إلى أمٍّ لم تلدني

إلى بنت البحر: زاهية أحمد

إبراهيم سمير أبو دلو

[email protected]

يـا  أمِّ ، يـا بـلسمَ الأرواحِ مِن iiكُرَبِ
إلـيـكِ  خـفـقـيَ بدَّاحاً بما iiاعتملت
لا  زلـتُ أذكـرُ مـيلادي ، و iiعُسرتَه
مـيـلادَ  قـلبي ، بحِجر الشعرِ مُفتَطِماً
لا  زلـت أذكـرُ عـهـداً كُنتِ iiكافلتي
بَـرٌ  أنـا بِـك - أمي - لستُ iiمُكتفِراً
مـا لـحمُ شعري سوى من لحمكم iiقَطِعٌ
لَـمَّـا بَـلَـغْتُ أشُدي وَ استوتْ iiهِمَمِي
أنَّـى  الـجزاءُ و في ذا الحَرفِ iiمُنعِمَةٌ
ثـارت  دمـائـيَ لـما صِحتِ توصيةً
بُـنـيَّ  ، نـهجُك نهجُ المُصطفى iiأثراً
بُـنـيَّ  ، حقِّر هوى النفسِ التي iiجُبِلتْ
لأنـتَ عـضـوٌ بِـجسمِ المُسلمينِ فَكُنْ
لا تـفـتـرقْ عـنـهُ ما دالت به iiدُولٌ
بُــنـيَّ  ثُـر إنَّ أرضَ اللهِ iiمـائـدةٌ
الـقُـدسُ  تُـنعلُ بالخنزيرِ -وا iiعَيَبا-
"إن تـنـصـروا اللهِ يَـنصرْكم" iiبمنَّتِه
يـا أمِّ سـمـعـاً و طوعاً حفظَ توصيةٍ

















إلـيـكِ  خـفـقيَ لهَّاجاً على iiخَبَبِ(1)
فـيـهِ الـجوانحُ بين الجِدِّ و iiاللعبِ(2)
مُـذْ حَـمْـلِ تِـسْعٍ ، ينوءُ الأُمَّ بالتعبِ
مِـن  لَـذِّ ألـبـانِه ، يربو على iiالأدبِ
فـيهِ ، فيا شُرفةَ الأحسابِ و iiالنَّسَبِ(3)
فـضـلاً  عـليَّ ، و ربي خيرُ iiمُرتَقِبِ
و مـا دَمُ الـشـعـرِ إلا من دَمِ iiالنُجُبِ
لَمْ ألقَ - يا أمِّ - للإنصافِ من سببِ(4)
أنَّى  و أنتِ كفيضِ البحر و iiالصَّببِ(5)
" بُـنـيَّ .. ثُرْ ،و عَن الإسلامِ لا iiتَغِبِ
فـإن  تُـرِد قَـمَـراً فـي حَلكةٍ تُصِبِ
عـلـى  اللذائذِ و النسوانِ و iiالذهبِ(6)
مِصوانَ  حَرثِكَ بالحُمى من iiالوصَبِ(7)
لا يـرتَـدِدْ عَـجِـزاً مِن وطأةِ iiالعَطَبِ
فـالـشـرُّ  زبَّـدَ أطـنـاناً مُذِ iiالحِقَبِ
و  الـقِردُ في أرضِ بغدادٍ -فيا iiنَحَبي-"
و إن تَـخَـلَّـفْـتَ عَنْ نصرٍ لَه iiتَخِبِ
لا  نـامـتِ الـعينُ قبل الفتحِ و iiالغَلَبِ

توضيحات:

(1) : الخبَب : ضربٌ من العدْو ، و يُقصد هنا السرعة

(2) بَدَح بالأمرِ : باحَ به

(3) إشارة إلى العهد الذي قيَّضت لي فيه من فن الشعر عهدا

(4) السَبَب : الحَبْل

(5) إشارة إلى استحالة ثوابها مني على إعانتها لي في قرضي الشعر ، ففي كل نظمٍ شاكرٍ لها ، هو تفضُّلٌ عليَّ منها .

الصَّبِبُ : يُقصد المطر ، لأنه ينصبُّ صباً ..

(6) تُجمع امرأة على نسوة و نساء و نسوان ، و الأخيرة فصيحة أيضاً.

(7) المرض.