قمر يطل على الفراغ
صلاح أحمد عليوة
مصر/ هونج كونج
فلتفعل الأشياءُ
ما يحلو لها
في غيبتي
شجرٌ سيكبرُ
عند بدء حكايتي
و معاولٌ تمتدُ
في النسيانِ
ثم يجئ من بلد الغيومِ
مسافرٌ
و يمر أغرابٌ
إلى وطنٍ يضيعْ
فلتفعل الأشياء
ما يحلو لها
جدرانُ منزلنا
تصير لغيرنا
أو ينطفي مصباحُ شارعنا
يغير بيتنا عنوانهُ
و يصير رمزاً
في غناء الراجعينِ
من الرجوعْ
فلتفعل الأشياء
ما يحلو لها
شجرٌ وراء السورِ
يبقى بعدنا
مدنٌ تغادر أمسنا
و قبائلٌ تنسل من تاريخنا
و يعود صرعى
نحو قاتلهم
و يجتازُ الصدى
جسداً خرافياًّ
ليسقط كالصريعْ
فلتفعل الأشياء
ما يحلو لها
شمسٌ مكررةٌ .. سماءٌ
مولدٌ ..موتٌ معادٌ
و الأصائلُ
تحتها تعبٌ رماديٌ
و آلامٌ و جوعْ
فلتفعل الأشياء
ما يحلو لها
كانوا هنا الآباء
مسوا مثلنا
وجهَ الضحى
ندموا على الخطأ الصغيرِ
و بللوا سجادَ مسجدهم
بحزنٍ ضارعٍ
غسلوا الجرائمَ بالندى
جابوا بلاداً
فتتت أقدامَهم
و تجمعوا ليلاً
ليرووا قصة الغرباء
في ضوء التذكرِ
و الشموعْ