحالي من هيام للتراب
لأنها سكنتْ صميم خواطري.