في حفل وداع

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

في حفل حافل جمع الأساتذة والعمداء والدكتور البكر رئيس الجامعة ، وبعيد صلاة العشاء مساء الخميس 11 من ذي القعدة 1412ه  14 من مايو 1992م، فوجئت بالدكتور محمد الفعر عميد الكلية التي أعمل بها في جامعة الملك فهد بالظهران  يطلب مني نظم قصيدة لإلقائها في حفل توديع عدد من الأساتذة يتركون الجامعة للعمل في مؤسسات أخرى ، فكانت هذه الكلمات..التي لم أنظمها إلا قبيل بدء الحفل بدقائق . وأنا أعرضها اليوم كما نظمتها ، لم أغير فيها حرفا واحدا .

من لحظاتْ

يأمرني الدكتور الفِعرْ

 ويشهد زغلول النجارُ على ذلك

أن أنظمَ عقدًا من لؤلؤ

حباتٍ ... ومحباتٍ

تأخذ بالأعين والألبابْ

أهديه لأحباب أبرارْ

وثقاتٍ أطهارْ

في حفلِ وداع ضم الصفوةْ

من جلة علماءْ

جمَّعهم حبٌ ووفاءْ

**********

أعميدي الفِعرْ:

الشعرُ..

كما يعلمُ كل الناسْ

سلطانٌ صاحبُ سطوة

لكن...

لا ينبو نبوة

لا يهفو هفوة

لا يكبو كبوة

إن قويَ الداعي

وأجابَ القلبُ الواعي

دون تراخ

**********

مولايَ الشعرْ..

أنشدك الله

وحرمات الأدب الفذ الفائقْ

وبنور الفجرِ الصادقْ

لا تخذلني في هذا الجمعْ

فالجمع كريمْ..

والخيرُ عميمْ

حمدًا لله..

يتحفني السلطانُ الشعرُ

ببيتيْ بدوي قالَ

يودع فلذة كبدهْ

الراحل في رحلةِ علم قد تمتدْ

فيقول بقلبٍ يغمره حبٌ مشتدْ :

"أودعُك الرحمنَ في غربتكْ

مرتقبًا رُحماه في أوبتك

فلا تطل حبلَ النوى إنني

أشتاق والله إلى طلعَتك"

حمدًا لله..

أعطاني السلطانُ المفتاحْ

والسحرُ بيانًا بالأسرارِ العظمى

قد باحْ

والبدرُ بقبس من حب قد لاحْ

وأمد يديَّ ألاقيهِ

وأناجيهِ

وأذوق رضابَ الحكمةِ من فيهِ

فأعانقُهُ

وأذوب به إحساسًا ينطق باسم اللهْ

أعلى الأسماءْ

مَن خلق الأرضَ وخلق سماءْ..

رباه...

ما أجملَ أن يلتقي الإخوانُ

على كلماتهْ...

كلماتِ الله.. التاماتْ

تلهمني الأفكارَ البِكرْ

في حضرة ربانٍ ماهرْ..

في حضرة دكتور البَكرْ

وبتوجيهٍ من دكتور الفعرْ

أشهد ربي..

أن نبقى جندًا تحت لواءِ اللهْ

ومظلة راية حبٍّ

يجمعنا .. ويؤلفنا

ما أحلى الحبَّ لقاءْ

وشفاء..

وسماءً تمطر عطرًا

ووفاء

  فالله يؤلف بين قلوب عبادٍ

مَحَضوا حبهمُو لله..

وعلى معنى الحب يكون لقاء الليلة

في توديع حسيني

والسقاف

وعقيلي

وبقية أحبابٍ بررةْ

أنعم بلقاءِ الليلة في توديع الأحبابْ

بالكلِم النشوى قطراتٍ

في نور ذابْ

**********

إخواني..

شكرًا لله

إذ جمعنا بالإسلام

أحبابًا...نسعى لرضاه

**********

مولاي الشعر...

ها قد أمليتْ

وأنا لبيتْ..

في بضع دقائقَ معدودةْ

معذرةً إن كان هناك قصورْ

فالشعر سواحلُ وبحورْ

لكنا.. والحمد لربي..

لم نغرقْ..

ما دمنا نعتصمُ بحبل اللهْ

يجمعنا...حب الإسلام..

وأقول بحق..

لو أن شراييني ملكُ يدي

لضفرتُ شرايينيَ عقدا

أهديه إليكم...

لكني لا أملك إلا حبي

وشعوري...أنظمه شعرا

فأقول أخيرًا:

بالقلبِ.. ونبضِ القلبِ

ونور العينِ..

وداعًا .. يا أحبابْ

لكن للقاءٍ .. ولقاءْ...

في حبًّ فذ ووئامْ..

فسلامًا .. مِن كل كياني..

ألف سلامْ...