عزاءً يا عزيزتنا الغوريلا
عزاءً يا عزيزتنا الغوريلا
محمد محمود جاد الله
في عددها الصادر يوم 21/8/1429ه - 22/8/2008م نشرت جريدة الحياة نقلا عن صحيفة ( ذي صن ) البريطانية أن صغير غوريلا نفق بين ذراعيها في إحدى حدائق الحيوان في ألمانيا ورفضت الأم تسليمه لإدارة الحديقة بالرغم من نفوقه وظلت تحمله على ظهرها في منظر حزين مؤثر فبكاه الشعب الألماني بل بكته أوربا بأسرها ...
غوريلا كان فيمن كان ...
نزيل حدائق الحيوان ... أتاه مفرق الخلان ...
بكته الأم بل حملته في تحنان ... بكته أمة الألمان ...
وظلت تذرف العينان وتندب ذلك الحيوان ...
عزاءً يا عزيزتنا الغوريلا ...
عزاء من عميق القلب للمخلوق أياً كان ...
فإن الفقد مثل الفقد للإنسان والحيوان ...
سواءً في بلاد العرب أو في ديرة الألمان ...
هو الفقد وراء السور في ( غزة ) لطفل صارع الطوفان ... يئنُ ويمسك القضبان ...
يعاني الداء والحرمان أمام الأهل والجيران ...
يموت ويصمت الإخوان ... فما سالت دموعهم ... وما ابتلت لهم أجفان ...
** ** **
وتلك الوردة البيضاء في ( غزة ) ... وقد بترت لها الساقان ...
فما اهتزت وما لانت ... ولكن تبسم الشفتان ...
هم حطموا لها جسداً ... وما قدروا على الوجدان ...
** ** **
ويرقد طفلنا أعمى ... وقد فقئت له العينان ... بفعل القصف والنيران ...
ويروى قصة المأساه ... بقلب ثابت الأركان ...
فلم يبك ولم يشكُ ... ولكن باع نور العين ... للخلاق للرحمن ...
فأَين كرامة الإنسان ؟!
وأنتم يا بنى الإنسان أعزيكم ... أواسيكم لأنكم ...
فقدتم جذوة الإيمان ... فقدتم جذوة الإيمان !!