جنازة العرب
27كانون12008
د. محمد العشاب
جنازة العرب
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
أَيَّـانَ تَـمْـضِـي يَعْتَرِيكَ شَـرْقًـا وغَرْبًا لا ترَى إِلَّا الذي مَـضَـتِ السنينُ ومَرَّتِ الأجيالُ وَتَـوَثَّـبَتْ "صُهْيُونُ " تَرْمِي العَا وتَـسُـومُـهُ سُـوءَ العَذَابِ كَأَنَّمَا وتَـمَـلَّـكَـتْ خَيْرَاتِهِ فتَجَبَّرَتْ نَـهَـضَتْ بقَتْلِ الأبرياءِ فلا تَسَلْ وتَـحَـكَّمَتْ فاعْجَبْ لِمَنْ رَاعَوْا أفـعـى تَـلُفُّ مشارقًا و مغاربًا وطَـوَى الـخَفَاءُ بَرِيقَهَا فتَمَكَّنَتْ ومـذاهـب شَـتَّى، فكيفَ لأُمَّتِي * * * فَـجَـعَ الـبَـرِيَّةَ فَاجِعٌ في أُمّتِي كـيـف اسْتَذَلَّتْ شَعْبَهَا برُؤُوسِهَا واسْـتَـعْـبَدَتْ أَبْنَاءَهَا فاسْتُعْبدَتْ أَوْدَى الـوَنَى بِشُمُوخِهَا فاسْتَسْلَمَتْ وإِذَا بِـهَـا تَـئِـدُ الـكَرَامَةَ كُلَّهَا وتُـحِـيلُ مَشْرِقَهَا و مَغْرِبَهَا مرَا زَرَعَـتْ بِـهَا أَشْوَاكَهَا حتى غَدَا مـا مَـجْـدُكُمْ إلا السَّرَابُ بِعَيْنِهِ حَمَلُوا رُفَاثَ العُرْبِ فوقَ ظُهُورِهِمْ سـاروا وسَارَ الذل يَسْبِقُ سَيْرَهُمْ ومَـضَتْ جُمُوعُ النائمينَ و مِلْؤُهَا * * * لـلـه دَرُّ فَـتًـى يَـذُودُ بِرُوحِهِ أَلْـقَـى الـحِـجَارَةَ مُقْبِلًا، ووَلِيُّهُ حَـمَلَ الهمومَ لوَحْدِهِ وأَبَى الهَوَانَ مـا أَرْعَـبَ الغاشي سِوَاهُ ودَأْبُهُمْ فـإِذَا عَـلَا صَـوْتٌ تَعَقَّبَهُ العَصَا يـا قـومِ ما هذا الصَّغَارُ رُوَيْدَكُمْ وغَـدًا تـذوقـونَ الذي تَخْشَوْنَهُ مـا مَـسَّـكُمْ ضَيْمٌ و لكن عَمَّكُمْ صَرَخَتْ بِقَاعُ القدسِ حتى أَسْمَعَتْ سـيروا بنَعْشِ العُرْبِ حتى تَبْلُغُوا لَـكُـمُ الـتهاني إِذْ قَمَعْتُمْ شَعْبَكُمْ سـادت بها سُدُفُ الظلامِ وأَطْبَقَتْ سـيروا بنعش العُرْب قد آن الأَوَا أيـن الـضمائرُ بيننَا, وَالصَّادِقُو غِـبْـتُـمْ فَمَا تَجْرِي دِمَاكُمْ, إِنَّمَا سـيروا بنعش العُرْب قد آن الأوا يَـا سَـادِرًا فـي غَـيِّهِ مُسْتَسْلِمًا وعَـفَـى عَلَيْكَ زَمَانُنَا فارْحَلْ ولا أَيَّـانَ تَـرْحَـلُ لاَ أَمَانَ و حَيْثُمَا | تَعَجُّبُويَـحُـولُ دُونَ الْحَقِّ منكَ يُـضْنِيكَ مِنْ حَالِ الوَرَى و يُعَذِّبُ جِـيـلًا بـعدَ جيلٍ والأسى مُتَغَلّبُ لَمِينَ بِشَرِّهَا و عَلَتْ تَسُودُ و تُرْهِبُ مَـلَـكَـتْ أَزِمَّـتَهُ، فلَيْسَتْ تُغْلَب إِنَّ الـتَّـجَـبُّـرَ دَأْبُـهَا والمَذْهَبُ كَـمْ حَـرَّقَـتْ وسَـعِيُرهَا مُتَلَهِّبُ خَوَاطِرَهَا، فما مِنْ غَيِْرِ ذَا يُتَعَجَّبُ! قَـرْنٌ مَـضَى و سُمُومُهَا تَتَسَرَّبُ! وعَـقَـارِبٌ في كلِّ أرضٍ تَلْسِبُ أن تَـبْـلُغَ الآمالَ وهْيَ تُرَهَّبُ ؟! * * * بـعـدَ الـمَذَلَّةِ قد قَضَتْ فتَعَجَّبُوا! فـأَذَلَّـهَـا مُـسْـتَكْبِرٌ لا يَرْهَبُ مـثـل الـذليلِ على المَذَلَّةِ يَدْأَبُ! لـلـغـاصـبـينَ، بِحِلْفِهِمْ تَتَعذَّبُ وإِذَا بِـهَـا عَـنْ كُلِّ عِزٍّ تَرْغَبُ تِـعَ لـلـعِـدَا، عَجَبًا لِذُلٍّ يُطْلَبُ! فـي كُـلِّ أَرْضٍ مِـنْ بَنِيهَا ثَعْلَبُ ونُـفُـوذُكُـمْ فـي كُلِّ يَوْمٍ يُسْلَبُ وَتَـقَـدَّمُـوا لِـيُشَيِّعُوهُ، و يُحْجَبُوا والآلَـةُ الـحَـدْبَاءُ و الدَّمُ يُسْكَبُ خَـوْفٌ ورُعْـبٌ دائـم وتَـذَبْذُبُ * * * عـن أُمَّـةٍ قد غاب رَاعِيهَا الأَبُ مُـتَـجَـلْـبِـبٌ في خِدْرِهِ مُتَنَقِّبُ لِأَهْـلِـهِ، و الـحـاكمونَ تَهَرَّبُوا صَـمْـتٌ وشَجْبٌ هَادِىءٌ ومُهَذَّبُ والـعَـارُ أَنَّـا نـحنُ من يَتَعَقَّبُ! فـغَـدًا يَـحُـلُّ مِنَ المهانةِ صَيِّبُ كـأسًـا مـن الـذل الذي يُتَجَنَّبُ خَـوْفٌ, فـآثَـرْتُمْ كَرَاسِيَ تُرْقَبُ كـلَّ الـعـوالِـم أنـها لا تُغْلَبُ! سَـدَّ الـحـقـيقةِ يوم يُبْلَغُ مَأْرِبُ يَـا شُـؤْمَـهَـا مِنْ دَوْلَةٍ تَتَوَثَّبُ! ولـسـانُ حـالِ الحقِ منها يَهْرُبُ نُ وأَعْـلِـنُوا فينا الحِدَادَ وأَعْرِبُوا نَ المُخلِصونَ لِشَعْبِهِمْ هَلْ غُيِّبُوا ؟! قـد جَـمَّدَ الدَّمَ في العروقِ تَغَيُّبُ نُ لأمـةٍ فـيـهـا الـمذلةُ مَذْهَبُ نَـفَـضَـتْكَ أيدِينَا و عَزَّ المَطْلَبُ تَـرْجِـعْ, فـإِنَّـا لِـلْعُلاَ نَتَأَهَّبُ تَـمْضِي تَضِلُّ, فأينَ أَيْنَ الْمَهْرَبُ؟ | تَرَيُّبُ