إلى أمٍّ لم تلدني
13كانون12008
إبراهيم أبو دلو
إلى بنت البحر: زاهية أحمد
إبراهيم سمير أبو دلو
يـا أمِّ ، يـا بـلسمَ الأرواحِ مِن إلـيـكِ خـفـقـيَ بدَّاحاً بما اعتملت لا زلـتُ أذكـرُ مـيلادي ، و عُسرتَه مـيـلادَ قـلبي ، بحِجر الشعرِ مُفتَطِماً لا زلـت أذكـرُ عـهـداً كُنتِ كافلتي بَـرٌ أنـا بِـك - أمي - لستُ مُكتفِراً مـا لـحمُ شعري سوى من لحمكم قَطِعٌ لَـمَّـا بَـلَـغْتُ أشُدي وَ استوتْ هِمَمِي أنَّـى الـجزاءُ و في ذا الحَرفِ مُنعِمَةٌ ثـارت دمـائـيَ لـما صِحتِ توصيةً بُـنـيَّ ، نـهجُك نهجُ المُصطفى أثراً بُـنـيَّ ، حقِّر هوى النفسِ التي جُبِلتْ لأنـتَ عـضـوٌ بِـجسمِ المُسلمينِ فَكُنْ لا تـفـتـرقْ عـنـهُ ما دالت به دُولٌ بُــنـيَّ ثُـر إنَّ أرضَ اللهِ مـائـدةٌ الـقُـدسُ تُـنعلُ بالخنزيرِ -وا عَيَبا- "إن تـنـصـروا اللهِ يَـنصرْكم" بمنَّتِه يـا أمِّ سـمـعـاً و طوعاً حفظَ توصيةٍ | كُرَبِإلـيـكِ خـفـقيَ لهَّاجاً على فـيـهِ الـجوانحُ بين الجِدِّ و اللعبِ(2) مُـذْ حَـمْـلِ تِـسْعٍ ، ينوءُ الأُمَّ بالتعبِ مِـن لَـذِّ ألـبـانِه ، يربو على الأدبِ فـيهِ ، فيا شُرفةَ الأحسابِ و النَّسَبِ(3) فـضـلاً عـليَّ ، و ربي خيرُ مُرتَقِبِ و مـا دَمُ الـشـعـرِ إلا من دَمِ النُجُبِ لَمْ ألقَ - يا أمِّ - للإنصافِ من سببِ(4) أنَّى و أنتِ كفيضِ البحر و الصَّببِ(5) " بُـنـيَّ .. ثُرْ ،و عَن الإسلامِ لا تَغِبِ فـإن تُـرِد قَـمَـراً فـي حَلكةٍ تُصِبِ عـلـى اللذائذِ و النسوانِ و الذهبِ(6) مِصوانَ حَرثِكَ بالحُمى من الوصَبِ(7) لا يـرتَـدِدْ عَـجِـزاً مِن وطأةِ العَطَبِ فـالـشـرُّ زبَّـدَ أطـنـاناً مُذِ الحِقَبِ و الـقِردُ في أرضِ بغدادٍ -فيا نَحَبي-" و إن تَـخَـلَّـفْـتَ عَنْ نصرٍ لَه تَخِبِ لا نـامـتِ الـعينُ قبل الفتحِ و الغَلَبِ | خَبَبِ(1)
توضيحات:
(1) : الخبَب : ضربٌ من العدْو ، و يُقصد هنا السرعة
(2) بَدَح بالأمرِ : باحَ به
(3) إشارة إلى العهد الذي قيَّضت لي فيه من فن الشعر عهدا
(4) السَبَب : الحَبْل
(5) إشارة إلى استحالة ثوابها مني على إعانتها لي في قرضي الشعر ، ففي كل نظمٍ شاكرٍ لها ، هو تفضُّلٌ عليَّ منها .
الصَّبِبُ : يُقصد المطر ، لأنه ينصبُّ صباً ..
(6) تُجمع امرأة على نسوة و نساء و نسوان ، و الأخيرة فصيحة أيضاً.
(7) المرض.