مِنْ غَزّة

مصطفى حمزة

[email protected]

سألتُها :

مِنْ أينَ يا سَمْراءُ

في وَجْهِكِ هذا المَجْدُ

والإباءُ

والعِزّهْ ؟!

أجابَني مِنْ وَجْهِها

أنفٌ أشَمٌّ

قَدْ عَلَتْهُ الكِبْرياءُ :

إنّني مِنْ غَزّهْ ..

مِنْ غَزّةٍ ، أرضِ الرّباطِ

حيثُ صارَ الموتُ ماءَها

وصارَ الصّبرُ

خُبْزا

مِنْ غَزّةٍ

حيثُ يُعَطّرُ الثّرى

في كلّ يومٍ

ألفُ جُثّهْ

مِن غزّةٍ

حيثُ الدّواءُ ، والغِذاءُ

عَزّا

وأتخِمَتْ بُطونُكمْ أنتمْ

بما طابَ

وما لَذّ !

من غزةٍ

حيثُ النّداءُ

هَزّ صَخْرَ الأرض

لكنْ قلبُكُمْ

ما اهتزّ !

من غزّةَ

حيثُ بَكى من منظرِ الأشلاءِ

كُفّارٌ

وأعداءُ

ولمْ نسمعْ لكُمْ

رِكْزا !

أحْيَتْ بيَ السّمراءُ

حينَ انتسَبَتْ

كَرامتي

فصاحَ من نفسي الحَياءُ :

قُمْ بنا الآنَ

إلى غزّهْ ..