فتى دجلة

د. طلال محمّد الدّرويش

[email protected]

أفي فتى دجلةَ المقدامِ من عجبِ ؟

حدّثْ إذًا ، ياسليلَ السّادة النُّجُبِ

وقلْ لِمنْ أيقظَتْ نعلي مُروءتَهم :

أنا العراقيُّ ، والمجدُ التّليدُ أبي

سلْ قبرَ هارونَ آنَ الشّرقُ خاتمُه

والغربُ يحبو ويكبو ، والزّمانُ صبي

عن كلبِ روما وكلبِ الرّومِ قاطبةً

وكلبِ منْ حقدوا ، البَصْباصِ بالذّنبِ

لمّا انبرى ينبحُ الأعرابَ من سفهٍ

فجاءه الموتُ في رحْلٍ وفي قَتَبِ

نقفورُ لم يتّعظْ من نسلهِ فمضى

جروٌ يقوّي عُرى الأعراقِِ والنّسبِ

حتّى أتتْه يدِي بالنّعلِ راجمةً

فألجمَتْه ، ولا تسألْ عنِ السّببِ !

والذّعرُ أيبَسَهُ ، والرّعبُ سمَّرَهُ ،

والخوفُ أذهلَهُ عن مَطْلَبِ الهربِ !

يا قومُ ، إنّ لكم، مثلي عروقَ دمٍ

يغلي ، وإنّ لكم ما هاجَ من غضبي

فإنْ تكنْ نعلُ فردٍ حطّمتْ صنمًا ،

فهل تثورُ نِعالُ الماردِ العربي ؟؟؟